واقعة مأساوية بكى على أثرها أهالي مدينة دمنهور وفجرت حزنًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تلك حادثة مقتل السيدة سهير الأنصاري والشهيرة في المدينة بأعمال الخير، والتي تبين أنها قتلت على يد سائقها وهي في طريقها لعمل خير، الأمر الذي جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يدشنون عقب مقتلها وسمًا خصيصًا للمطالبة بحقها باسم #شهيدة_الخير.

 في "الدستور" وباستخدام عدد من أدوات تحليل البيانات رصدنا تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع مقتل سهير الأنصاري أو كما أطلقوا عليها "شهيدة الخير".

فحسب أداة تحليل البيانات TRACK MY HASHTAG تبين تداول 100 تغريدة تحمل الوسم كما وصل الوسم حسب الأداة أيضًا إلى 301831 مستخدم، وكانت ذروة التغريدات بين الساعة السادسة والثامنة مساءًا أمس الاثنين 26/12/2022.

وكانت أغلب التغريدات هي إعادة تغريدات وذلك بنسبة 91%، بينما مثلت التغريدات نسبة 6% فقط وجاءت الردود عليها بنسبة 3%.

وجاءت معظم التعليقات من المتابعين تتضرع بالدعاء على الجاني وتطلب القصاص مرددة "حسبي الله ونعم الوكيل".

وكانت قد تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة إخطارًا من مأمور مركز شرطة دمنهور، يفيد العثور على جثة سيدة مسجاة بأرض زراعية بنطاق دائرة المركز، ونقلت الجثة إلى ثلاجة حفظ الموتى، وحرر المحضر اللازم.

وكشفت التحريات إصابة السيدة سهير الأنصاري وهي سيدة معروفة بأعمال الخير بجروح وكدمات متفرقة بأنحاء الجسم وحفظت الجثة في ثلاجة الموتى، حتى تم التصريح بدفنها، وجرى تشييع جثمانها في جنازة مهيبة.

وقد وقعت جريمة قتل الأنصاري يوم السبت الماضي 24-12-2022 قرب مجمع الكليات الجامعية في المدينة حيث عثر على جثتها مصابة بعدة ضربات وإصابات قاتلة إضافة إلى اختفاء مصاغ الذهب وأموالها وحقيبتها.

وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليها وتدعى سهير الأنصاري موظفة "بالمعاش"- مقيمة بدائرة قسم شرطة دمنهور، وبها كدمات وسحجات متفرقة بالجسم، وبسؤال ابنتها أفادت بخروج والدتها من المنزل رفقة سائق السيارة الخاصة بها لتوزيع صدقات للجمعيات الخيرية حيث إن والدتها عضوة بالجمعيات الخيرية وتقوم بتوزيع الصدقات لتلك الجمعيات وأضافت أنه كان بحوزة والدتها هاتف محمول – حقيبة يدها - مبالغ مالية - بعض المشغولات الذهبية.

وحسب رواية ابنتها كانت سهير الأنصاري تسعى دائمًا لفعل الخير منذ أن كانت رئيسة جمعية خيرية بمدينة دمنهور، موضحة أنه بعد بلوغها سن المعاش تفرغت لمساندة اليتامى وتجهيز العرائس ورعاية المحتاجين وتسديد رسوم الدراسة لغير القادرين، وأمور أخرى.

وكشفت أجهزة وزارة الداخلية ملابسات مقتل الحاجة سهير الأنصاري سيدة الخير بدمنهور ليتبين أن وراء قتلها وارتكاب الجريمة سائقها كما أنه استولى على مشغولاتها الذهبية وبعض الأموال وألقي  القبض عليه ليعترف بارتكابه الواقعة.

وأقر باعتياده اصطحاب المجنى عليها لتوصيلها للجمعيات الخيرية، حيث استقلت معه السيارة قيادته "ملاكى" لتوصيلها لإحدى الجمعيات الخيرية التي تتردد عليها لتوزيع أموال الصدقات وأثناء سيرهما توقف بالسيارة وأوهمها بانتظاره أشخاص قادمين لتسليمه قطع غيار لسيارته، ثم غافلها وقام بالتعدى عليها باستخدام حديدة، مما أدى إلى وفاتها وعقب ذلك ألقى جثتها بمكان العثور عليها واستولى على متعلقاتها 

وحسب أداة تحليل البيانات SOCIAL BEARING تبين تداول 100 تغريدة تحمل وسم #شهيدة_الخير، و58% من التغريدات كانت من أجهزة أندرويد، و22% من موقع تويتر، و19% من أجهزة أيفون.   

وكان قد سيطر الألم والحزن، على بسمة ابنة السيدة الراحلة خلال حديثها، والتي قالت "أنا شفتها في المشرحة وشها منور من عمل الخير، أمي راحت غدر وهي رايحة تجهز عرايس يتامى، وكانت دايما تقوم يا رب ما أموت غير وأنا قاضية حاجات الناس، وماتت غدر واتسرق منها مصوغاتها الذهبية وأموال تجهيز العرائس اليتامى".

العقوبة تصل للإعدام

من جانبه قال محمود عيسى، المحام بالجنايات، إن العقوبة المتوقعة للمتهم تصل إلى الإعدام، لكونه ارتكب جريمة قتل مع سبق الإصرار، ومقترن بجريمة أخرى وهي السرقة.

وقد شيع الآلاف من أهالي دمنهور في محافظة البحيرة جثمان سهير الأنصاري بالدموع والبكاء ظهر الإثنين، وسط دعوات بالرحمة.

كما طالب الأهالي بسرعة القصاص العاجل من القاتل ومحاسبته وقالت إحدى جيران شهيدة الغدر عن المتهم: «خاين ومجرم وقضي على كل حاجة حلوة، وقتل الأمان جوانا، بعد قتل ملاك الخير اللى بيساعد الكل».