زاملت آمال عباس وبخيتة أمين في الاتحاد الاشتراكي، و سمية أبو كشوة وسعاد الفاتح القياديتين في النظام البائد. دخلت السياسية عبر العمل الاجتماعي وكانت سببا في إلغاء الرئيس المخلوع، جعفر نميري، لقانون حكم الطاعة الإجباري الذي يلزم المرأة بالعودة لبيت الزوجية وإحضارها بالقوة للعيش مع رجل هي له كارهة، كما تبنت وضع تشريع خاص بعمل المرأة في القطاع غير المنظم أثناء عضويتها في اللجنة الاجتماعية بالمجلس الوطني.
الخرطوم : التغيير : سارة تاج السر
تقول زينب مكي الصادق المولودة بمدينة الأبيض في 28 يونيو من العام 1931م، كرست حياتي من أجل المرأة وحقوقها واجتهدت لإلغاء القوانين الظالمة والمهدرة لكرامتها، وأضافت: ومثلت المرأة السودانية في عدد من المؤتمرات بإيران واندونسيا، مصر ولبنان.
أكملت زينب مراحلها التعليمية حتى الثانوية العليا بمدينة عطبرة والتحقت بالمدرسة التبشيرية الانجليزية، وشقت طريقها في العمل الاجتماعي في وقت كان يغلب على النساء البقاء في المنازل وحرمانهن من التعليم، تزوجت في عمر 18 عاما ولديها 6 ابناء (3 بنات و4 أولاد)، استطاعت إقناع والدها وزوجها بدخول العمل العام، بالإقناع والمنطق، كانت تقوم بجميع الأعمال المنزلية وقالت: كنت اصنع الخبز في حلة الكيك باستخدام بابور الجاز وأمول نفسي من الصندوق “الختة” وكنت أول رئيس مجلس شعبي في حي الامتداد الدرجة الثانية بالخرطوم.
إلغاء قانون حكم الطاعة
عرفت بمواقفها الجريئة والشجاعة، بعد صدور أول قانون لحكم الطاعة الإجباري في عهد مايو، الذي يلزم المراة بالعودة لبيت الزوجية وإحضارها بالقوة للعيش مع رجل هي له كارهة، فنظمت زينب ندوة بالقرب من مقر الاتحاد الاشتراكي، انتقدت فيها القانون، ليتم إلغائه بعد عدة أيام.
إقالة محافظ الخرطوم بسبب فساد
كما تسببت في إقالة محافظ الخرطوم،على خلفية تلاعب في مواد تموينية، وذكرت زينب “للتغيير” تم استضافتي في برنامج “قضايا الناس” إلى جانب المحافظ الذي لم يستطع الرد على اتهاماتي والمستندات التي ابرزتها للكاميرا، حيث تسبب البرنامج في إقالته.
ملاحقة بائعات الشاي يقتضي التحقيق
واعتبرت زينب أن من إنجازاتها قانون عمل المرأة في القطاع غير المنظم، اثناء عضويتها في لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الوطني التي كان يرأسها في ذلك الوقت كبشور كوكو، وقالت : في منظر مؤلم حضرت عدد من النساء إلى مبنى البرلمان بأرجل محروقة بالنيران التي ألقاها عليهم عناصر الشرطة اثناء “الكشات” وبعد الاستماع إليهن تبنت اللجنة وضع تشريع لتنظيم عمل المرأة في القطاع غير المنظم، و قالت: القانون لا يزال موجود حتى الآن وتساءلت هل بسقوط الحكم والحكام تسقط القوانين.
وأشارت إلى أن الشرطة عادت لملاحقة النساء بائعات الشاي ولكن هذه المرة بحجة بيع المخدرات ومحاربة الظواهر السالبة، واعتبرت ان الغالبية العظمي التي تخرج للعمل بسبب الأوضاع الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد وفقدان الأب والعائل، وليس من العدل استهداف جميع بائعات الشاي واخذهن بجريرة المذنبات وشددت على ضرورة التحقيق والتقصي بشأن ما يتعرضن له هؤلاء النسوة من انتهاكات.
تستعد زينب لنشر كتابها الأول باسم (مسيرة امرأة سودانية) ، قيد الطبع حاليا، يتناول عصارة خبرتها ويعرض رصيدها الحافل ما بين المواقف الاجتماعية والسياسية.
