رئيس غرفة المنشآت الفندقية: طفرة فى حجوزات الشتاء.. ونتوقع موسمًا ممتازًا خلال الصيف

 

تستعد وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع غرفة المنشآت السياحية لتنفيذ آليات جديدة لتقييم الفنادق المصرية مع بداية عام ٢٠٢٣، وذلك بهدف الوصول إلى منظومة فندقية تليق بالدولة المصرية، بالتزامن مع تطبيق سياسة «النجمة الخضراء» فى الفنادق، ضمن استراتيجية السياحة المستدامة التى تعمل عليها الدولة. حول تفاصيل آليات تقييم الفنادق وتحويلها إلى «فنادق خضراء» فى إطار جهود الدولة لمواجهة التغيرات المناخية، وكذلك استعدادات مصر للموسم الشتوى، ونسب الإشغالات فى الفنادق حاليًا، يدور حوارنا التالى مع الخبير السياحى علاء عاقل، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية.

 

■ بداية.. إلى أين وصلت الإشغالات الفندقية فى الموسم الشتوى الحالى؟ 

- الموسم الشتوى يجعل السياحة الثقافية فى مقدمة أولويات السياح، خاصة فى الأقصر وأسوان والقاهرة الكبرى، وعلى المراكب النيلية، إلى جانب المنتجعات السياحية فى جنوب سيناء أو البحر الأحمر، التى تشهد جميعها «طفرة» فى الحجوزات خلال الوقت الحالى، ووجود حجوزات إلى شهر مقبل من الآن، إلى جانب أخرى خاصة بالصيف المقبل.

أما عن أهم الجنسيات المتعلقة بهذه الحجوزات، فالجنسية الألمانية تحتل الصدارة فى البحر الأحمر، تليها الرومانية والتشيكية والهولندية والإنجليزية، بينما يحتل الألمان الصدارة بالنسبة لكل من الأقصر وأسوان.

والحقيقة أن الأقصر وأسوان تتمتعان بميزة خاصة، وهى أن جميع الجنسيات التى تزورهما أصبحت بنفس المعدلات، فلا توجد جنسية فى الصدارة هناك مقارنة عن أخرى، إلى جانب جنسيات بدأت تعود بقوة، مثل الجنسيتين الأمريكية واليابانية.

ويمكن القول بكل ثقة إن الأقصر وأسوان بهما كوكبة من الجنسيات الراغبة فى السياحة الثقافية على وجه التحديد، ولا نستطيع القول إن هناك جنسية تحتل الصدارة أو تتفوق على الأخرى، لأن جميع الجنسيات موجودة.

■ هل ما يحدث فى أوروبا، وما تشهده من أزمة طاقة وتضخم، أسهَم فى زيادة التدفق السياحى إلى مصر؟

- بالتأكيد، ما يحدث فى الدول الأوروبية أسهم بشكل إيجابى فى زيادة رغبة الأوروبيين لزيارة المقاصد السياحية الرخيصة أو الجاذبة لهم. وبالطبع السوق المصرية جاذبة ورخيصة فى نفس الوقت.

والسوق السياحية المصرية من أكبر المستفيدين من التضخم فى الدول الأوروبية، سواء أوروبا الغربية أو الشرقية. وأتوقع أن يشهد الصيف المقبل حالة تدفق ممتازة ستكون أفضل بكثير من المواسم الماضية.

■ ما مدى استفادة الفنادق، خاصة فى شرم الشيخ، من قمة المناخ؟ 

- الفنادق المصرية استعدت لقمة المناخ على أعلى مستوى، وهو ما انعكس على المخرجات الخاصة بالقمة، والنتائج المبهرة من ناحية التنظيم، بما فى ذلك من تأثير إيجابى كبير على الحركة السياحية، ورسالة قوية للعالم بشأن أمن وأمان مصر.

وتعتبر قمة المناخ دعاية جاذبة ليس لشرم الشيخ فقط، بل أفادت السياحة المصرية بشكل عام، وسنجنى ثمارها خلال الموسم السياحى المقبل، خاصة بعدما أصبح الحديث عن مصر إيجابيًا عقب انتهاء فعاليات القمة.

■ وماذا عن تطبيق آليات «التحول الأخضر» فى الفنادق المصرية؟

- «التحول الأخضر» للفنادق يأتى ضمن منظومة حكومية شاملة، تعمل عليها وزارة البيئة، ممثلة عن الحكومة، وتضمنت تنفيذ القرار الذى أصدره وزير السياحة فى العام الماضى بشأن تطبيق السياحة المستدامة فى الفنادق.

وطُبقت هذه المنظومة فى فنادق شرم الشيخ أولًا، وأصبحت فنادق المدينة بالكامل تتبع المعايير البيئية، استعدادًا للتعميم فى باقى الفنادق، بحيث تتم تغطية كل المنشآت الفندقية وتحويلها إلى «فنادق خضراء» أو «صديقة للبيئة»، فى المحافظات السياحية مثل البحر الأحمر والأقصر وأسوان والقاهرة.

وكون الفنادق المصرية تحمل «النجمة الخضراء» يعنى حفاظها على البيئة، وهذا أصبح جانبًا مهمًا لتحفيز السياح لزيارة مصر، خاصة الأوروبيين، الذين يهتمون بشكل كبير بالحفاظ على البيئة ويعتبرونه جزءًا من حياتهم.

■ كيف يمكن تحقيق هدف إيرادات سنوية تتجاوز ٣٠ مليار دولار من السياحة الوافدة؟

- تنفيذ خطة الدولة لتحقيق إيرادات سنوية تتجاوز ٣٠ مليار دولار من السياحة، يتطلب منظومة عمل متكاملة، والترويج بشكل أوسع، وفتح أسواق جديدة، وعدم الاكتفاء بالأسواق الحالية فقط.

وكقطاع سياحى أجرينا دراسة لجذب ٣٠ مليون سائح، ووجدنا ضرورة العمل كمنظومة واحدة، لأن ذلك ليس مهمة الفنادق ولا وزارة السياحة فقط، بل المنظومة كاملة، بما تتضمنه من طيران وإقامة فى الفنادق، وخدمات نقل، إلى جانب عملية الترويج والدعاية.

■ هل كون مصر جاذبة للسياحة يساعد فى ذلك؟

- بالتأكيد، لكننا نحتاج للعمل بشكل أكبر وأسرع، فكون السوق المصرية جاذبة للسياحة، وما تتمتع به مصر من موارد طبيعية، يستحق بذل مجهود أكبر من أجل تحقيق الأرقام المتوقعة التى ترغب فيها الدولة.

ونرى أن التسويق يتم من خلال الدولة، لكن الدولة جزء من المنظومة، وأصحاب أى منشأة فى المجتمع لا بد أن يعملوا على الترويج لها وتسويقها من خلال استراتيجيتها الخاصة، وأؤكد أن الدولة وأصحاب المنشآت الفندقية سيتمكنان معًا من تحقيق المستهدف. ولا بد هنا من الإشارة إلى ضرورة عدم الاكتفاء بالمشاركة فى المعارض السياحية الدولية، لأنها أصبحت مكانًا للتعارف فقط.

■ ما أهم الأسواق التى تسعى مصر لجذبها فى الفترة المقبلة؟

- هناك طفرة سياحية قادمة من أسواق اليابان والهند وجنوب شرق آسيا فى الفترة المقبلة، ورغم أن معظم تلك الأسواق يصنف باعتباره أسواقًا رخيصة، إلا أن الدولة والمنشآت السياحية عليهما أن تعملا على جذب جميع الأسواق، مع تقديم منتج سياحى متنوع يناسب الأسواق السياحية الغالية والرخيصة، فكل منهما له مزاياه والخدمات التى يحتاجها والمناطق التى يزورها والفنادق التى يتعامل معها.

والدولة عمومًا أجرت الكثير من التسهيلات لدعم السياحة وجذب الاستثمارات إليها، وهو ما ساعد بشكل كبير على استقرار القطاع، واستعادة المعدلات الطبيعية للحركة السياحية، لكن للأسف لم يطبق نظام الشباك الواحد حتى الآن رغم دوره الكبير فى التسهيل على المستثمرين، ونتمنى أن يتم تنفيذه قريبًا. 

■ كيف رأيت قرار تطبيق الحد الأدنى لأسعار الغرف الفندقية وربطه بتصنيف الفنادق؟

- قرار تطبيق الحد الأدنى لأسعار الغرف الفندقية قرار سليم، وفى محله، وتم بالفعل تطبيقه فى معظم الفنادق بعد تصنيفها وفق منظومة التصنيف الجديدة التى تبنتها وزارة السياحة، ولهذه المنظومة دور مهم فى ضبط الجودة والتأكد من توافر وتطبيق جميع عناصر الأمن والسلامة للسائح.

وبسبب ذلك، فإن جميع المستثمرين وأصحاب الفنادق سعوا للانضمام لتلك المنظومة، التى كشفت عن حقيقة أوضاع الفنادق، لذا فإن فنادق الخمس نجوم مثلًا أصبحت لا تزيد على ٦ فنادق بمدينة شرم الشيخ، مع تراجع عدد منها لتحمل ٤ نجوم فقط، وهو ما سيظهر على هيئة فارق فى أسعار الإقامة بها.

وإلى جانب ذلك، فإن وزارة السياحة نظمت الرقابة على المنشآت غير المرخصة، والتى كانت تؤدى خدماتها دون رقيب، وهو ما كان يتسبب فى العديد من المشكلات.

وبعد تطبيق المنظومة وفرض آليات الرقابة، أصبحت أسعار الخدمات الفندقية هرمية، بمعنى أنه أصبحت لدينا فنادق قليلة من فئة ٥ نجوم وعدد أكبر منها من فئة ٤ نجوم، وعدد أكثر ٣ نجوم ثم نجمتين ونجمة واحدة.

وهذا الهرم يحقق تدرجًا فى الأسعار، ويمنع التلاعب بها وتسعير الخدمات دون رقيب، وحمل النجوم بشكل وهمى وفقًا لرغبات أصحابها، وذلك يسمح بجذب فئات جديدة لم تكن قادرة فى الماضى على التعامل مع بعض تلك الفنادق، خاصة من الشباب.

فى رأيك.. ما أنواع السياحة التى نحتاج للعمل عليها؟

- أعتقد أن مصر عليها أن تستفيد من قدراتها فى جذب السياحة العلاجية، لأنها مستعدة لذلك وتملك المؤهلات التى تجعلها تقدم فيها خدمة متميزة وتستفيد منها، لكننا ما زلنا بحاجة للعمل المكثف من أجل معرفة قدراتها والترويج لها عالميًا. 

تاريخ الخبر: 2022-12-19 00:20:59
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية