الكاف تعهدت بمحاربة الطرق الملتوية للفوز بالكان: نقاط قوة ملف الجزائر سلاح دحض المخططات المشبوهة

أعلنت الجزائر رسميا ترشحها لاستضافة النسخة 35 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، بعد سحبها من غينيا، وكلها عزم على الفوز بثقة مسؤولي المكتب التنفيذي للكاف، خاصة مع الملف الثقيل والمتكامل الذي تم إيداعه قبل أيام، مشفوعا بحرص على الظفر بتنظيم العرس القاري، بعد 32 عاما عن آخر كأس إفريقيا منظمة بالجزائر في 1990، والتي توج بها أشبال المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، لأول مرة في تاريخ الخضر.
وتدرك الجزائر أن نقاط قوة ملفها المتكامل، قد لا تكون كافية لنيل شرف تنظيم كان 2025، يجري العمل منذ سفر صالح باي عبود إلى مقر الكونفدرالية الإفريقية بمصر، على التحرك في كل الاتجاهات للتصدي لكل الممارسات والمخططات الدنيئة لبعض الجهات التي تحاول في الخفاء، حرمان الجزائر من استضافة هذا العرس القاري الذي يحلم به الجزائريون منذ 1990.
وترفع الجزائر بهذه الخطوة رهانا جديدا، يتمثل في ضرورة كسب ثقة مسؤولي الكاف، خاصة وأن ملف الجزائر مدعم بنقاط قوة سترفع من حظوظ تنظيمها للموعد الكروي الأهم في القارة السمراء، بالنظر إلى توفر البلاد على إمكانيات وهياكل، تسمح لها باحتضان حدث رياضي من هذا الحجم، لاسيما الملاعب الجديدة ذات المقاييس المعترف بها دوليا، فما يفرضه دفتر شروط الكاف لتنظيم هذا النوع من المسابقات يتطابق مع ما تملكه الجزائر من بنى ومرافق تحتية مطلوبة، وعلى رأسها الملاعب العصرية، علاوة على الفنادق والمطارات الدولية، إضافة إلى الطرق والمواصلات وشبكة الاتصالات، دون الحديث عن دعم الدولة التي كانت وراء فكرة الترشح أصلا، ما قد يعزز من فرصنا أكثر في الفوز باستضافة الكان، ولئن حاول بعض المنافسين سلك طرق وأساليب غير نزيهة، من أجل استمالة مسؤولي الكاف، وهو ما حذر منه بعض المراقبين الذين يرون أن الجزائر أحق بخلافة غينيا لعديد الاعتبارات، أبرزها النجاح الباهر الذي صاحب ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى المؤشرات الإيجابية حول الاستعداد الجيد للشان، المقررة في الفترة ما بين 13 جانفي و4 فيفري.
مؤشر عن ممارسات غير نزيهة لبعض المنافسين
ولا تعتبر الجزائر الوحيدة التي أودعت ملف ترشحها لاحتضان البطولة القارية بتاريخ 16 ديسمبر الفارط، فهناك العديد من البلدان التي دخلت هذه المنافسة التي تأمل الجزائر أن تكون شريفة، خاصة مع الأخبار المتداولة عن بعض الممارسات غير النزيهة التي يتبعها مسؤولو بعض البلدان، وفي مقدمتها المغرب عن طريق رئيس جامعتها فوزي لقجع الذي يعمل على استغلال علاقاته المشبوهة مع بعض مسؤولي الكاف، من أجل قلب الموازين، ولئن كانت الهيئة الكروية الجزائرية مدركة لكل هذه الأمور، وتستعد بطريقتها الخاصة للتصدي لكل هذه المخططات التي يقودها بلد سبق له وأن أدار ظهره للقارة السمراء لما تخلى عن تنظيم "كان 2015" قبل أشهر فقط، من موعدها متحججا بتخوفه من تعرض مواطنيه لعدوى إيبولا !
وكما هو معلوم، فاز البعض في وقت سابق بتنظيم الكان بطرق ملتوية، وهذا من خلال شراء الذمم، وهو ما تعهد رئيس الكاف الجديد باتريس موتسيبي بوضع حد له.
وأشار موقع فرنسي مؤخرا، أن بعض مسؤولي المكتب التنفيذي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والذين كانوا متواجدين بقطر ضمن فعاليات كأس العالم 2022، قد ناقشوا رفقة أحد رؤساء الاتحادات ملف ترشح بلده، قبل إرساله إلى مقر الكاف بالقاهرة.
الخوف من قوة الملف الجزائري يدفع لسلك أساليب قذرة
 ومما لا شك فيه أن الخوف من قوة وتكامل الملف الجزائري، قد دفع مسؤولي بعض البلدان المنافسة لسلك أساليب وطرق قذرة للتأثير على قرارات مسؤولي المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المقدرين ب23 ويضاف إليهم الرئيس موتسيبي، خاصة وأنهم من سيحسمون هذا الصراع، كونهم يمتلكون أحقية التصويت يوم 10 فيفري المقبل.
وعملت الجزائر في المدة الأخيرة على تجهيز ملاعب تم وصفها بالتحف الرياضية، على غرار ملعبي براقي بالعاصمة وميلود هدفي بوهران الذي أثار إعجاب الجماهير والمتابعين، عند احتضانه منافسات ألعاب البحر المتوسط، دون الحديث عن ملعب الدويرة الجديد الذي يشبه إلى حد بعيد ملاعب أوروبا، فضلا عن إعادة تجهيز ملاعب حملاوي و19 ماي بعنابة وتشاكر وفق معايير دولية.
سبقاق يؤكد يقظة الدولة المستعدة لكل السيناريوهات

تحدث وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق عن يقظة الجزائر واستعدادها لكل السيناريوهات، مبديا ثقته الكبيرة في فوز الجزائر بشرف تنظيم النسخة 35 من نهائيات الكان، وقال الوزير سبقاق في هذا السياق:" وجود الكولسة أمر واقع، ونحن بدورنا لدينا مهمة تقديم ما نستطيع تقديمه من أجل بلدنا، ومهمتنا لم تنته بوضع الملف، ولكن بدأت عند وضعه، وأنا متفائل جدا بملف ترشحنا، ونسعى لتحقيق النتيجة التي ينتظرها الشعب الجزائري".
وفي سياق الحديث عن شراء الذمم والرشوة التي لطخت صورة الكاف في وقت سابق، علق الوزير على ما نشره الإعلامي حفيظ دراجي حول الفصل في اسم البلد الذي يحتضن "كان" 2025: "ما قاله دراجي أمر جيد، ويجعلنا أكثر تأهبا لمواجهة كل المخططات، وإذا كانت بلدان تفوز علينا بقوة ملفاتها وجاهزيتها مرحبا بذلك، ولا يخفى عليكم أنه في الهيئات الرياضية الكبيرة، مثل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هناك جماعات ضاغطة، ولكن في الأخير المكتب التنفيذي للكاف هو من يقرر البلد الذي يحتضن كأس إفريقيا".
وبرهنت الجزائر عندما نظمت منافسات رياضية دولية مثل ألعاب البحر المتوسط مؤخرا في مدينة وهران، على جاهزيتها التامة لاحتضان مواعيد رياضية كبرى.
ويعتبر تنظيم تظاهرات رياضية دولية هامة مثل الألعاب المتوسطية، التي استضافتها وهران في الفترة ما بين 25 جوان و5 جويلية 2022، إضافة إلى تنظيم البطولة الإفريقية للمحليين 2022 المقرر إقامتها من 13 جانفي إلى 4 فيفري المقبل، وأيضا كأس إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة، شهر أفريل 2023، كلها مواعيد ستعزز من تجربة الجزائر في التحضير والتنظيم.
رسالة موتسيبي تزيد حجم التفاؤل
ويبدو أن التفاؤل كبير في فوز الجزائر بشرف تنظيم كان 2025، خاصة مع التعهدات التي قدمها رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتريس موتسيبي، والمتعلقة بمحاربة كل المخططات والطرق الملتوية والمشبوهة، التي كانت تتبعها بعض الجهات للتأثير على قرارات مسؤولي المكتب التنفيذي.
كما وجه موتسيبي رسالة مشجعة للجزائر، بعد إعلانه عن فتح مجال الترشح أمام الدول الإفريقية الراغبة في احتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم، بعد سحبها من غينيا، ووفق تصريحات الرجل الأول على الهيئة الكروية القارية، قال: "أشجع الجزائر على احتضان نسخة 2025، وأرغب في منحها فرصة تنظيم الدورة، الجزائر لم تستضف العرس القاري منذ فترة طويلة (منذ دورة 1990)، حيث تمتلك منشآت من الطراز العالمي، والجزائر لديها تاريخ في كرة القدم يفتخر به جميع الأفارقة".
وتأتي تصريحات موتسيبي، لترفع من حظوظ الجزائر في الفوز بالمنافسة الشرسة مع بعض البلدان، ولو أن كل شيء متوقف حول تحركات المسؤولين الجزائريين خلال الأيام المقبلة، خاصة عند استضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، والتي ستعرف دون شك حضور جل أعضاء المكتب التنفيذي للكاف.
"العلاقات" قادرة على قلب الموازين والشان فرصة ذهبية
ورغم أن الجزائر لا تمتلك ممثلين بمختلف لجان "الكاف"، إلا أنها ستعمل جاهدة لكسب ود الـ 24 عضوا المعنيين بعملية الاقتراع يوم العاشر من شهر فيفري، خاصة وأن الفرصة مواتية أمام رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم جهيد زفيزف، لملاقاة أكبر عدد منهم خلال دورة الشان المقررة بالجزائر مطلع السنة المقبلة.
وتمتلك بعض البلدان التي أودعت ملف ترشحها رسميا لمزاحمة الجزائر على شرف تنظيم كان 2025 ممثلين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبالتالي فهي قادرة على قلب الميزان لصالحها، ولئن كانت الجزائر قد اتخذت كامل احتياطاتها بخصوص هذا الأمر، وهذا من خلال العمل على استغلال استضافة "الشان"، بالشكل المطلوب من أجل إقناع واستمالة أكبر عدد من الممثلين.
ومما لا شك فيه هو أن "الثقل" الجزائري على مستوى القارة السمراء، كفيل بتعزيز فرص الفوز بتنظيم كان 2025، سيما وأن العلاقات الطيبة والتعاونية مع بعض الاتحادات والبلدان الإفريقية كفيلة بصنع الفارق وقلب الموازين.
سمير. ك

تاريخ الخبر: 2022-12-24 00:25:12
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية