«المخلوع» يقر أمام المحكمة بتنفيذه انقلاب 1989 ويحاول تبرئة شركائه المدنيين


أعلن الرئيس المخلوع، عمر البشير، الثلاثاء تحمله مسؤولية كل ما تم في 30 يونيو 1989م، وقال : “بكل فخر أنا قائد ومفجر ثورة الإنقاذ الوطني”، في وقت اعتبرت هيئة الاتهام في حديث مع “التغيير” أن إقرار المعزول ومحاولة تبرئة بقية المتهمين لا يلغي عنهم المسئولية الجنائية. 

الخرطوم : التغيير: سارة تاج السر 

 

برأ البشير، لدى استجوابه في محكمة مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو، التي انعقدت اليوم الثلاثاء، بمعهد العلوم القضائية بالخرطوم، كل أعضاء مجلسه الانقلابي ، من أي دور في التخطيط أو التنفيذ، مشيراً إلى أن اختيارهم تم باعتبارهم كوكبة من خيرة القوات المسلحة، تمثيلا لوحداتهم وبعض الجهات. وأكد بأن العمل كان عسكري بحت بدون أي مدنيين، مردفاً “ما كنا محتاجين مدنيين يساعدونا”.

 

المادة 15 من الدستور

 

دافع المخلوع عن الخطوة وأشار إلى أن التحرك استند على المادة 15 من دستور 1965م المعدل، الذي جعل حماية مكتسبات ثورة رجب (انتفاضة ابريل1985) أمانة في أعناق القوات المسلحة وأشار الى أنها نفس المادة التي استندت عليها مذكرة الجيش.

وأوضح أن من أهم أسباب تدخل القوات المسلحة، عجز الإدارة السياسية في إدارة الشأن العام، معتبراً أن الفشل لازم الأحزاب منذ الاستقلال حيث تشكلت 67 حكومة منها 5 حكومات في الفترة من 1986 الى 1989م برئاسة الصادق المهدي، كان إنجازها كوبري صغير بمنطقة سنجكاية بولاية جنوب كردفان، وأضاف ساخراً: “كان حدث كبير”.

عمر البشير خلال جلسة محاكمة بالخرطوم

نفايا الأسلحة

 

ذكر المخلوع في حيثيات دفاعه عن ما تم في 30 يونيو، والأوضاع التي كانت تمر بها القوات المسلحة،  والنقص الحاد في المعدات، أن الذخائر التي كانت تصل السودان من بعض الدول الصديقة كانت عبارة عن نفايا مخازنهم، وأن شحنة كاملة لم تطابق أي سلاح في الجيش.

واعتبر أن الثورة حقيقة كانت إنقاذ وسط إجماع بأن البلاد ضائعة بشهادة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وقتها زين العابدين الهندي، مؤكداً أن الخطوة وجدت الترحيب والمباركة والتأييد من كل وحدات القوات المسلحة. 

وأشار البشير إلى أنه عاش ثلاثة عقود وسط الجماهير والشعب يشاركهم مناسبتهم، اتراحهم، افراحهم  ويتحرك بينهم باطمئنان ويخاطبهم بصدر مفتوح لم يضع الحواجز الأمنية بينه وبينهم.

واكد بأن قرار التحرك (الانقلاب) لم يكن بالسهل مع احتمال الفشل، وأضاف “لانو النتيجة معروفة والمحكمة المعقدة الآن كانت حتكون في 89”.

المخلوع: أطلقنا سراح الميرغني للعلاج وتم فك جوازه الدبلوماسي وحسابه وفتحت له صالة كبار الشخصيات في المطار وسافر إلى القاهرة ولكنه لم يعد

 

 

اعتقال الميرغني 

 

 

أوضح البشير، بأنه أصدر توجيهات صارمة للضباط المسؤولين عن الاعتقالات، بعدم الإساءة للمعتقلين وأن التحفظ هو مسألة تأمينية في بداية التحرك، وضرب مثال باعتقال رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، محمد عثمان الميرغنى،  وقال بانه منع الضابط المسؤول عن تفتيش منزله أو الدخول على الشريفيات”.

وأشار إلى أنه بعد أسبوع تم إخطاره عبر الفريق معاش يوسف محمد يوسف، بالاعتقال التحفظي، وقال: أرسلت ضابط استخبارات بسيارة كريسيدا ووجهته بأن الميرغني أول مرة يعتقل في حياته ولابد من تطمينه، مضيفاً : “عشان تطمنو أكثر قول ليهو دي توجيهات لو ما جاهز أجيك بكرة وفعلا قال ما جاهز ورجع ليهو بكرة”.

وذكر المخلوع بأن الميرغني طلب إذن للسفر للعلاج لكونه مريض على أن يتعالج ويعود للبلاد وعليه تم إطلاق سراحه وفك جوازه الدبلوماسي، وحسابه، كما فتحت له صالة كبار الشخصيات في المطار وسافر الى القاهرة ولكنه لم يعد.

 

المسؤولية الجنائية

 

هيئة الاتهام : إقرار المعزول ومحاولة تبرئة بقية المتهمين لا يلغي عنهم المسؤولية الجنائية 

أكد عضو هيئة الاتهام في قضية مدبري انقلاب 89م عبد القادر البدوي (للتغيير) أن إقرار المعزول ومحاولة تبرئة بقية المتهمين لا يلغي عنهم المسئولية الجنائية. 

واشار الى أن حديث البشير حاول أن يظهر للراي العام والمحكمة بأن المتهمين لا صلة لهم بالتنفيذ والتخطيط ، وهو خط هيئة الدفاع التي اتضحت من الجلسة السابقة بإنكار يوسف عبد الفتاح، الطيب محمد خير (سيخة) وغيرهم مشاركتهم في الانقلاب. 

ولفت إلى أن لدى هيئة الاتهام بينات واضحة و مباشرة تدين المتهمين وتأكد تخطيطهم ومشاركتهم فى التنفيذ، مشيراً إلى أنه كان الأولى بالدفاع أن يقدم دفوعات يقبلها العقل والمنطق.

وكشف البدوي عن تناقض في حديث المخلوع ، الذي  ذكر تحمله المسؤولية وأن اعضاء قيادة مجلس الثورة، لم يشاركوا تنفيذا أو تخطيطا لكنه عاد وقال إن من كان بصحبته 3 من قيادات الإنقاذ المتوفية وهم ابراهيم شمس  الدين، محمد الأمين خليفة، عمر الأمين.

 

المخلوع: “بكل فخر واعتزاز أنا قائد ومفجر ثورة الإنقاذ الوطني”

 

واشار البدوي كذلك الى تناقض البشير مع حديث المتهم الذي تلاه في الاستجواب عثمان أحمد الحسن، رئيس التنظيم بالقوات المسلحة من 1976م والذي اكد التخطيط للانقلاب مع اعضاء الجبهة الاسلامية.

وتوقف استجواب البشير أمام القاضي لدقائق، قبل أن يواصل إفادته في أول ظهور له أمام المحكمة، حيث أجرى الطبيب الخاص به قياس الضغط.

 وأوضح عضو هيئة الدفاع عن المعزول محمد الحسن الأمين (للتغيير) أن القياس أمر روتيني بعد كل ربع ساعة، لأن البشير يتعرض لهبوط  تدريجي في ضغط الدم، وذكر بأن الطبيب أراد الاطمئنان بعد مضي ربع الساعة خاصة وأن المعزول يقف على قدميه خلال الإدلاء بأقواله، مشيراً الى أن وضعه الصحي تحت السيطرة.

محمد الحسن الأمين:  الوضع الصحي للبشير تحت السيطرة وقياس ضغطه أمام المحكمة “روتيني”

تاريخ الخبر: 2022-12-20 18:24:12
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية