حمزة فاوزي
بعدما دعا لحل البرلمان بسبب محاولة الأخير سحب الثقة منه، وجد الرئيس بيدرو كاستيو نفسه خلف القضبان، بينما تم تنصيب نائبته بولارت رئيسة للبلاد اللاتينية التي دأبت منذ الاستقلال على “صراعات سياسية داخلية”.
وألقت الشرطة القبض على الرئيس كاستيو وأودعته السجن في يوم شهد فيه هذا البلد اللاتيني اضطرابات متسارعة اعتادها الشعب البيروفي والدول المحيطة، بحسب ما نقلته وكالة الاناضول.
ورحبت واشنطن بتعيين نائبة كاستيو دينا بولارت رئيسة للبلاد، الأخيرة التي لقت احتجاجات كبيرة جعلتها تعلن عن تحديد انتخابات في سنة 2024، ومتمسكة بذلك باستمرار ولاية كاستيو.
وفي ظل هاته التطورات السياسية المتسارعة والمثيرة للجدل، ينظر المغرب “بحذر” لمصير موقف كاستيو من الاعتراف بما يسمى بـ” جبهة البوليساريو”، وهو الاعتراف الذي جاء بشكل نابع من الفكر اليساري الانفصالي الراسخ لدى كاستيو.
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي حسن بلوان، إن الرئيس المخلوع بيدرو كاستيو خرق مجموعة من التعاقدات الدولية، والتي أقرتها الحكومات السابقة، في مجال العلاقات الخارجية، وهو ما نتجح عنه أوضاع سياسية داخلية وخارجية مضطربة، إذ عمد للاعتراف بمصداقية مخطط الحكم الذاتي المغربي ثم العدول عنه بعد أسابيع قليلة والإعلان عن الاعتراف بجبهة البوليزاريو.
وأورد بلوان في تصريح لـ”الأيام 24″، أن قرار كاستيو استند لضغوطات ومغريات جزائرية واهية، وهو ما نتج عنه ضغط داخلي قوي ورفض شعبي لقراره الذي وصفته الأوساط السياسية بهذا البلد اللاتيني بـ”المتسرع”، خاصة نائبته دينا بولارت.
واردف المحلل السياسي، أن ” الرئيسة الحالية دينا بولارت تسعى لإعادة الإستقرار السياسي للبلاد، رغم التحديات الداخلية الكبيرة التي تواجهها، إذ تشهد الشوارع البيروفية احتجاجات تطالب بانتخابات جديدة وهو ما رضخته له اليوم، مضيفا أنه رغم القرب الإيديولوجي للرئيسة الجديدة من الوحدة الترابية للدول، فإن تغيير موقف الرئيس السابق من الاعتراف بالبوليزاريو ليس أولوية بسبب تزايد أهمية التحديات الداخلية في الوقت الراهن.
وخلص المحلل السياسي،” أن مستقبل العلاقات المغربية البيروفية سيبنى على أسس الثقة التي ستعمل الرئيسة الجديدة على تجديدها”.