الكلمة الكاملة للرئيس السيسي في قمة «بغداد 2»: العراق ماضٍ نحو مستقبل مزدهر - أخبار مصر


وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، خالص الشكر والتقدير للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لاستضافة مؤتمر بغداد 2، كما أعرب عن امتنانه لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، مضيفا: «أشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لحرصة على دورية انعقاد القمة».

دعم العراق الشقيق

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته في قمة بغداد 2، التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية: «انعقاد قمتنا اليوم يحمل معه دلالة سياسية مهمة، على اعتزامنا مواصلة توفير سبل الدعم كافة للعراق الشقيق، ورغبة صادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة، من خلال تعزيز العمل في أطر التعاون الثنائي أو متعدد كآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن أو غيرها».

وأكد الرئيس السيسي: «بعد القمة الأولى التي احتضنها بغداد في أغسطس 2021، تعاهدنا معا على دعم الجهود الوطنية لأشقائنا في العراق حكومة وشعبًا في سبيل تحقيق أمن واستقرار العراق، وحفظ سيادته واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربي والإقليمي الفاعل».

تحسن الأوضاع في العراق

وتابع الرئيس السيسي: «يأتي اجتماعنا اليوم ونحن نشهد تحسنًا ملحوظًا في الأوضاع بالعراق، وأغتنم هذه المناسبة كي أتقدم بخالص التهنئة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والشعب العراقي العزيز، على استكمال الاستحقاق الدستورية، ما يفتح المجال للانطلاق نحو المستقبل».

وأوضح الرئيس السيسي: «اجتماعنا اليوم فرصة لتبادل وجهات النظر واستكشاف آفاق جديدة للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق، دعما لمسيرته نحو الاستقرار، وبما يعزز قدراتنا في مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية، وما يتبعها من تحديات عابرة للحدود في مجالات الصحة وأمن الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا».

الشعب العراقي ضحى لمواجهة الإرهاب

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: «واجه العراق على مدار سنوات طويلة انعكاسات بالغة السلبية، لانتشار الإرهاب والفكر المتطرف، وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد، في سياق لم يخل من تدخلات خارجية على نحو أثقل كاهل العراقيين وأمدت أثاره لكل شعوب المنطقة، وتثمن مصر غاليًا في هذا الصدد الجهود والتضحيات الباسلة والغالية التي تكبدها الشعب العراقي الشقيق، بكافة أطيافه في مواجهه هذه التحديات، وما حققته الدولة العراقية من إنجازات مهمة سمحت باسترجاع دور مؤسسات الدولة والقضاء على مشروعات الإرهاب الظلامية وتحقيق أمن واستقرار وسيادة البلاد و وصون وحدة نسيجها الوطني».

وأضاف السيسي: «لا يفوتني أن أشد بمساعي الدول العراقية على صعيد إطلاق مشروعات إعادة الإعمار وتمهيد الطريق لتحقيق نهضة تنموية شاملة من خلال التوظيف الأمثل لإمكانيات وقدرات وموارد البلاد، واسمحوا لي من هذا المنبر أن أجدد التأكيد على دعم مصر الكامل لهذه الجهود الدؤوبة والتي تسهم بشكل ملموس في ترسيخ مفهوم الوطن الأمن، والمستقر، ففي نجاح العراق نجاح لنا جميعا».

مناخ مناسب لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية

وأكد رئيس الجمهورية: «أثبتت الأزمات المتعاقبة التي شهدتها العديد من دول المنطقة على مدار العقود الماضية أنّ تحقيق الاستقرار الكامل له متطلبات لا غنى عنها، تبدأ بتعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة، وتمكين مؤسساتها من الاطلاع بمهامها في حفظ الأمن وإعلاء سيادة القانون، والتصدي للقوات الخارجة عنه وصون مقدرات الشعوب، وهو ما سيوفر المناخ المناسب لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة وترسيخ دعائم الحكم الرشيد».

وأكمل الرئيس: «في إطار من المصارحة، فإنّ هذه الأهداف لن تتحقق ما لم يتم إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر، وبما يضمن التمتع بالحق في حرية الدين والمعتقد، وتجاوز مفاهيم الطائفية والتشدد والانقسام والأفكار الرجعية، التي لا مكان لها في عصرنا الراهن، فالعالم يتسع للجميع، والاختلاف لا يمكن التعاطي معه للاستمرار في صراعات ممتدة لا غالب فيها ولا مغلوب، وفي هذا السياق، يأتي انعقاد قمتنا اليوم، لتجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية، والتي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده، وفي مقدمتها حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم الاعتداء، والاحترام المتبادل لسيادة الدول والتوقف عن فرض سيادة الأمر الواقع وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة».

وتابع الرئيس: «تأسيسا على ما تقدم، تؤكد مصر رفضها لأي تدخلات في شؤون العراق، وأهمية مواصلة الجهود المشتركة لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية في مختلف المجالات، كون ذلك هو السبيل الأمثل في الحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما تنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة».

تعاون ثلاثي بين مصر والعراق والأردن

وأوضح الرئيس، أنّه إيمانًا من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء، شاركنا مع العراق والأردن في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، كأحد أطر العمل العربي المشترك الرامية لتحقيق التكامل على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، في ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية ووحدة مصير وأهداف مشتركة.

وجدد الرئيس، تأكيده عزم مصر على المضي قدما في تنفيذ المشروعات المشتركة الجاري دراستها حاليا في إطار الآليات، بما يسهم في تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا، ويتيح المجال لهم للاستفادة المتبادلة من قدرات بعضهم.

وأتمّ الرئيس كلمته، قائلا: «أود أن أوجه كلمة إلى شعب العراق الشقيق، فأقول يا شعب بلاد الرافدين العظيم، إنّني على ثقة تامة في قدرتكم على المضي قدما، صوب مستقبل أكثر ازدهارًا متسقًا مع حضارتكم العريقة التي أسهمت في تشكيل تاريخ الإنسانية، وكلي يقين أنّ ما تتسمون به من تعددية وما تمتلكونه من إمكانيات، سيتيح لكم تجاوز أي تحديات مهما بلغت، لقد حققتم الكثير في سبيل استعادة بلادكم، وعليكم استكمال إنجازاتكم على طريق البناء والتنمية والتطوير وستجدون مصر دائما عونا لكم وسندا لتطلعاتكم وخيراتكم، ليبقى العراق دائما أحد قلاع العروبة ومن أهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي، شكرا لكم».

تاريخ الخبر: 2022-12-20 15:20:30
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. المغرب والـ “إيسيسكو” يوقعان على ملحق تعديل اتفاق المقر

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 18:25:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية