أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على دعم تمثيل القارة الأفريقية لتكون عضوا دائما في مجلس الأمن، مؤكدا دعوته لانضمام الاتحاد الإفريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين وذلك خلال قمة الولايات المتحدة والقارة الإفريقية بواشنطن خلال السبوع الماضي.
في الإطار عينه، تحدثت عدة مصادر على أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم المغرب للترشح كعضو دائم في مجلس الأمن باعتباره أداة وصل لغرب بإفريقيا كما أنه من بين الدول القليلة التي تربطها علاقات استراتيجية مع القوى العظمة الأولى عالميا.
الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الإستراتيجية، الشرقاوي الروداني، أورد أن السياق الدولي يُبين أنه من الأهمية بمكان إعادة هيكلية السياسات متعددة الأطراف بطريقة مؤسساتية، وبالتالي إعادة هيكلة مجلس الأمن في إطار من الإجماع المرتبط بالتوازنات الجيوسياسية.
وأضاف الروداني، أن الحديث عن القارة الإفريقية يبين أن الحسابات الدقيقة والجيواستراتيجية بين القوى الكبرى التي لا تفكر في مصالح القارة السمراء، وبالتالي أنه من المهم التأكيد على أن سياسية متعددة الأطراف لتكون ذا جدوى وذات أهمية كبيرة وذات أبعاد استراتيجية تأخذ بعين الاعتبارات مصالح القارات الخمسة ومنها الافريقية من المهم إعادة هيكلة مجلس الأمن من خلال دخول أعضاء جدد يمكن أن يخلقوا نوع من التوازن والاستدراك الاستراتيجي لمناطق مهمة بعين الاعتبار.
وأشار المحلل نفسه في حديثه مع “الأيام 24” أن القارة الافريقية ذو أهمية كبيرة على مستوى التوازنات الأمنية والاقتصادية والإستراتيجية، غير أنه من الملاحظ غياب دولة تتكلم بصوت القارة الإفريقية التي تعتبر مستقبل العالم لا من حيث الأمن الغذائي أو الطاقي أو الاستراتيجي.
وأضاف أن المحاور الاستراتجية داخل القارة، تبرز أن المغرب تحصل على إجماع كبير على أهميتها في الدفاع عن مصالح القارة الإفريقية على مستوى الاستراتجية والمتصل برؤية الملك محمد السادس في تدبير الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية، بفعل الحرص عل خلق توازن لدى المحاور داخل هذه القارة.
وأوضح أنه منذ عودة المغرب إلى مؤسسة الاتحاد الإفريقي خلق اجماع حول اهميته الكبيرة في وضع القارة الافريقية في الخريطة العالمية وخريطة الأمم المتحدة في توازن استراتجي مهم، أن المغرب من المشروعيىة أن يكون ضمن أعضاء مجلس لعدة اعتبارات والتي منها أن لدى المغرب مكانة في علاقات الشمال جنوب.
الروداني، أضاف أن المغرب لديه تجربة مهمة وكبيرة في علاقات متعددة الأطراف مع الإتحاد الأوروبي وفي علاقاته أيضا مع دول الأطلسية وجنوب الأطلس، ثم أيضا في علاقات جنوب جنوب، حيث أنه يستتثمر بشكل كبير في غرب إفريقيا وفي دول الافريقية الناطقة بالانجليزية زله علاقات مهمة مع مجموعة من الدول.
كما أن الدبلوماسية المغربية، يضيف المتحدث نفسه، “حكيمة في التعامل مع مجموعة من الملفات المرتبطة بالقارة الافريقية”، والمغرب كان دائما ذو سبق في تسجيل الأهداف الافريقية في اللعبة الكبرى، ومن بين الدول التي احتضنت “كوب 22” بمدينة مراكش ومجموعة من القمم الافريقية المرتبطة بعلاقة افريقيا بالمنتظم الدولي.
وبالتالي، يؤكد الأستاذ الجامعي، أن المغرب كان له دور استراتيجي في جعل المغرب له اهتمام كبير في قلب الاهتمام الدولي والغربي، والملاحظ مؤخرا من خلال جيوسياسة كرة القدم أصبح دولة لها أهمية كبيرة في إعطاء صورة أفضل لهذه القارة ولأهميتها في المنتديات الدولية.
أما الاعتبار الثالث، حسب الرودانتي، فيخص تدبير الملفات الاستراتيجية كملف الأمن وحفظ السلم والآمان داخل القارة الافريقية، وأيضا الملف الديني، وكيف لعبة المملكة دور الوسيط لتقريب وجهات النظر لدى دول حوض “المان” وكذلك في الملف الليبي.
وأبرز والخبير في الشؤون الإستراتيجية أن طموح المغرب في مقعد دائم في مجلس الأمن هو طموح مشروع، حيث أن للرباط أدوات كبيرة وفلسفة سياسية ودبلوماسية تساعد المنتظم الدولي في خلق توازن يخدم مصالح القارة الإفريقية التي تعتبر مستقبل العالم.
وأكد الروداني، أنه من الأهمية بمكان أن تطمح المملكة المغربية إلى دخول مجلس الأمن كعضو دائم من أجل خلق توازن يخدم مصالح وشعوب القارة الإفريقية ويخدم التنمية المستدامة في القارة في ملفاتها الأمنية والإستراتجية والاقتصادية.
من جهة أخرى، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في أكتوبر الماضي، ترشح المغرب لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي لسنتي 2028 و2029.
وكانت المملكة قد حصلت على عضوية مجلس الأمن ست مرات من قبل، وذلك خلال سنوات 1963 – 1964، 1992 – 1993، 2012 – 2013، ونجح خلال تلك الدورات، في لعب دور دبلوماسي كبير، في العديد من القضايا الدولية والإقليمية.
