طيء
طيء هي إحدى قبائل العرب، قحطانية يمنية الأصل، سكنت شمال الجزيرة العربية. أحد أشهر أبنائها هوحاتم الطائي الذي تضرب العرب المثل فيه بالكرم والسخاء. تنتشر طيء اليوم في الجزيرة العربية ومصر وفلسطين وسوريا والعراق، ومنها ظهرت الكثير من البطون والأفخاذ والقبائل الأخرى، كقبيلة شمر بالعراق وسوريا والجزيرة العربية، وبنوالحسن بالأردن وفلسطين والعراق ومصر، والخزاعلة بالعراق ومصر وسنبس أوالسنابسة بمصر والعراق وغيرهما، وغير تلك البطون كثير.
نسب طيء
طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فهي قبيلة كهلانية سبأية قحطانية، أي يمانية الأصل ووقفت في الصف اليماني في النزاع القيسي - اليماني المعروف، وإذا كان لطيء في مصر الفضل في إنهاء هذا الصراع في الديار المصرية كما سيتقدم. وطيء هوأخومذحج، والعم الأعلى لعدي بن الحارث بن مرة أبو جذام ولخم وجد كندة بن ثور بن عدي بن الحارث، كما حتى عدي بن الحارث هذا هوجد عاملة بن عفيرة بن عدي بن الحارث، وعاملة هذا هوجد قبيلة بني عاملة التي إستوطن بعضها جبل عامل بجنوب لبنان والذين يعتنق سكانه اليوم الممضى الشيعي الجعفري.
حقيقة علاقة طيء بثمود
لم تكن طيء القبيلة العربية الوحيدة التي حاول البعض نسبتها لقبائل ثمود المعروفة والتي عهدت منذ أيام الأكاديين والأشوريين وإستمر وجودهم إلى أيام الرومان، وإشتهروا بالخيالة الثمودية التي كانت جزء من الخيالة في الجيش الروماني. ومن تلك القبائل التي نسبها البعض إلى ثمود بخلاف طيء قبيلة ثقيف. على حتى النسابة العرب المشهورين في مجموعهم أقروا بإستحالة ذلك تبعا للآيتين القرآنيتين الحاقةخمسة و8، وكذلك الآية القرآنية الكريمة النجم 51. إنما اتى الخلط من البعض بنسبته بعض القبائل التي إشتهرت بالبأس والشدة لثمود كما في ثقيف، أوالتي تتقارب مساكنها ومساكن ثمود، كما في طيء وبعض قضاعة وجذام وغير ذلك.
معتقدات طيء
قديما
عبدت طيء في الجاهلية الفلس، وهوالصنم الأشهر لطيء، وهناك عدة أوثان أخرى عبدتها طيء، وبعض تلك الأوثان لم تختص به طيء وحدها. كما عبدت طيء بعض النجوم والكواكب، ودخل بعض طيء النصرانية مثل عدي بن حاتم الطائي، واتبعوا في ذلك الفرقة المنوفوزية المعروفة أيضا باليعقوبية، المخالفة للملكانية التي كانت الفرقة الرسمية عند الروم، وهم في ذلك مثل سائر القبائل العربية النصرانية، كالغساسنة والتي رفضت الممضى المسيحي الملكاني الرسمي. ويحتمل دخول بعض طيء المجوسية، فقد اعتنق بعض العرب المجوسية، مثل الأقرع بن حابس وزرارة وحاجب بن زرارة، كما ذكر ابن قتيبة، ومثل سكان هجر، والذين شهد عبد الرحمن بن عوف عند عمر بن الخطاب، حتى الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد أخذ منهم الجزية، وعدهم من أهل الكتاب.
في الوقت الحاضر
تعتنق أغلب طيء اليوم الإسلام، على أنه هناك تنوع في مذاهبها، فهناك طائيين سنة كما في مصر وفلسطين وسوريا والعراق والجزيرة العربية، وهناك طائيين من الشيعة الاثنا عشرية كما بالعراق ومنطقة الأحواز بإيران حيث يقيم هناك فرع من الخزاعلة ذكره القلقشندي ولازال له وجود للأن، وبالمثل هناك طائيين صوفية خصوصا بمصر ومنطقة الموصل بالعراق، كما يوجد بعض الطائيين علوية، حيث إنه من الثابت حتى طيء أحد روافد تكوين العلويين بسوريا. كما أنه لا يستبعد حتى تكون بعض العشائر والعائلات المسيحية ببلاد الشام من أصل طائي، كما يحتمل حتى تكون بعض عشائر جبل لبنان وجبل العرب ( المعروف أيضا بجبل الدروز بالسويداء بسوريا) من الموحدين، المشهورين بإسم الدروز، طائية النسب.
قبيلة طيء في مصر وتاريخها بها
كان القدوم الأكبر لطيء في عصر الدولة الفاطمية، التي عهدت بسياستها في تعريب مصر باستقدام القبائل العربية للاستيطان في مناطق نفوذها بمصر وشمال أفريقيا، ومن تلك القبائل كانت قبيلة سنبس، وتعهد أيضا بالسنابسة، من طيء، والتي كانت تستقر في جنوب فلسطين بمنطقة الرملة والداروم من فلسطين، وقد استقدمها الوزير الفاطمي اليازوري، والذي يرجع أصله لبلدة يازور بفلسطين قرب يافا، أي بالقرب من منازل طيء هناك، وقد أخمدت قبائل سنبس الطائية فتنة بني قرة الهلالية، وذلك في عصر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وقد أبترت الدولة الفاطمية السنابسة منازل قبيلة بني قرة أحد بطون قبيلة بني هلال، المتمردة في منطقة البحيرة بغرب دلتا النيل، ولكن قبيلة سنبس الطائية سرعان ما توسعت شرقا، لتستقر بكثافة في ما يعهد اليوم بمحافظات الغربية والمنوفية وكفر الشيخ، ولها فرع استقر في بلدة عهدت باسمهم بني يوسف، والتي تقع بالقرب من منطقة سقارة بمحافظة الجيزة بمصر.
كانت زعامة سنبس الطائية في الخزاعلة، ويعهدوا أيضا بالخزاعل وبني خزعل، وإستقرت القيادة في بني يوسف من الخزاعلة.
شاركت سنبس الطائية، تحت قيادة بني يوسف من الخزاعلة، في ثورة الشريف حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي، التي كانت رفض لحكم المماليك، في عهد السلطان المملوكي الأول المعز عز الدين أيبك الهجرماني، وذلك لأنفة القبائل العربية بمصر من الخضوع لحكام مسهم الرق، أي المماليك. وقد كان لسنبس الطائية الدور الأكبر في الثورة، وكانت هزيمتها في معركة سخا، بكفر الشيخ اليوم، إيذانا بفشل الثورة، فقد كانت عماد تلك الثورة، والتي نطق عنها المقريزي، في البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب، إنها أخر ثورة عربية في مصر. عهد تحالف القبائل العربية هذا بالحلف القرشي، ، وسمي هذا الحلف بالقرشي لأن زعامته كانت للجعافرة الطالبيين، بزعامة الأمير الشريف حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي الهاشمي القرشي الديروطي، وكان من فضل هذا الحلف حتى إختفى من مصر الصراع اليماني - القيسي، والتي أبتليت به القبائل العربية في كافة البلدان وكانت سببا في نكبة العرب في كثير من الأحيان لإفتراق حدثتهم والذي ظل للأسف قائما في بعض البلدان كما في لبنان والتي ظل بها حيا حتى بدايات النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.
توجد في مصر حاليا، قرى على اسم فروع طيء، فتوجد قرى باسم السنابسة والخزاعلة وبني يوسف، مثل بني يوسف بالجيزة والمذكورة أعلاه، وخزاعل في مركز السنطة بمحافظة الغربية في مصر.
أقوال القلقشندي بشأن طيء
بعض ما ذكره أبوالعباس القلقشندي، عن طيء وبطونها في كتابه المعروف: نهاية الأرب في فهم قبائل العرب:
بنوطيء: بفتح الطاء وتشديد الياء وهمزة في الآخر - قبيلة من كهلان من القحطانية وهم بنوطيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وكهلان يأتي نسبه عند ذكره في حرف الكاف، وكان له من الولد قطرة والغوث وأمهما عدية بن الآمري من مهرة والنسبة إليهم طائي وإليهم ينسب حاتم الطائي المشهور بالكرم واخباره أشهر من حتى تذكر.
نطق في العبر: ومنهم زيد الخيل بن مهلهل الصحابي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد طيء فأسلم فسماه زيد الخير ونطق له ما وصف لي أحد في الجاهلية رأيته في الاسلام إلا رأيته دون وصفه غيرك، وكانت منازلهم باليمن فخرجوا منه على أثر خروج الأزمنة ونزلوا سعيرًا وقيل في جوار بني أسد ثم غلبوهم على ااتى وسلمى وهما جبلان في بلادهم يعهدان الآن بجيلي طي فاستمروا وافترقوا في أول الإسلام في الفتوحات.
نطق ابن سعيد: في بلادهم الآن أمم كثيرة تملأ السهل والجبل حجازًا وشامًا وعراقًا نطق: وهم أصحاب الرياسة في العرب إلى الآن بالعراق والشام وبمصر منهم بطون.
بنوسنبس: وينطق لهم سنبس بأسم أبيهم بطن من طيء من القحطانية وهم بنوسنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمروبن الغوث ابن طيء، وطيء يأتي نسبه عند ذكره في حرف الطاء المهملة، وكان لسنبس من الولد زبيد وعمروومنهم بنوأبان بن عدي المذكور في حرف الألف وقد ذكر الحمداني منهم طائفة ببطائح العراق وطائفة بدمياط من الديار المصرية.
نطق ( يعني الحمداني): وكان لهم شأن أيام الخلفاء الفاطميين بالأعمال الجيزية حول سقارة. إشارة: المقصود بالأعمال الجيزية، محافظة الجيزة اليوم في مصر.
قلت ( يعني نفسه أي القلقشندي): والأمرة الآن فيهم في الخزاعلة في بني يوسف ومقرهم في مدينة سخا من الأعمال الغربية.
بنوالحسن: بطن من طيء من القحطانية ذكرهم الجوهري في صحاحة نقلا عن ابن الكلبي ولم يحمل نسبهم.
إشارة: يعتقد، بضم الياء، حتى القبائل التي تحمل إسم بنوالحسن في بادية الشام ومن الممكن في العراق ولبنان أيضا تنتسب إلى هذا البطن، وهناك أقوال أخرى.
بنوطريف : بطن من طيء من القحطانية، وهم بنوطريف بن مالك بن جنادىن بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعيد بن قطرة بن طيء، منهم جبلة بن رافع الذي يقول فيه الحطيئة: لعمري لقد أنعمت نعمة ماجد علي قديما يا جبيل بن رافع.
بنوعقدة: بطن من سنبس من طيء من القحطانية وهم بنوعمروبن سنبس تقدم ذكره في حرف السين المهملة، وعقدة أمهم عهدوا بها. ملاحظة: لبني عقدة بقية في مصر تتمثل في بضع عائلات تحتفظ بإسم عقدة والعقدة.
هذه بعض ما خط أبوالعباس القلقشندي عن طيء وبعض فروعها، مع ملاحظة إذا السرد لم يأت على جميع ما ذكره عن فروعها بكتابه المشار إليه أعلاه.
المراجع
- القرآن الكريم.
- المقريزي - البيان والإعراب عما بأرض مصر من الأعراب.
- أبوالعباس القلقشندي - نهاية الأرب في فهم قبائل العرب.
- ابن حزم الأندلسي الظاهري: جمهرة أنساب العرب.
- ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون.
- قطب: أنساب العرب.
