لفظ شاب يبلغ من العمر 32 سنة أنفاسه الأخيرة بطريقة جدّ بشعة حين طلب من الجاني إرجاع مبلغ مالي يدينه له، قبل أن تحدث بينهما مناوشات لفظيّة انتهت بإشهار القاتل لخنجر وجّه به طعنات للضحيّة أردته قتيلا ولم يكتفي الجاني بجريمته فحسب بل توجّه مسرعا نحو مسكنه وبعد ثواني قليلة عاد وهو يحمل في يده قارورة كبيرة الحجم تحتوي على بنزين وقام بسكبه على جسد والد الضحيّة وأضرم به النّار محاولا حرقه، علما وأنّ والد الضحية كان متواجدا بمسرح الجريمة يبكي فلذة كبده الذي سقط أرضا يسبح في بركة من الدّماء، وترجّى القاتل بجلّ عبارات التوسّل أن يمنحه فرصة لنقله إلى المستشفى علّه ينجه في إنقاذه غير أنّ الجاني سكب عليه البنزين وتناول قدّاحة وأضرم بواسطتها النار في جسد والد المرحوم الذي أكلت النار رجليه ويديه قبل أن يخلي سبيله، وهي الفرصة التي انتهزها الأب الذي ورغم الحروق متفاوتة الخطورة التي تعرّض لها غير أنّه نجح بصعوبة في نقل ابنه إلى العيادة الطبيّة متعدّدة الخدمات بسيدي عمار أين تبيّن أن الشاب فقد الحياة متأثّرا بنزيف داخلي بسبب الطعنة التي تعرّض لها، وفي سياق ماّصل فقد فتحت نهاية الأسبوع المنصرم هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية ملفّ القضيّة الي تعود وقائعها إلى يوم 30 جويلية المنصرم، حين تلقت عناصر الدرك الوطني بسيدي عمار مكالمة هاتفية من مصلحة الإستعجالات الطبية التابعة للعيادة متعددة الخدمات مفادها أن المصلحة استقبلت شيخا في حالة صحيّة مزرية مصابا بجروح متفاوتة الخطورة بسبب تعرّضه لحروق على مستوى رجليه ويديه، وأضاف البلاغ أنّ الشيخ كان يحمل في مركبته من نوع “هيونداي تيكسون” جثّة ابنه محاولا إسعافه غير أنّه تبيّن أنّ الأخير قد لفظ أنفاسه قبل بضعة دقائق بسبب نزيف داخلي حادّ، ويتعلق الأمر بالمرحوم “ع.م.ر” البالغ من العمر 32 سنة الذي توفي بين أحضان والده “ع.م” بسبب هجوم وحشي من طرف القاتل الذي اعتدى عليهما بكل برودة أعصاب ودون رحمة أو شفقة، قبل أن تفتح مصالح الدرك الوطني تحقيقات معمّقة في القضيّة واتّجهت نحو منطقة “برقوقة” التي وقعت بها الحادثة، ومن جهة ثانية فقد أسفرت عمليّة معاينة مسرح الجريمة على    وجود بركة دم كبيرة وقارورة بلاستيكية تحتوي على مادة البنزين بالإضافة إلى وجود آثار حريق على الحشائش المجاورة لمسكن الجاني “ح.ع.ح” ووجود سكّين كبير الحجم مرميا في فناء مسكنه وهو ملطّخ بدماء الضحيّة، واستمعت عناصر الضبطيّة القضائية لأقوال والد الضحيّة الذي كشف أنّه توجّه رفقة ابنه المرحوم إلى مسكن الجاني من أجل استرجاع مبلغ مالي كانا يدينان به إلى القاتل، وعند وصولهما بالقرب من مسكن الجاني ترجلا من السيارة أين قام هو بقرع الباب وبعد لحظات شاهد الجاني يخرج خلف المسكن مسرعا وباغت ابنه المرحوم بطعنة بواسطة آلة حادة على مستوى الكتف وقد حاول ابنه الفرار غير أنه سقط بعد خطوتين أرضا بسبب خطورة الإصابة التي تعرّض لها، ليستدير الجاني نحو الشيخ حسب تصريحاته وأسقطه هو الآخر أرضا محاولا خنقه، واعتدى عليه بواسطة نفس السلاح الأبيض الذي ضرب به ابنه وأصابه على مستوى أنفه  وشاربه السفلي، وأضاف أب الضحيّة متحسّرا أنّه كاد أن يتعرّض للذبح حين مقاومته للجاني الذي أحضر قارورة بها بنزين وقام بإفراغها في المكان الذي سقط فيه وأشعل المكان باستعمال قدّاحة لتمتد النيران إلى رجله اليمنى ويديه، ولم يكتفي بذلك فحسب بل قام بجره داخل ألسنة النيران محاولا حرقه غير أنه تجنب الحريق بصعوبة وترجاه أن يتركه من أجل اسعاف ابنه بعدها قام الجاني بحمل ابنه ووضعه داخل سيارته من نوع “تيكسون” ودفع والده بالقوّة داخل المركبة لينطلق الشيخ بابنه نحو مصلحة الإستعجالات الطبيّة غير أن ابنه لفظ أنفاسه الأخيرة دون التمكّن من إسعافه، تجدر الإشارة أن المتهم “ح.ع.ح” يتواجد في حالة فرار إلى غاية كتابة هاته الأسطر، وأصدرت هيئة محكمة الجنايات الإبتدائية مساء أوّل أمس  أمرا بالقبض ضدّه بالإضافة إلى حكم غيابي يقضي إدانته بعقوبة الإعدام.

وليد سبتي