قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم الاثنين، إن القوات الروسية قصفت أهدافاً بالصواريخ والطائرات المُسيّرة والمدفعية في شرق أوكرانيا وجنوبها في الوقت الذي يظل فيه الملايين بدون كهرباء وسط درجات حرارة دون الصفر، بعد تكثيف روسيا ضرباتها على البنية التحتية الرئيسية.

واستأنف ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود عملياته بعد توقفه عن العمل لمدة يومين جراء تعرض منشأتين للطاقة لهجوم روسي بطائرات مُسيّرة يوم السبت.

وقال مسؤولون إن الكهرباء بدأت تعود إلى العمل ببطء إلى نحو 1.5 مليون شخص.

فيما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إن مناطق أخرى تعاني من ظروف "صعبة للغاية" في ما يتعلق بإمدادات الطاقة، من بينها العاصمة كييف وأربع مناطق في غرب أوكرانيا ومنطقة دنيبروبتروفسك في وسطها .

وقالت إدارة منطقة كييف إن 14 تجمعاً سكنياً هناك ما زالت بلا كهرباء وإن 37 أخرى بلا كهرباء جزئياً.

معارك ضارية

وفي تحديثها اليومي للوضع العسكري، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على أربعة تجمعات سكنية في منطقة دونيتسك الشرقية وعلى ثمانية تجمعات في منطقة لوغانسك المجاورة.

وواصلت روسيا هجماتها على باخموت، التي أصبحت الآن في حالة خراب إلى حد بعيد، وعلى أفدييفكا وليمان وشنت هجومين صاروخيين على البنية التحتية المدنية في كوستيانتينيفكا، وجميعها في منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق تزعم موسكو أنها ضمتها من أوكرانيا بعد "استفتاءات "وصفتها كييف بأنها غير قانونية.

وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة على الجبهة الشرقية في قتال عنيف أدى أيضاً إلى خسائر كبيرة في صفوف قواتها.

من جهة أخرى، نفذت القوات الروسية أكثر من 60 هجوماً بأنظمة إطلاق الصواريخ استهدفت البنية التحتية المدنية في خيرسون، المدينة الجنوبية التي حررتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي، والقوات الأوكرانية المتمركزة هناك، حسب هيئة الأركان العامة.

وقالت إن روسيا قصفت أيضاً تجمعات سكنية على امتداد خط جبهة زابوريجيا في جنوب وسط أوكرانيا، بينما قصفت القوات الأوكرانية نقاط سيطرة روسية ومخازن ذخيرة وأهدافاً أخرى.

دعم عسكري لكييف

إلى ذلك، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، على تخصيص ملياري يورو (2.1 مليار دولار) لصندوق يُستخدم لدفع تكاليف الدعم العسكري لأوكرانيا.

وذكر المجلس الأوروبي الذي يضم الدول الأعضاء في الاتحاد أنه من الممكن تخصيص المزيد لصالح الصندوق لاحقاً.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "قرار اليوم سيضمن توفير التمويل اللازم لمواصلة تقديم دعم عسكري ملموس للقوات المسلحة لشركائنا ( في أوكرانيا)".

عقوبات إضافية وحراك دبلوماسي

على الصعيد الدبلوماسي، سيحاول وزراء الخارجية في اجتماعهم الشهري المنعقد في بروكسل أيضاً الاتفاق على تغليظ العقوبات على روسيا وإيران.

لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت المجر ستعرقل هذه القرارات وتلجأ إلى ما يصفه دبلوماسيون "دبلوماسية الابتزاز" بسبب خلاف بشأن أموال مجمدة من الاتحاد الأوروبي لبودابست.

وقال بوريل قبل الاجتماع "سنوافق على حزمة صارمة للغاية من العقوبات"، مضيفاً أن الاتحاد "سيتخذ أي إجراء في وسعه لدعم الشابات والمتظاهرين السلميين".

وفي واشنطن، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين لشبكة (سي.بي.إس) إن دعم واشنطن لجيش أوكرانيا واقتصادها سيستمر "مهما استغرق الأمر" وأكدت أن إنهاء الحرب هو أفضل شيء يمكن للولايات المتحدة فعله للاقتصاد العالمي.

وقال زيلينسكي إنه أجرى محادثات "محددة للغاية" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ضمان صادرات الحبوب الأوكرانية.

وعملت تركيا، التي لعبت دور الوسيط في محادثات السلام في الأشهر الأولى من الحرب، إلى جانب الأمم المتحدة على إبرام اتفاق حبوب وفتح المواني الأوكرانية أمام الصادرات في يوليو/تموز بعد حصار روسي فعلي استمر ستة أشهر.

وقال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأحد دعا خلاله إلى إنهاء سريع للصراع.

تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا

في غضون ذلك، قال الرئيس البولندي أندريه دودا، الاثنين، إن "على روسيا تحمل تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا" التي مزقتها الحرب.

وقال الرئيس دودا في مؤتمر صحفي مشترك للرئيس دودا مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين إن "روسيا ملزمة بتنفيذ إعادة إعمار أوكرانيا، وأعتقد أن المجتمع الدولي سيجبرها على تحمل التكاليف".

وأضاف: "في الواقع، هذا واجب مهم للمجتمع الدولي أن يجبر روسيا على دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا".

وقال دودا: "إذا هاجم أحدهم دولة ما، فعليه دفع فاتورة كبيرة. وهذا ما يتعين علينا فعله حالياً مع روسيا".

موجة أخرى من اللاجئين

إنسانياً، قال رئيس المجلس النرويجي للاجئين إنه يتوقع تدفق موجة أخرى تضم مئات الآلاف من اللاجئين من أوكرانيا على أوروبا خلال فصل الشتاء، بسبب الظروف "غير الصالحة للعيش".

وقال يان إيجلاند لرويترز عبر الهاتف بعدما عاد من رحلة إلى أوكرانيا في وقت سابق هذا الشهر "لا أحد يعرف كم عددهم، لكن سيكون هناك مئات الآلاف الآخرين لأن القصف المروع وغير القانوني للبنية التحتية المدنية يجعل الأوضاع غير صالحة للعيش في أماكن كثيرة".

وأضاف "لذلك أخشى أن تتفاقم الأزمة في أوروبا، وذلك سيلقي بظلاله على الأزمات في أماكن أخرى من العالم".

TRT عربي - وكالات