باحث من معهد البحث الزراعي بقسنطينة يكشف: تطويـــــر 15 صنفـــــا جديــدا من القمح والشعيــــــر والفرينـــــــــة


كشف أمس، باحث من المعهد الوطني للبحث الزراعي في قسنطينة أن 15 صنفا جديدا من القمح والشعير والفرينة قد تم تطويرها خلال الخمس سنوات الأخيرة، بالتعاون مع المعهد التقني للزراعات الكبرى، من خلال دمج سلالات محلية مع أخرى، في وقت دعا فيه متدخلون في ملتقى وطني حول زراعة القمح الصلب بجامعة الإخوة منتوري إلى إنتاج أصناف قادرة على تحمل التغيرات المناخية الطارئة، خصوصا الجفاف.  
وقدم الدكتور عبد القادر بن بلقاسم، الباحث في معهد البحث الزراعي على مستوى فرع البعراوية بقسنطينة، مداخلة بعنوان «تطوير التنوع البيولوجي في مواجهة التغيرات المناخية»، حيث ركز على آلية مواجهة التغيرات المناخية من خلال تطوير سلالات القمح القادرة على تحمل الظروف المناخية، مؤكدا أن الحل يكمن في تكثيف أنواع السلالات القادرة على تحمل الشروط الصعبة، على غرار الجفاف. وأضاف أن المعهد قد تمكن من تطوير مجموعة من السلالات بالتعاون مع المعهد التقني للزراعات الكبرى، حيث تم تبني إستراتيجية جديدة تقوم على توزيع الأصناف الجديدة التي تطور في المحطات التابعة للمعهد مباشرة على الفلاحين، على غرار المتمركزين في منطقة بني مستينة وأم بواقي.
ونبه نفس المصدر أنه قد تم الشروع في إطلاق تسميات على السلالات الجديدة، على غرار سلالة «نوميديا» و«تيديس» و«مولات الدار» و«أولاد مصطفى»، مشيرا إلى أن الأصناف الجديدة المعتمدة التي طورت خلال السنوات الخمس الأخيرة مقدرة بـ5 أصناف في الفرينة و7 في القمح و3 أصناف شعير، حيث صار بإمكان الفلاحين الشروع في تكثيفها، وقد طُورت عن طريق الدمج بين أصناف محلية وأصناف أخرى. وأبرز الدكتور ابن بلقاسم أن الفلاحين هم من يقومون بانتقاء أصناف القمح التي تناسبهم بأنفسهم، حيث أوضح أن الطريقة الجديدة تتيح لهم تبني الصنف قبل أن يصل إلى عملية التكثيف، مشددا على أن ذلك يصب في تثمين القدرات المتوفرة.
وأكد المتدخل أن شعبة الحبوب تمثل المصدر الأساسي لغذاء الجزائريين وللأنعام، حيث أشار إلى أن المساحة المزروعة بالحبوب في الجزائر تتراوح بين 3.2 إلى 3.5 مليون هكتار سنويا، تسقى أغلبيتها بمياه الأمطار، لكنه اعتبر أن الجفاف يمثل واحدا من أكبر المخاطر على زراعة الحبوب. ودعا الباحث إلى ضرورة تعريف جميع السلالات الجينية لمختلف أنواع القمح.
وأكد الدكتور ابن بلقاسم أن زراعة القمح الصلب في الصحراء تكلف أكثر منها في المناطق الشمالية، لكنه نبه أن الدولة وضعت برنامجا خاصا بذلك اليوم. وقد دعا المتحدث إلى تعميق الأبحاث العلمية في مجال الفلاحة، مشددا على ضرورة خلق أرضيات رقمية تجمع النتائج العلمية للأبحاث والدراسات التي تجرى في هذا المجال.  
وتحدث مدير المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة، كريم لقيقط، عن التغيرات المناخية وأثرها على شعبة الحبوب، حيث قدم وضعية ولاية قسنطينة كنموذج، وأوضح أن نقص تساقط الأمطار قد أدى إلى ضعف المردود، مشيرا إلى ضرورة البحث عن حلول من أجل رفع المردودية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقدم المتحدث معطيات حول المناخ ودرجات الحرارة، كما عرض نسب التساقط الخاصة بثلاثة وعشرين موسما فلاحيا عبر الولاية منذ بداية الألفين إلى اليوم، حيث أبرز أثر التغيرات المناخية من خلال المقارنة بينها، خصوصا معدلات نزول حصيلة الحصاد في الأعوام التي عرفت تراجعا في التساقط.
ونبه نفس المصدر في مداخلته إلى ضرورة متابعة الفلاحين الأحوال الجوية عن كثب حتى يتمكنوا من ضبط المسار التقني الواجب اتخاذه، في حين أبرز المتدخل أن شح الأمطار قد أدى من جهة أخرى إلى تراجع ظهور عدد من الأمراض الخطيرة التي كانت تصيب المساحات المزروعة، على غرار الصدأ الأصفر، في حين ارتفع ظهور أمراض أخرى تجد المناخ الأنسب لانتشارها في شرط نقص التساقط.
وركز المتحدث على ضرورة احترام المسار التقني من أجل مواجهة التغيرات المناخية، في حين أوضح أن مردودية الهكتار في قسنطينة تصل إلى 50 قنطارا في ذروتها، كما نبه أن القمح الصلب يحتل نسبة 55 بالمئة في 6 ولايات.
وشددت لنا الأستاذة رتيبة بوصبع، رئيسة تنظيم الملتقى الوطني على أن تحقيق الاكتفاء الذاتي ينبغي أن يتم بالأصناف المحلية المكيفة مع الشروط المحلية، معتبرة أن سياسة الدولة تتجه حاليا نحو زراعة القمح في الصحراء لما قدمته من نتائج جيدة. وأضافت نفس المصدر أن الجامعة تستهدف خلق شراكات مع مختلف الأطراف، مؤكدة أن الأبحاث تسعى إلى تحقيق التزاوج مع سلالات أخرى لرفع المردود، كما أوضحت أن التوصيف العلمي والدراسات حول السلالات متوفرة في الوقت الحالي.
وشارك في الملتقى الباحث شعيب حريق، من المعهد النرويجي للاقتصاد الحيوي، حيث قدم مداخلة حول رفع مردودية القمح وتحسين نوعيته بالاعتماد على آليات الدقة الزراعية، على غرار المتحسسات الرقمية والروبوتات المسيرة بالذكاء الاصطناعي وتقنيات تحليل المعطيات، كما أشرف على افتتاح التظاهرة البروفيسور عبد الحميد جكون من مركز البحث في العلوم الصيدلانية والبروفيسور العيد دهيمات، عميد كلية العلوم الطبيعية والحياة بجامعة الإخوة منتوري والدكتور حمزة شهيلي، نائب رئيس الجامعة المكلف بتكوين ما بعد التدرج والبحث العلمي.  
سامي.ح

تاريخ الخبر: 2022-12-14 12:25:26
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية