كان العام 2022، عاماً استثنائياً بامتياز، بسبب التقلبات الحادة والتغيرات الجذرية التي طرأت على أسواق السلع، وهو ما جاء نتيجة لعدة عناصر مجتمعة كان أبرزها موجة التضخم العالمية وأزمة سلاسل التوريد، والأزمة الروسية الأوكرانية.

مع نشوب الأزمة في أوكرانيا، شهدت أسعار السلع تقلبات غير مسبوقة، وخاصة أسعار السلع الغذائية من القمح والذرة وفول الصويا، فضلا عن بعض المعادن الرئيسية، لكن في المقابل كانت نهاية العام أكثر هدوءا واستقراراً مع إعادة الأسواق ترتيب أوراقها، وتزايد التوقعات بدخول الاقتصاد العالمي في موجة ركود مطلع العام الجديد.

تراجعات مستمرة في أسعار السلع

وفي تعاملات نهاية ديسمبر الجاري شهدت أسعار قائمة من السلع الرئيسية تراجعا في بعضها، واستقرارا في البعض الآخر، في ظل ترقب الأسواق لما سيشهده عام 2023 من أحداث.

على رأس قائمة السلع التي شهدت تراجعا جاء القمح، فبعد ارتفاعات قياسية في مارس الماضي، نتيجة الأزمة الأوكرانية، إذ شهدت الأسعار تراجعا بعد إبرام اتفاق روسي أوكراني برعاية الأمم المتحدة لفتح ممر آمن للحبوب، ما أسهم في زيادة المعروض.

وفي تعاملات الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، تراجعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو نحو 7.2 دولار للبوشل 27 كيلو تقريبا، لتقترب من أدنى مستوى لها في 14 شهرًا عند 7.05 دولارات في السادس من ديسمبر.

وسجلت أسعار القمح أعلى مستوى على الإطلاق عند 13.50 دولار في مارس الماضي مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية.

وبحسب منصة «تريدينج إيكونوميكس» من المتوقع تداول القمح عند 7.26 دولار أمريكي للبوشل بنهاية هذا الربع، وأن يتم تداوله عند 6.48 في غضون 12 شهرًا.  

وفي قطاع المعادن كانت أسعار النحاس في العقود الآجلة متراجعة في تعاملات نهاية 2022، عند 3.8 دولار للرطل (450 جرام)، مسجلة انخفاضًا بنسبة 15% في العام، بعدما وصلت أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5.02 دولار في مارس الماضي.

الأمر ذاته ينطبق على العقود الآجلة لحديد التسليح، التي أنهت تعاملات نهاية العام بانخفاض أكثر من 12% عند 4000 يوان صيني للطن.

كذلك شملت التراجعات عقود قهوة أرابيكا الآجلة التي سجلت نحو 1.6 دولار للرطل، وهو رقم ليس بعيدًا عن أدنى مستوى في 16 شهرًا عند 1.5 دولار الذي شهدته الأسواق في 18 نوفمبر.

كذلك تم تداول عقود فول الصويا الآجلة بحوالي 14.7 دولار للبوشل، لتسجل تراجعا واضحا، بعدما خففت توقعات هطول الأمطار في أمريكا الجنوبية مخاوف العرض بينما عوضت مخاوف الركود العالمي التفاؤل بشأن الطلب الصيني.