أجواء موسيقية مختلفة في مناسبات كنسية متنوعة


أعزائي قراء وطني بمناسبة حلول شهر كيهك، شهرالألحان والتسابيح متمنياً للجميع البركة والخير والصحة والسلام، فبهذه المناسبة الجميلة نأخذ فكرة عامة عن مناسبات الكنيسة، ونأخذ نموذج لتنوع هذه الألحان خلال مناسبات الكنيسة المتعددة.

إن كنيستنا القبطية الغنية بطقوسها وألحانها العميقة خصصت لكل فترة في السنة أجواء ومشاعر معينة؛ حتى يعيش المؤمنون من خلال هذه الفترات أحداثاً ومشاعر خاصة بكل مناسبة، تؤهلهم لفهم عمل الله الخلاصي في كل مرحلة تعيشها الكنيسة، فأوجدت إحساساً عاماًتُغَلِّفه نغمات لها طابع ومقامات مميزة تعبر عن هذا الاحساس أو هذه الحالة، فمثلا الطقس السنوي (يسبح به على مدار حوالي مائتين يوماً) يُعطِي الحالة العامة التي يعيشها المؤمن المُسَبِّح خلال السنة، والطقس الصيامي (على مدار حوالي خمسين يوماً) ليُعطِيهِأجواء النُسك والتوبة والندم والخشوع، والطقس الحزايني (على مدارأسبوع الآلام) ليعيش الانسان مع المسيح لحظات آلامه؛ فيشعر بقيمة عملِهِ الخلاصي لأجله، فيتصحح داخلَهُ كل ما هو سلبي وخاطىء،فينقي نفسَهُ ويسعى إلى محبة الله التي تقوده إلى الكمال في الحياة الروحية.

ثم أعطت له مشاعر الفرح من خلال طقوس فرايحي ولها ثلاث حالات كبرى في نوعيتها وفي معانيها، فأوجدت في الحالة الأولى الطقس الفرايحي، للاحتفال بالأعياد السيدية الكُبرَى والصُغرَى مع بعض الأيام الأخرى التي تَخُص رب المجد (على مدار حوالي مائة يوماً)، والحالة الثانية في الطقس الكيهكي، الذي يأتى في كل عامتذكاراً لتَجَسُّد السيد المسيح، وتكريماً للسيدة العذراء والدة الإله، ويحمل في ألحانه مشاعر الفرح باستقبال ميلاد الله الكلمة وتجسده الإلهي من العذراء مريم، التي نُكَرِّمها (لمدة شهر كامل)، بتسابيح وتماجيد ومدائح كنسية، والحالة الثالثة في الطقس الشعانيني (على مدار خمسة أيام)، الذي يحمل داخله روح الانتصار مع رب المجد، والفرح بدخولِهِ ملكاً على القلوب والنفوس.

وتطبيقاً لهذه المعاني نُوَضِّح مجموعة من الألحان الكنسية وعنوانها (هلليلويا التوزيع)، وهي تكرار لكلمة (هلليلويا) التي تعني باللغة العبرية (هللوا لله، او سبحوا وامدحوا الله)، وتتنوع نغماتها فيصير لكل مناسبة لحن خاص مُمَيَّز لهذه المناسبة، وكمقدمة لها تقال عبارة “ذوكصاصي كيريي ذوكصاصي” وفيها نعطي المجد والسجود والخضوع لله أولاً قبل أن نبدأ في تسبيحِهِإمتناناً لعِظَم حُبِّهِ، الذي سمح لنا في هذ اللحظات العميقة أن نأخذ جسده ودمه الكريمين؛ حتى يَتَّحِد بنا ونحيا به، ثم تبدأ (مجموعات هلليلويا) في نغمات “ميليسمية” ثم نرنم بالمزمور المائة والخمسين (بالأسلوب الدمج)، وكل هذا عندما يتقدم المؤمنون للتناول من الأسرار الإلهية.

وكنيستنا القبطية وضعت لهذه الجزئية الهامة مجموعة من الألحان العميقة والمفرحة والجميلة والمعبرة عن مناسبات الكنيسة المتنوعة، ولكل مناسبة أعطت لحن يتوافق مع أجواء التناول من الأسرار المقدسة، مع الاحتفاظ بالروح العامة لكل مناسبة طقسية، ويظهر هذا بوضوح في ألحان (هلليلويا التوزيع) التي تُقال كبداية للتسبيح بالمزمور المائة والخمسين في فترة التوزيع.

وقد احتفظت ألحان (هلليلويا التوزيع) في كل المناسبات بروح النشاط، كما أننا لا نجد فيها أي تأثير أو لمسات من الكآبة أو الحزن الشديد، مهما كانت المناسبة الطقسية تميل إلى الشجن أو النسك مثل الصوم الكبير،حيث أن الكنيسة تعتبر أن فترة التوزيع هي في حد ذاتها عيد من الأعياد؛ حيث أننا فيها نتحد بالرب يسوع له المجد داخلنا فيعطينا العزاء والفرح.

فمثلا في لحن هلليلويا التوزيع الصيامي (حوالي ثلاث دقائق ونصف) الذي يُقال في الصوم الكبير، نجد أنه يميل إلى حالة النسك والهدوء، ولكنه لا يخلو من النشاط،كما أنه لا يُعطِي إحساس الحزن، ولكنه يوحي بروح التأمل ورفع الانسان إلى فكر السماء، ثم تبدأ الأجزاء الخاصة بالمزمور في أدائها بروح النشاط والحماس؛لإعطاء قوة روحية للجسد حتى يُصَلِّي بانتباه برغم روح النسك والصوم.

أما لحن هلليلويا التوزيع السنوي (حوالي دقيقتان)، فهو لحن خشوعي مُغَلَّف بالبهجة والحركة، وهو أكثر سرعة من الليلويا الصيامي، ويناسب الفترة السنوية التي تعطينا الحالة العامة للصلاة والتسبيح، كما أنه لحن نشيط يُناسب فترة توزيع الأسرار؛حتى تؤهِّل المؤمنين للتقدم للتناول بروح الاشتياق.

يتبقى ثلاثة ألحان هلليلويا التوزيع، ويتميزوا جميعُهُم بحالة الفرح والبهجة والطَّرَب والحركة، ولكن من أوجه نظر مختلفة، فلحن هلليلويا التوزيع الشعانيني (حوالي ثلاث دقائق ونصف) هو لحن مُفِرح، ولكن من وجهة نظر القوة التي بها الجدية وروح الانتصار، حيث نتذكر فيها دخول المسيح كملك إلى أورشليم، ونتذكر قوة الخلاص التي صارت لنا من خلال الصليب المقدس حيث اعتُبِرَت خشبةُ الصليب هي عرشُ ملك الملوك كما قال المزمور”قُولُوا بَيْنَ الأُمَمِ الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ عَلَى خَشَبَةٍ. أَيْضًا تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ فَلاَ تَتَزَعْزَعُ. يَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاسْتِقَامَةِ”(مز10:96)، ويكون هذا اللحن بداية للمزمور 150 في حالة من الطَرَب وفيه تَتَراقص النغمات في فرحة وبهجة، ويُوجَد لحن فرايحي آخر وهو لحن هلليلويا التوزيع الفرايحي (حوالي دقيقتان ونصف)، الذي يفيض بالخلايا والحليات اللحنية المتراقصة التي تُعَبِّر عن الحركة والبهجة والنغمات المفرحة، التي تقود لنغمات المزمور الصادحة والمُبهِجَة، وأخيراً نغمات للحن فرايحي آخر في هذه المجموعة وهو لحن هلليلويا التوزيع الكيهكي(حوالي أربع دقائق ونصف)، الذي يُعتَبَر أطول هذه الألحان؛ نظراً لأنه من ألحان شهر كيهك الذي يتميز بالتسابيح والتماجيد والمدائح، وهذا اللحن يحمل داخله الوقار والمناداة، كما أنه ممتلىء بالفرح الهادىء، ونغماته بها طَرَب شرقي مُمَيَّز تُعَ

تاريخ الخبر: 2022-12-15 12:22:10
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية