تعرف أزمة بعض أصناف الأدوية تفاقما غير مسبوق بصيدليات ولاية جيجل سيما ماتعلق منها بالدواء المخصص لخفض حرارة الأطفال والرضع الأمر الذي تسبب في تعقيدات خطيرة للبعض بل ودفع بالكثيرين الى البحث عن وسائل بديلة للتخفيف عن مرضاهم . واذا كانت أدوية كثيرة قد فقدت بصيدليات عاصمة الكورنيش كما نظيراتها بالولايات الأخرى فان النقص الأكبر تم تسجيله في الأدوية المخصصة لخفض حرارة الأطفال التي بات البحث عنها في صيدليات الولاية أشبه بالبحث عن إبرة ضائعة وسط كومة من الصوف ، حيث لم يعد أولياء الأطفال يعثرون على هذه الأدوية على الرغم من تنقلهم من صيدلية الى أخرى وحتى الكميات القليلة التي تتوفر منها في هذه الصيدلية أو تلك فانها تسوّق بسرعة للباحثين عنها وسرعان ماتنفذ بسرعة البرق اعتمادا على الطلبات المسبقة الى درجة أن بعض العائلات التي تتوفر على أطفال صغار لجأت الى تخزين كميات منها بمنازلها تحسبا لأي طارئ . ولعل الأمر الذي ساهم في تفاقم المشكل أكثر هو تزامن هذا الخصاص مع إشتداد موجة الزكام الحاد التي تضرب ولاية جيجل منذ عدة أسابيع والتي كان أغلب ضحاياها من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين السنتين وحتى ال15 سنة الأمر الذي زاد من قتامة المشهد بل وضاعف الإقبال على هذه الأدوية المخفضة للحرارة في ظل نذرتها الشديدة ما يفسر لجوء عدد معتبر من العائلات الى وسائل مختلفة وحتى تقليدية من أجل التخفيف عن أطفالها والحيلولة دون تعرضهم لأخطار كبيرة ناجمة عن ارتفاع درجة حرارة أجسامهم والتي قد تصل كما هو معلوم الى حد الشلل بالنسبة للأطفال الرضّع ومن هم في أعمار صغيرة . هذا وينتظر الجواجلة بفارغ الصبر انجلاء هذه الأزمة التي يعيشونها منذ أشهر وليس أسابيع وعودة الأصناف المفقودة من الأدوية الى رفوف الصيدليات المحلية بما فيها تلك الموجهة للتخفيف من معاناة المصابين ببعض الأمراض المستعصية والخطيرة على غرار السرطان والتي بات كثيرون يعمدون الى جلبها من الخارج اعتمادا على بعض معارفهم الذين يعيشون بديار الغربة .
أ / أيمن
