بعد مقتل ثلاثة أكراد: هل تعاني أوروبا من العنصرية؟


Getty Images
وقفة احتجاجية لأكراد فرنسا بعد هجوم باريس
قالت المدعية العامة في باريس، لوري بيكواو، الأحد 25 من ديسمبر/كانون الأول، إن المشتبه به في قتل ثلاثة أكراد وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم باريس، الجمعة 23 من ديسمبر/كانون الأول، أوضح أثناء احتجازه أنه ذهب أولا إلى ضاحية سان دوني "لارتكاب جرائم قتل ضد أجانب". وأضافت بيكواو أن المتهم، الذي يبلغ 69 عاما، تخلى عن فكرة استهداف ضاحية سان دوني بسبب قلة الأجانب المتواجدين، متوجها إلى مكان آخر. وأطلق المهاجم النار على مركز ثقافي كردي ومطعم وصالون حلاقة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أكراد وإصافة ثلاثة آخرين، أحدهما في حالة حرجة. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة وجدت بحوزة المتهم "مخزنين أو ثلاثة ممتلئة بالخراطيش وعلبة خرطوش من عيار 45 تحوي 25 خرطوشة على الأقل". وأشارت تحقيقات النيابة الفرنسية أن المشتبه به، سائق قطار متقاعد، اعترف بأنه يكن "كراهية للأجانب". وأدان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الهجوم، قائلا إن "أكراد فرنسا تعرضوا لهجوم شنيع في قلب باريس". وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، إن المسلح "استهدف بوضوح أجانب". ولم تذكر سلطات التحقيق ما إذا كان المهاجم قد سعى إلى استهداف الأكراد على وجه الخصوص أم كان يستهدف الأجانب بشكل عام. وقررت السلطات الفرنسية، السبت 24 من ديسمبر/كانون الأول، نقل المشتبه به إلى مصحة نفسية تابعة لجهاز الشرطة. وقالت النيابة الفرنسية إن الطبيب الذي فحص المشتبه به "خلص إلى أن الوضع الصحي للشخص المعني لا يتوافق مع إجراء الاحتجاز". وأضافت أنه سيتم عرض المتهم على قاضي التحقيق عندما تسمح حالته الصحية. ويملك المهاجم سجلا إجراميا، إذ أشارت السلطات الفرنسية إلى أن المتهم تم إطلاق سراحه مؤخرا، وفي انتظار المحاكمة على خلفية هجومه بالسيف على مخيم للمهاجرين في باريس قبل عام. كما حكم عليه، في يونيو / حزيران، بالسجن 12 شهرا بتهمة ارتكاب أعمال عنف بسلاح في 2016، إلا أن المتهم استأنف الحكم.

"حوادث عنصرية في بريطانيا"

ولا تقتصر حوادث العنصرية على فرنسا، إذ نقلت صحيفة "ميرور" البريطانية، في 15 ديسمبر/كانون الأول، قصة سائق سيارة أجرة يُجبر على النوم في سيارته بعد استهداف "عنصري" متكرر تعرض له على مدى ثلاث سنوات. ويقول هيليب تسفاي إنه اضطر لمغادرة منزله والنوم في السيارة بعد تعرضه لمضايقات عنصرية منذ انتقاله إلى منزله قبل ثلاث سنوات. ويضيف تسفاي أنه عندما انتقل إلى منزله في منطقة "كينجستينج" في برمنجهام، قام مخربون بتحطيم باب شقته وتخريب عدادات الغاز والكهرباء. كما قام المهاجمون بحفر كلمة "ارحل" على صندوق بريده مع تحطيم نافذة منزله. كذلك، قام المهاجمون بإزالة مقبض الباب الأمامي لمسكنه. وعلى الرغم من استمراره في دفع 500 جنيه إسترليني شهريا للمجلس المحلي للحفاظ على حقه في المسكن، يستمر تسفاي في النوم في سيارته لتجنب المهاجمين. وتقدم تسفاي بشكاوى متكررة إلى الشرطة، إلا أن الشرطة قالت له "إنه لا يوجد شيء يمكنهم القيام به لأنهم لا يستطيعون التعرف على المهاجم". وتقدم تسفاي بطلب إلى المجلس المحلي لتوفير سكن بديل له، إلا أن المجلس المحلي لم يتمكن من توفير سكن بديل له حتى الآن. ويؤكد تسفاي أن ما تعرض له أثر بشكل كبير على صحته النفسية، مضيفا "أفكر في الأمر طوال الوقت، عندما أذهب إلى النوم، عندما أكون في الحمام". واستقال أكثر من 120 ألف عامل من الأقليات العرقية من وظائفهم بسبب العنصرية، كما تشير دراسة حديثة. وبحسب دراسة أجراها "مؤتمر اتحاد العمال"، ونشرتها جريدة "الجارديان" البريطانية، في سبتمبر/أيلول 2022، فإن أكثر من واحد من كل أربعة عمال من أصحاب البشرة السمراء ومن الأقليات العرقية الأخرى تعرضوا لـ "نكات" ذات طبيعة عنصرية في محل عملهم خلال السنوات الخمس الماضية. ووفقا لما يُعتقد أنه أكبر استطلاع تمثيلي تم إجراؤه لـ 3.9 مليون عامل من الأقليات العرقية في المملكة المتحدة، فإن ثمانية في المئة من الضحايا تركوا وظائفهم نتيجة للعنصرية التي تعرضوا لها.

"صعود اليمين المتشدد في أوروبا"

وتشهد عدة دول أوروبية صعودا ملحوظا لأحزاب اليمين المتشدد، والتي تعرف بمواقفها المعادية للهجرة والمهاجرين والأجانب بشكل عام. ففي إيطاليا، تمكنت زعيمة ائتلاف اليمين المتشدد، جورجيا ميلوني، من الوصول إلى منصب رئاسة الوزراء. وحقق ائتلاف اليمين المتشدد الذي يضم أحزاب "إخوة إيطاليا" و"الرابطة" و"فورزا إيطاليا"، نتائج تاريخية بفوزه بنحو 44.1 في المئة من الأصوات، في انتخابات سبتمبر/أيلول 2022. وفي السويد، حقق حزب "ديمقراطيو السويد" اليميني المتطرف، في انتخابات سبتمبر/أيلول 2022، مكاسب انتخابية كبيرة، حيث أصبح ثاني أكبر حزب سياسي في البلاد بعد الحزب الديمقراطي الاجتماعي. وفي فرنسا، تمكن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بقيادة مارين لوبان، من تحقيق فوز تاريخي في انتخابات 2022، بحصوله على أكثر من 18 في المئة من أصوات الناخبين الفرنسيين. وفي ألمانيا، استطاع حزب "البديل من أجل ألمانيا" دخول البرلمان الألماني بعد فوزه بحوالي 13 في المئة من أصوات الناخبين في انتخابات 2017. واستفاد الحزب من أزمة اللاجئين لحصد أصوات الناخبين المعارضين للهجرة. وتستغل أحزاب اليمين المتطرف موجات الهجرة والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية وتراجع القدرة الشرائية للمواطن الأوروبي في جلب الأصوات من خلال التحريض ضد المهاجرين والأجانب بشكل عام. برأيكم،
  • هل تشهد أوروبا زيادة في وتيرة العنصرية؟
  • كيف يمكن حماية الأقليات الدينية والعرقية من العنصرية؟
  • هل ساهم وصول أحزاب اليمين المتشدد في زيادة العنصرية؟ أم أن وصول هذه الأحزاب دليل على زيادة العنصرية المجتمعية؟
  • وإذا كنتم في أوروبا، فحدثونا عن تجاربكم مع العنصرية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 26 ديسمبر/كانون الأول خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989 إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC أو عبر تويتر على الوسم كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
تاريخ الخبر: 2022-12-26 12:20:55
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية