مونديال استثنائي ونجاح غير مسبوق: قطــــر تفتــك اعتــراف العالـــم بأفضـل نسخة في التاريــــــخ


وعدت قطر، عند فوزها بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 بتقديم أفضل نسخة في تاريخ هذه البطولة، وأوفت بذلك بعد النجاح غير المسبوق الذي حققته على كل الأصعدة والمستويات، والذي جعل العالم بأسره يرفع قبة الاعتراف لهذه «الإمارة الصغيرة» التي وضعت منظمي الدورات المقبلة للمونديال في ورطة حقيقية، على اعتبار أنه سيصعب عليهم مجاراة النسق العالي لدولة قطر التي بصمت على مونديال استثنائي بشهادة العدو قبل الحبيب.
مونديال قطر الذي أسدل عليه الستار بفوز المنتخب الأرجنتيني باللقب بعد طول انتظار، حقق نجاحا مبهرا فاق الوصف، إذ سارت كل الأمور بشكل منقطع النظير، وما تجسد على أرض الواقع فاق الخيال بمراحل كبيرة.
ومما لا شك فيه، فقد مثّل مونديال قطر محطة فارقة في تاريخ كؤوس العالم، كما كان أفضل مناسبة للأمة العربية والإسلامية، لتصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة والأحكام المسبقة، فالنجاحات المبهرة لم تقتصر على الجانب الرياضي والتنظيمي فحسب، بل امتدت إلى مستويات أخرى اقتصادية وأمنية وثقافية.
فما تحقق رياضيا فاق كل التوقعات إبداعا وإبهارا، فقد ارتفع على سبيل المثال عدد الأهداف المسجلة في مونديال قطر، بعد المباراة النهائية إلى 172 هدفا، لتتجاوز الحصيلة التهديفية لكأس العالم 2022 حصيلة مونديالي فرنسا 1998 والبرازيل 2014، حيث أصبحت نسخة قطر هي الأعلى في تاريخ البطولة على المستوى التهديفي، عقب تسجيل 6 أهداف في المشهد الختامي.وباتت المباراة النهائية التي أقيمت بملعب لوسيل، والتي توّج فيها ميسي بالبطولة، ولقب أفضل لاعب هي أول مواجهة يسجل فيها كل فريق ثلاث أهداف، دون الحديث عن روعة هذا الموعد الذي تلاعب بأعصاب الجميع إلى غاية الأنفاس الأخيرة، وهو ما أكده جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، عندما قال إن نهائي لوسيل كان الأجمل في تاريخ كرة القدم.
وأضاف إنفانتينو في تصريحات لـ «بي إن سبورتس»: «نهائي لا يُصدق، أعتقد أنه النهائي الأجمل في تاريخ كرة القدم. توّج المنتخب الأفضل وتوجت كل المجهودات بإنجاز جميل، والأرجنتين استحقت الفوز وحتى فرنسا كانت تستحق».
وفضلا عن التميز الرياضي، سحرت قطر العالم من الناحية التنظيمية واللوجيستيكية، بداية بملاعبها المونديالية الثمانية، والتي كانت تحفة معمارية، ناهيك عن الحضور الجماهيري القياسي الذي كان أفضل رد على دعاة المقاطعة، فقد تجاوز عدد الحضور الجماهيري في مباريات البطولة ككل 3.4 ملايين مشجع، وهو رقم أعلى من النسخة الأخيرة التي أقيمت في روسيا عام 2018.
كما زار دولة قطر خلال المونديال أكثر من 1.4 مليون شخص، وشاهد المباريات عبر شاشات التلفزيون نحو 5 مليارات شخص عبر العالم.
وما شد الانتباه أكثر هو أنه لم يحدث في التاريخ أن أقيمت بطولة كأس العالم في مكان واحد وفي مسافات متقاربة، مثلما حدث في مونديال قطر، وهو سمح للبعض بمتابعة أكثر من مواجهة في يوم واحد في سابقة من نوعها.وإلى جانب كل هذه الأشياء الاستثنائية، تجاوز النجاح الأمني كل الحدود، حيث لم تسجل أي جرائم أو حوادث مقلقة منذ بدء البطولة، في مؤشر على نجاح خطة تأمين هذه التظاهرة الكبرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، جنت الفيفا نحو 7.5 مليارات دولار، وهو رقم يزيد بمليار دولار على حصيلة مونديال روسيا 2018. وبعيدا عن كل تلك الفوائد المحققة، استغلت قطر التظاهرة العالمية المتابعة من كل سكان المعمورة، لإعادة التعريف بالشخصية الإسلامية والعربية الصحيحة وبالقيم الأصلية، بعيدا عن الصور القاتمة التي صنعها الإعلام الغربي، إذ أظهرت قطر براعة كبيرة في إدارة الحدث، ونجحت في فرض احترامها على الجميع، فعندما تعتز بقيمك وأصالتك وتثبت للعالم أنك جدير بالتحدي وأهل للحضارة بما تقدمه من إبداع، حينها ستفرض احترامك على القريب والبعيد.
سمير. ك

تاريخ الخبر: 2022-12-20 12:25:20
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 58%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية