احتفالية 150 عاما علي الصحافة القبطية تفتح شهيتنا علي إرث وكنوز
احتفالية 150 عاما علي الصحافة القبطية تفتح شهيتنا علي إرث وكنوز
كتبت في هذا المكان منذ أسبوعين تحت عنوان 150 عاما علي الصحافة القبطية لأسجل شهادة عن مسيرة وطني.. الماضي والحاضر والمستقبل, والتي قدمتها ضمن فعاليات الاحتفالية التي دعا إليها قداسة البابا تواضروس الثاني بتاريخ 3 ديسمبر الجاري في مقر الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس… وهي الاحتفالية التي سجلتها وطني في عددها الماضي والتي شهدت تكريم نماذج خمسة للصحافة والدوريات القبطية هي: مجلة الكرازة ورسالة الكنيسة ومجلة مدارس الأحد ومجلة مرقس وجريدة وطني.
ولأن هذه الاحتفالية لم تقتصر علي توثيق الإصدارات الخمسة المذكورة بل قدمت توثيقا قيما لتاريخ إسهام الأقباط في الصحافة المصرية والقبطية عبر 150 عاما… أعترف بأن شهيتنا في وطني انفتحت علي تسليط الضوء علي هذا الملف ليس فقط فيما يخص الصحافة القبطية وإنما في كشف إسهام الأقباط في مجالات الدراسات التاريخية والمكتبية والتأريخ للشخصيات القبطية… ومن الأعلام البارزين في هذا الصدد والذي تفخر وطني بأن تقدم سيرته علي صفحات هذا العدد في باب من دفتر أحوال الوطن المؤرخ المصري توفيق إسكاروس الذي يجمع بين لقبين عظيمين: مهندس الكتبخانة, وواحد من أعظم مؤرخي الأقباط في القرن العشرين.
** توفيق إسكاروس (3 يناير 1871 ـ 24 نوفمبر 1942) من أهم المؤرخين لتاريخ الأقباط خلال القرن التاسع عشر علاوة علي دراساته وكتاباته في الآثار وعلماء الآثار وخاصة القبطية منها.
** عمل في دار الكتب المصرية الخديوية بباب الخلق والمعروفة آنذاك بـالكتبخانة المصرية وبسبب تميزه في عمله كلفه الملك فؤاد الأول بتنظيم المكتبة الملكية بقصر عابدين فحمل لقب مهندس الكتبخانة الملكية.. وفي عام 1927 قام بكتابة كتاب بعنوان دليل موجز لزائري دار الكتب المصرية يسجل تاريخ دار الكتب منذ نشأتها.
** كتب كتابا عن جزءين بعنوان نوابغ الأقباط ومشاهيرهم: الجزء الأول صدر عام 1910 والجزء الثاني صدر عام 1913 حيث تناول تراجم رجال الكنيسة القبطية وإسهاماتهم في إدارة شئونها وتاريخها, واعتمد في كتاباته علي المراجع الأصلية الحقيقية وكتب التاريخ الموثوق بصحتها.
** كتب مقالات عديدة من العلماء الأجانب المولعين بالحضارة المصرية والذين تعرف عليهم وعلي أعمالهم أثناء عمله بدار الكتب الخديوية مثل ولهلم شبيجلبرج عالم الديموطيقية وألفريد بتلر المؤرخ وعالم القبطيات الإنجليزي, وجورج جراف عالم التراث العربي المسيحي, وماكس هرتس عالم الآثار الإسلامية… هذا علاوة علي كتاباته عن شخصيات مصرية لها فضلها علي الآثار المصرية مثل علي بك بهجت والمؤرخ ميخائيل بك شاروبيم.
** في مجال الترجمة قام بترجمة أربع محاضرات ألقاها عالم البرديات النمساوي أدولف جروهمان بالجمعية الجغرافية الملكية عام 1930, كما قام بترجمة مشروع استقلال مصر الذي وضعه المعلم يعقوب عام .1801
** كان عمله بدار الكتب الخديوية مصدرا عظيما للاطلاع علي المخطوطات القديمة والكتب النادرة مما أسهم في نشره العديد من المقالات في الدراسات القبطية التي استضافتها مجلات الهلال, ورعمسيس والمرأة العصرية, ومصر الحديثة, وجريدة البلاغ الأسبوعية, والمقتطف, والمجمع العلمي العربي, والمشرق, والمجلة الجديدة.
* يبقي أن أسجل أن المؤرخ المصري توفيق إسكاروس تجمعت لديه عبر تاريخ عمله بالمكتبات وتوثيقه لمحتوياتها ومقتنياتها ونتيجة دراساته وأبحاثه وكتاباته مكتبة عظيمة القيمة من الكتب والمراجع قام بإهدائها إلي المتحف القبطي ليستحق بالفعل وعن جدارة لقب مهندس الكتبخانة وواحد من أعظم مؤرخي الأقباط في القرن العشرين.