كأس العالم 2022: علاوات المنتخب السنغالي تثير غضبا في البلاد

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

إسماعيل صار وليمان ندياي يحتفلان بهدف منتخب السنغال

اعترض رياضيون في السنغال على قرار الرئيس، ماكي سال، منح لاعبي منتخب كرة القدم، العلاوات المتفق عليها، على الرغم من عدم تحقيق الهدف الذي وضع لهم، في نهائيات كأس العالم 2022، في قطر.

ودخل أبطال أفريقيا المنافسة العالمية في مهمة للوصول إلى ربع النهائي، لكنهم خرجوا في الدور الثاني، بعد هزيمتهم بثلاثة أهداف مقابل صفر، أمام انجلترا.

وقد أعلن الرئيس سال، بعد يومين من خروج المنتخب من نهائيات كأس العالم، أن حكومته ستدفع "العلاوات كاملة لجميع أعضاء البعثة الرسمية".

وتختلف قيمة العلاوات، التي هي جزء من 23 مليون دولار خصصتها الحكومة للمشاركة في النهائيات، حسب أداء كل فرد ومهمته، بمن فيهم 26 لاعبا.

ويهدف قرار الرئيس إلى تحفيز المنتخب في مسيرته، ولكن عددا من اللاعبين والرياضيين السنغاليين القدامى انتقدوا الخطوة.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • كأس العالم 2022: تأهل المغرب إلى نصف النهائي حافز للكرة الأفريقية
  • كأس العالم 2022: هل يجلب المغرب الكأس للقارة الأفريقية؟
  • كأس العالم 2022: تعرف على أغلى اللاعبين والمنتخبات والجوائز المالية وتكلفة استضافة البطولة
  • وليد الركراكي يقول إن أفريقيا ستفوز بكأس العالم في غضون 15-20 سنة

قصص مقترحة نهاية

التعليق على الصورة،

بطلة أفريقيا في القفز الثلاثي سانغون كانجي

وقال مهاجم المنتخب السابق، ديومانسي كامارا، في صحيفة "ستاد" المحلية: ّإذا انتصرت فإنك تستحق المكافأة، أما إذا خسرت فعليك أن تستفيد من الدرس".

وعلى الرغم من سخاء القرار فإن الرياضيين، في الاختصاصات الأخرى، لم يستحسنوها، لأنهم عادة ما يعانون، من أجل الحصول على الأموال، التي يحتاجونها لمجرد المشاركة في المنافسات الدولية.

علاوات قليلة، وانتظار طويل

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ويسعى حماديل ندياي، بطل السنغال في سباق الثلاثي للمشاركة في التجمعات الدولية، من أجل التأهل إلى الألعاب الأولمبية. وعلى الرغم من عمله مصورا في لندن، فإنه يجد صعوبة في توفير تكاليف السفر بالطائرة، ليتمكن من حضور المنافسات.

ويعترف أنه شعر بالإهانة عندما علم أن المشجعين سيتمكنون من حضور مباريات أسود التيرانغا في قطر مجانا.

ويقول السباح السابق، البالغ من العمر 26 عاما: "أولا، تضايقت عندما علمت بالمبلغ المحترم الذي خصصته الحكومة لجلب المشجعين إلى قطر".

"أحببت في 2019، و2021 المشاركة في أحد السباقات، ولكن تذكرة الطائرة إلى داكار بلغت 850 دولارا، وكان علي دفع 120 دولارا إضافية لنقل دراجتي وأمتعة أخرى، ولكنني لم أكن أملك المبلغ الكافي".

"أحيانا، علينا أن ننتظر إلى آخر دقيقة لنعرف أننا سنشارك أم لا".

وتتفق المتسابقة، سانغون كانجي، المتخصصة في القفز الثلاثي، مع ندياي، وتقول إن هذه القصص تحدث كثيرا، وهو ما يمنع الرياضيين من "التأقلم" مع أماكن المنافسة، وينعكس ذلك على النتائج.

"هذا العام في ألعاب التضامن الإسلامي، وصلنا متأخرين إلى قونيا، إذ وصل أحد الرياضيين يوما واحدا قبل موعد السباق. علينا أن نعالج هذه المشاكل، ليتمكن الرياضيون من الاستراحة من السفر.

وبعد فوز كانجي بمسابقة القفز الثلاثي في البطولة الأفريقية في موريشيوس، حصلت على مبلغ "بسيط" مكافأة لها، على حد تعبيرها.

أما المبارزة الأولمبية، نديي بينتا نديونغ، فتعمل من أجل كسب لقمة عيشها. ولم تحصل، إلا العام الماضي، على علاوات مقابل نتائج حققتها، منذ أكثر من 10 أعوام، في 2008.

التعليق على الصورة،

ملعب دكار افتتح في 2018

"فزت هذا العام بالميدالية البرونزية في البطولة الأفريقية، ولكن العلاوات لم يصلني شيء منها، حتى الآن".

"الأموال المخصصة لكرة القدم تثير الامتعاض، على الرغم من أنني أتفهم أنها تجلب الرعاية المالية، والإثارة للبلاد كلها".

وتقول نديونغ إن السنغالي الفائز بالميدالية الذهبية، في المبارزة في منافسة قارية، يحصل على مكافأة قدرها 650 دولار، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما يتلقاه لاعب كرة القدم.

"وزارة كرة القدم"

ويغض النظر عن الفارق في العلاوات، يشتكي المتسابقون في الرياضيات الأخرى من تركيز الاهتمام على كرة القدم دون غيرها من الرياضات.

وتقول نديونغ: "كرة القدم هي الرياضة المفضلة، والجميع يعرفون ذلك. جميع الاتحادات الأفريقية تعاني من هذا الأمر".

ويوافقها نداياي في رأيها، مضيفا: "إنه أمر مجحف".

وفي ديسمبر كانون الأول الماضي، دعم المعارض، غي ماريوس سانيا، موقف العديد من الرياضيين عندما عرض وزير الرياضة ميزانية وزارته على البرلمان.

وتساءل: "هل هذه وزارة الرياضة أم وزارة كرة القدم؟".

"رياضات مثل الكاراتيه والتايكوندو، جلبت لنا ميداليات دولية. أما كرة القدم فلم تجلب أي ميدالية دولية، ولكن طريقة الاهتمام بكرة القدم لا تضاهيها طريقة الاهتمام بالكاراتي أو التايكوندو".

"رسالة اعتذار" من طالبة سنغالية موهوبة مختفية في فرنسا

كأس العالم 2022: السنغال وهولندا والولايات المتحدة وإنجلترا إلى دور الـ16 بمونديال قطر

"إذا لم أخطئ، فإن ميزانية ألعاب القوى في السنغال هي 50 ألف دولار. أما منتخب أسود التيرانغا فإن مباراة واحدة يجريها تكلف من 485 ألف إلى 810 آلاف دولار".

ورد عليه وزير الرياضة، يعقوب دياتارا، قائلا: "ليس هناك رياضة لا ندعمها".

وأضاف: "الحل في نظري هو أن نعقد اجتماعا كل عام بين اللجنة الأولمبية، والحكومة، ومختلف الاتحادات للبت في الموضوع".

"الرياضات التي نعتقد أنها مؤهلة لجلب ميدليات تحصل على الأموال، أما الرياضات الأخرى فعليها الانتظار".

المنشآت قبل الرياضيين

وأمام شح المواد المالية تواصل نديونغ برنامج تدريبها الشخصي، وتعمل مدربة للأطفال في بلدة أنيير سورسين الفرنسية.

وتقول: "وافق المدرب على تدريبي مجانا، لأنه يعرف أنني لا أستطيع دفع مبلغ 2000 إلى 4000 يورو في العام. وقبل الألعاب الأولمبية 2020، كنت أعمل في ثلاثة أماكن، فأصبت بالإرهاق وكدت أن أنسحب".

"لحسن الحظ، وجدت الدعم من عائلتي وأصدقائي ومن المدربين، كما تلقيت مساعدات مالية، فجمعت منها 3000 يورو".

وعندما حصلت أخيرا على علاوات المشاركة في الألعاب الأولمبية، ذهبت كلها لسداد ديونها.

وتستعد السنغال لتنظيم أولمبياد الشباب، وهو أول حدث رياضي من نوعه في أفريقيا، وتعمل الحكومة من أجل هذا على إنجاز منشآت رياضية، وتجديد أخرى في العاصمة دكار وضواحيها.

وفي ألعاب طوكيو الأخيرة، شاركت السنغال ممثلة بتسعة رياضيين، ولكن الميدالية الوحيدة في تاريخ البلاد كانت فضية، حصل عليها عداء سباق 400 متر موانع، أحمد ديا با، في ألعاب سيول 1988.

وينظر البعض إلى هذه الاستثمارات الكبيرة في المنشآت بعين السخط لأنها، في رأيهم، لم تستغل ولم يستفد منها الرياضيون.