قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الاختلافات بين النسختين الصينية والدولية من منصة "تيك توك" (TikTok) تثير التساؤل حول وجود نية لتحويل الأطفال إلى أغبياء عن طريق هذه القوة الناعمة.

وصرح تريستان هاريس وهو موظف سابق مرموق في شركة "غوغل" (Google)، لبرنامج "60 دقيقة" الأمريكي بأن "نسخة الصينيين من تيك توك تعرض لمن أعمارهم أقل من 14 عاماً تجارب علمية يمكن تنفيذها في المنزل، أو جولات في المتحف، أو مقاطع فيديو وطنية أو تعليمية، ويقصرون الاستخدام على 40 دقيقة فقط في اليوم. وهذا الإصدار من تيك توك لا يُقدَّم لبقية العالم. ولأنهم يعرفون أن التكنولوجيا تؤثر على تطور الشباب، فيبيعون في سوقهم المحلية نسخة فقيرة، بينما يصدرون الأفيون إلى بقية العالم".

وأكد هاريس -الذي ترك غوغل عام 2015 بعد أن حذر أوائل عام 2010 من الآثار الخطيرة للتقنيات الجديدة على انتباهنا- أن "دراسات في الصين والولايات المتحدة سعت إلى اكتشاف المهنة التي تلهم الشباب في مستقبلهم، فكان الجواب في الولايات المتحدة (شخصية مؤثرة على وسائل التواصل)، بينما كانت الإجابة في الصين (رائد فضاء)".

وأشارت الصحيفة إلى أن مداخلة الرجل -الذي تصفه الصحافة الأمريكية بأنه "ضمير وادي السليكون"- مخيفة جداً، وأنها تلتقي بوصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه المنصة بأنها "سذاجة مربكة"، وتأكيده "أتحداك أن تجد بها محتوى حول ما يحدث في شينغيانغ أو غيرها، وهذا هو المكان الذي تخبأ فيه الدعاية الروسية".

وتسلط تلك التصريحات الضوء على حقيقة مقلقة، وهي غياب تنظيم هذه الشبكات الاجتماعية، رغم قانون الخدمات الرقمية الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق هذا العام في أوروبا.

ومع ذلك -كما يقول الكاتب- لا يوجد شيء عن التأثير المنهك والإدمان الذي يمكن أن تمثله هذه المنصات، بخاصة مع تأثير تيك توك الذي تجاوز تأثير غوغل و"فيسبوك" عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.8 مليار مستخدم بنهاية 2022 -وفقاً لتريستيان- "فما عواقب هذا التأثير؟ الزمن سيخبرك!".

وتساءل الكاتب "ألا يجب أن يكون هناك قانون يحدد قيود السن على الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، كما هي الحال بالنسبة للكحول والقمار والسجائر؟ أليس القاسم المشترك بينها هو زيادة إنتاج الدوبامين لدى البشر؟".


TRT عربي - وكالات