أعاد القضاء الأمريكي فتح ملف تفجيرات "لوكربي"، بعد 34 عاماً من وقوعها. ذلك بعد أن كشفت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن احتجاز المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المريمي في الولايات المتحدة، والتحقيق معه بتهمة الضلوع في تجميع القنبلة المستخدمة في تفجير طائرة بوينغ 747 فوق البلدة الأسكتلندية في ديسمبر/كانون الأول 1988.

ويعد أبو عجيلة مسعود أحد ضباط مخابرات الرئيس المخلوع معمر القذافي، وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تداولت تقارير إعلامية أخباراً عن اختطافه من قبل مسلحين وسط العاصمة طرابلس. هذا وتستنكر السلطات الليبية إعادة فتح ملف التفجيرات، بعد اتفاق التسوية الذي وقعته البلاد في عام 2008، والذي يروم إغلاق الملف بشكل نهائي.

إعادة فتح ملف "لوكربي" وامتعاض ليبي!

وفي البيان الذي نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية، يوم الأحد، قال الادعاء العام الأسكتلندي: إن "أهالي ضحايا تفجير لوكربي علموا أن المشتبه به أبو عجيلة محمد مسعود محتجز لدى الولايات المتحدة". وهو ما يمثل عودة إلى فتح ملف التفجيرات الدامية، بعد أن كان قد أغلق بدفع نظام معمر القذافي فدية لضحاياها عام 2006.

وكان عبد الباسط المقرحي المدان في تفجير طائرة " بان آم 130" عام 1988، والتي أودت بحياة 270 شخصاً، من بينهم 11 من سكان بلدة لوكربي الأسكتلندية، التي انفجرت الطائرة الأمريكية في سمائها. وأضاف البيان أن "النيابة والشرطة الأسكتلندية، وبالتنسيق مع الحكومة الأمريكية والزملاء الأمريكيين، ستواصل متابعة هذا التحقيق بهدف وحيد هو تقديم مَن تصرف إلى جانب المقرحي للعدالة".

وفي شهر نوفمبر/تشرين الثاني، تداولت تقارير إعلامية أخباراً عن اختطاف أبو عجيلة مسعود في طرابلس، من قبل من أسمتهم بجماعة مسلحة. وعاد بيان الادعاء الأسكتلندي لتأكيد اعتقال المواطن الليبي من قبل السلطات الأمريكية، والكشف عن مكان احتجازه بالولايات المتحدة.

هذا وأثار الحادث ردود فعل غاضبة في ليبيا، حيث استنكرت عائلة أبو عجيلة احتجاز ابنها، وصرح أحد أفراد العائلة بأنه "كان طريح الفراش وقت اختطافه"، وأنهم "راسلوا مكتب النائب العام، ووزارة العدل، إلى جانب المحامي العام، والمجلس الرئاسي، ولكنها لم تتحصل سوى على وعود وتطمينات بالخصوص".

وفي بيان له، قال مستشار الأمن القومي إبراهيم أبو شناف: "بعد إعلان الولايات المتحدة أسر المواطن أبوعجيلة المريمي فإننا نذكر المسؤولين الأمريكيين بتعهداتهم وتشريعاتهم الصادرة في تسوية قضية لوكربي". وأضاف المسؤول الليبي: "نصت اتفاقية التسوية مع ليبيا (عام 2008) على أنه لا يجوز بعد دفع الأموال والتعويضات (لأهالي الضحايا) فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ الاتفاقية".

وأشار أبو شناف إلى أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أصدر في 2008 مرسوماً رئاسياً ينص على التزام بلاده بالإنهاء التام لأي مطالبات مستقبلية وإقفال أي قضايا فتحتها عائلات الضحايا سواء أكان أمام المحاكم المحلية أم الأجنبية. هذا وفي 2008 قبل نظام معمر القذافي بالتسوية ودفع أكثر من ملياري دولار لأهالي الضحايا لإقفال القضية.

مَن هو أبو عجيلة مسعود؟

عمل أبو عجيلة مسعود، البالغ من العمر 80 سنة، ضابطاً بجهاز الأمن الخارجي الليبي. هذا وزعمت تقارير أمريكية أنه المسؤول عن صناعة القنبلة المستخدمة في تفجير الطائرة "بان آم 130".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2020، أثير اسم مسعود حين أعلن النائب العام الأمريكي ويليام بار، في مؤتمر صحفي عُقد في واشنطن، عن اتهام ضابط أمن ليبي يدعى أبو عجيلة مسعود بصنع القنبلة التي فجرت طائرة البوينغ 747 التابعة لشركة "بان آم" الأمريكية، وطالب النائب العام بتسليمه إلى قضاء الولايات المتحدة.

وكانت صحيفة "ديلي ميل" البرياطانية، قد كشفت عام 2015 على أن الاتهامات الموجهة إلى أبو عجيلة مسعود، ظهرت من خلال تحقيق أجراه كين دورنشتاين، شقيق أحد ضحايا لوكربي، الذي قضى ست سنوات في تعقب المواطن الليبي، وهو من أعطى اسم مسعود لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تحدثت وسائل إعلام ليبية عن اختطاف أبو عجيلة من منزله في طرابلس.

TRT عربي