خلال فعاليات المُلتقى العلمي الثاني “مؤرخو القبط في القرن العشرين” الذي أقيم بمقر جمعية جامعة المحبة بالظاهر وذلك بالتعاون مع معهد تاريخ الكنيسة بالمعادي. قام أ. اسحاق ابراهيم الباقوشي بتقديم محاضرة عن “المؤرخ كامل صالح نخله وجانب من اعماله” 

وقد بدأ المحاضرة بتقديم لمحة عن حياة المؤرخ كامل الذي ولد في 1 أبريل ١٨٨٣ بالإسكندرية، ونشأ محباً لتاريخها إلى أبعد حد وذلك ليس لما ورثه من جده وأبيه وعمه فقط بل لأنه تشرب وتهذب بكل ما في الكنيسة من علوم ومعارف ولذا لم يكف قلمه عن الكتابة، وتزوج من ابنة خاله السيدة عايدة ميلاد ملطي، وتنيح في ١٤ مارس ١٩٥٧م. 

وذكر أنه يعتبر من مؤرخي الكنيسة القبطية الثقاة في العصر الحديث، وصاحب منهج في تحقيق المخطوطات، والتي نشر منها الكثير في العديد من المجلات القبطية في عصره، وفقرات عديدة بل نصوص كثيرة في كتاباته، وترجم كثير من الكتب التاريخية من الفرنسية وبعضا من القبطية.

وأوضح أن إثنين من الكتاب قد كتبوا مقالاً مطولاً عن حياة المؤرخ الراحل وبعضاً من أعماله هم: الدكتور أيوب فرج فريج (مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية نهضة الكنائس). والشماس واصف عبده (عضو مؤسس مجلس إدارة الجمعية ومحقق للعديد من المخطوطات) 

– وذكر أن الأستاذ كامل صالح نخلة ينتسب إلى عائلة المرحوم المعلم نخله إبراهيم كاتب يد السيد محمد شريف باشا الكبير، فهو نجل صالح نخله وابن أخ إبراهيم نخله اللذين كان لهما اليد في تصقيع وتوسيع دائرة أوقاف الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وقد عاصر هؤلاء الأراخنة البابوات كيرلس الرابع البطريرك (۱۱۰) والبابا ديمتريوس الثاني البطريرك (۱۱۱) والبابا كيرلس الخامس البطريرك (۱۱۲)
– ولد كامل صالح في عمارة الأوقاف الكائنة بجوار الكنيسة المرقسية بالإسكندرية في أبريل سنة ۱۸۸۳ وكانت والدته سليلة الأرخن القديس المعلم ملطى ميلاد من “رجال الجهادية في عهد محمد على”.

وقد كان منزله العامر ندوة تاريخية يقصدها طلاب الحقائق، والعلماء فيجدون فيه ضالتهم المنشودة، من علم غزير واختبار واسع .

ثم ذكر أ. إسحاق بعض المحطات الهامة في حياة المؤرخ كامل وجانب من اعماله وذلك على النحو التالي:

أصبح “عضو لجنة المكتبة البطريركية”

جاء في مجلة سيبون أن قداسة البابا يوساب الثاني شكل لجنة من أراخنة الشعب وعلى رأسهم لجنة التاريخ القبطي وذلك ليتولوا تنسيق المكتبة والعمل على نشر كنوزها التاريخية والدينية والطقسية على الشعب القبطي وتنشيطا لحركة الثقافة الدينية بين أبناء الكنيسة القبطية .

كان “عضو بجامعة المحبة”

ورد عنه عضويته في جامعة المحبة والتي نشرت نتيجة انتخاباتها في مجلة «صهيون». وجاءت كالاتي:

“وفي ١٢ منه عقدت جامعة المحبة جمعية عمومية لانتخاب مجلس إدارتها فاسفرت النتيجة عن فرز حضرات الأراخنة الخواجا حنا نسيم والخواجا غبريال نسيم والافندية سعد خليل، وسعد سلمان، وهنرى غطاس المعصراني، وواصف عبده، وكامل صالح نخله، وكامل حنا نسيم، وحنا مرقس المحامي، وتكلا رزق، وفؤاد باسیلی و جورجی سيلمان وصهيون تتمنى للجامعة كل رقي ونجاح على أيديهم.

“منهجه في تحقيق ونشر نصوص من المخطوطات القبطية والعربية”

لقد سبقه في تحديد ووضع منهج لتحقيق المخطوطات في الكنيسة القبطية الأب القمص فيلوثاؤس إبراهيم بغدادي صالح الطنطاوي والذي سار على نهجه العلامة جرجس فيلوثاؤس. عوض (نسيبه)، وهو الإصلاح النادر للنصوص. العربية وترك أسلوب صياغتها كما هي، وعدم خروجها عن السياق الذي وضعه به المؤلف أو الأمر الذي قصده الكاتب حيث جاء في كتابه سلسلة تاريخ البطاركة الحلقة الأولى يشرح ذلك.

نياحته:

انتقلت أخته السيدة “جميلة صالح نخلة في يناير ١٩٥٧م ونشر نعيا في مجلة نهضة الكنائس في عدد فبراير ١٩٥٧م، ثم تنيح أخوه “موسى صالح نخلة” في فبراير، ونشر نعيه في عدد فبراير ١٩٥٧م، مما كان لنياحتهما عظيم الأثر في نفسه، وتنيح هو في مارس، ولقد نعته مجلة “نهضة الكنائس في عددها الصادر في أبريل ١٩٥٧م تحت عنوان “الأستاذ كامل صالح نخلة في ذمة الله بقلم الشماس ميخائيل كامل عبد السيد بما يلي :
– تنيح الشماس التقي كامل صالح نخلة، والارخن الجليل حجة التاريخ القبطى” الأستاذ كامل صالح نخلة”، وكان العامل الأول في نشر ثقافة تاريخ الكنيسة، وكان مفتي الكنيسة في الشئون التاريخية والتقاليد المتبعة يلجأ إلى علمه المجمع المقدس، والأخبار، والدوائر العلمية. وكان موضع ثقة الجميع في تاريخ الكنيسة القبطية.

وف ختام المحاضرة تم فتح باب المناقشة وإستقبال الأسئلة حول موضوع المحاضرة.