أحمد الشهاوي: جلال الدين الرومي ظاهرة عالمية عابرة للأجيال ومصر لها دور كبير في تقديمه للعرب - تحقيقات وملفات


 تحدث الشاعر الكبير أحمد الشهاوى فى حواره مع «الوطن» عن ظاهرة جلال الدين الرومى وأسباب رواجه فى الثقافة العربية والعالمية، كاشفاً كواليس زيارته إلى ضريح مولانا فى قونية بتركيا. وأكد «الشهاوى» أن كتاب «مثنوى» لمولانا جلال الدين الرومى، يُعد الكتاب الأكبر لعمل شعرى فى العالم، وهو الأكثر شهرة من بين مؤلفات الرومى، كما يُعد واحداً من الكتب الأكثر رواجاً فى معارض الكتب والمكتبات.. وإلى نص الحوار:

تجربة «الرومى» إحدى التجارب الإنسانية التى يمكننا أن نقول إنها عابرة للأجيال.. ما تفسيرك؟

- مولانا جلال الدين ظاهرة عالمية، وشهرته جاءت لأسباب كثيرة، خاصة بعد أن تغنى بكلمات مأخوذة من أشعاره مطربون عالميون، منهم «مادونا» و«سيلين ديون»، فضلاً عن الأخبار المتداولة عن الفيلم السينمائى الذى أعلن عنه النجم العالمى ليوناردو دى كابريو، الذى يجسّد فيه دور جلال الدين الرومى، ونشر صوراً له بملابس الشخصية، ليكون أول فيلم عالمى عنه، وعلى مستوى البلاد العربية فهو نجم فى الثقافة العربية ربما أكثر من كونه مقروءاً

وماذا عن الوجود الروحى للرومى فى مصر؟

- كان لمصر دور كبير فى تقديم جلال الدين الرومى إلى اللغة العربية، منذ أربعينات القرن الماضى وما قبلها، لكن الكتاب الرئيسى كان بترجمة الدكتور محمد عبدالسلام كفافى، الذى ترجم جزءين من ديوان «المثنوى» وصدر الجزءان فى بيروت، وللأسف لم تُعد طباعتهما مرة ثانية، رغم أنها الترجمة الأهم فى اللغة العربية، وهو الذى فتح الباب أمام الأكاديميين المتخصصين فى اللغة الفارسية وآدابها لأن يترجموا، إذ كان قبله أكاديميون ترجموا وكتبوا عن جلال الدين الرومى لكن لم يضطلعوا بتقديم كتاب كامل، ولكن الدكتور محمد عبدالسلام كفافى توفى قبل أن يستكمل المشروع، وأوصى صديقه وتلميذه الدكتور إبراهيم الدسوقى شتا باستكمال المشروع. وهناك أيضاً كتاب منشور عن الدار المصرية اللبنانية، للدكتور عناية الله أفغانى عن «الرومى»، ولكن الكتاب لم يحقّق مبيعات فى البداية إلى أن صار جلال الدين الرومى «موضة» أو نجماً، ومن بعدها بيع الكتاب وتمت طباعته أكثر من عشر طبعات، وصار من الكتب الأكثر مبيعاً فى البلاد العربية.

الشاعر الكبير: «مثنوى» هو المؤلَّف الشعري الأكبر في العالم والأكثر شهرة في تراثه الأدبي

كيف تقرأ مظاهر الاهتمام بـ«الرومى» فى الثقافات المختلفة؟

- نظراً لاهتمامى العميق بتجربة التصوف والمتصوفة، فقد زُرت الكثير من المقامات الصوفية حول العالم، ومن بينها رحلتى إلى مقام جلال الدين الرومى فى قونية بتركيا، وقضيت هناك أسبوعين لا أبارح قبره وما حوله من المكتبات، ويتميز هذا الضريح بأنه أكثر مقامات المتصوفة ضخامة وفخامة، يرتاد هذا المقام نحو مليونى زائر من مختلف الثقافات حول العالم، من كل الطوائف، مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وغير ذلك، لأنه صاحب فكرة الكائن الإنسانى، والتى تأثر فيها بمحيى الدين ابن عربى.

ماذا عن تأثير الرومى فى تركيا التى عاش فيها سنوات طويلة من حياته؟

- تركيا تستثمر دفن جلال الدين الرومى بأرضها، على المستوى الاقتصادى أفضل استثمار، وجزء من مال خزانة تركيا يأتى من سياحة جلال الدين الرومى، إذ تحول مزاره إلى مركز ثقافى يعادل مدينة كاملة، كما توفر تركيا «المثنوى» مترجماً إلى ثلاثين لغة، وجلال الدين الرومى تتشارك فيه 3 دول، هى أفغانستان الدولة «بلاد بلخ»، البلاد الأم التى ولد بها وعاش جزءاً من حياته، وهناك تركيا التى يُعتبر زائراً لها، لكنها البلد المستفيد الوحيد والأول منه، والدولة الثالثة هى إيران، لأنه يكتب بلغتها الفارسية، كما كان يكتب بالعربية أحياناً، والموضوع لم يُحسم إلى يومنا هذا.

تأثيره في القارئ العربي

قرأت جميع الترجمات التى ظهرت لجلال الدين الرومى فى مصر، وهو مشهور أكثر منه مقروءاً فى البلاد العربية، لأنه يحتاج إلى متلقٍّ خاص وقارئ مثقف ومدرك، لكنه صار أكثر شهرة بعد رواية الكاتبة التركية إليف شفق «قواعد العشق الأربعون».

تاريخ الخبر: 2022-12-20 00:20:24
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية