باحث مصري يكشف خيارات الجحيم المحتملة وسيناريوهات الرعب القادمة


قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، مصطفى السعيد، إنه مع صعود نتنياهو إلى سدة رئاسة وزراء إسرائيل بحكومة من أقصى اليمين المتطرف، فإن المنطقة تدخل منعطفا جديدا أكثر خطورة.

وقال: "ومع صعود نتنياهو إلى سدة رئاسة وزراء إسرائيل، ومعه حكومة من أقصى اليمين المتطرف، وإعلانه أن توجيه ضربة لإيران ومنعها من إنتاج سلاح نووي على رأس أولوياته، إلى جانب تصعيد موجات الإستيطان في الضفة والجولان، فإن المنطقة تدخل منعطفا جديدا أكثر خطورة من أي وقت مضى".

وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك وعلى رأسها: "فشل الإحتجاجات الداخلية في إيران في إسقاط النظام، وهو ما كانت تراهن عليه الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما في القضاء على "التهديد الإيراني"، رغم ما تم حشده من دعم قوي ومتنوع لتلك الإحتجاجات، وبتراجع سقوط إيران من الداخل، فإن خيار توجيه ضربة عسكرية أصبح الأمل الأقرب لواشنطن وتل أبيب في منع إيران من إنتاج قنبلة نووية، بعد أن رفعت إيران مستوى التخصيب، وضاعفت مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، إلى جانب منع إيران منظمة الطاقة الذرية من التفتيش الدوري على المنشآت النووية، للتحقق من سليمية برنامجها، والسبب الثالث هو التكوين الأشد تطرفا لحكومة يمينية في تاريخ إسرائيل، ومنح الأحزاب الدينية مواقع وزارية هامة، وإشراكها في القرارات العسكرية والأمنية، وإتهام إيران بأنها تدعم وتشجع العمليات الفلسطينية في الضفة وغزة، والتي اتسعت رقعتها وزادت وتيرتها في العام الماضي، لتصبح تهديدا خطيرا لإسرائيل، يجعلها أكثر إستعدادا لخطوات عنيفة ومتهورة".

وتابع: "رغم الفتور بين نتنياهو والرئيس الأمريكي بايدن، إلا أنهما يتفقان على مواجهة إيران، فالولايات المتحدة تتهمها دوما بأنها زودت روسيا بطائرات مسيرة، شاركت في الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية، وأحدثت فيها دمارا كبيرا، ورغم نفي إيران وروسيا لتلك الإتهامات، ومطالبتهما مرارا بتقديم أدلة، إلا أن تمسك الولايات المتحدة بوضع إيران كشريك لروسيا يجعل منها خصما رئيسيا وخطرا عاجلا مثل روسيا".

وأضاف: "أما السبب الإضافي الآخر والأهم أن إحتواء روسيا من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لا يمكن أن يتحقق إلا بالتخلص من الدور الإيراني الذي يشكل حماية للخاصرة الروسية الرخوة في جنوب روسيا، ويعرقل إختراق دول القوقاز في وسط آسيا، الغنية بالغاز والنفط، والتي يمكن أن تعيد إحياء خط غاز "نابوكو"، الذي كان قد تم إبرام إتفاقية إنشائه عام 2009، ليمد أوروبا بالغاز من بحر قزوين عبر أذربيجان وتركيا إلى أوروبا، لكن روسيا تمكنت من إفشال الإتفاق بالضغط على البلدان المشاركة، وشراء جزء من حصصها، لكن أهمية عودة الخط زادت كثيرا بعد توقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا، وتململ دول الإتحاد الأوروبي من استمرار الأزمة الأوكرانية، مع إرتفاع معدلات التضخم بصورة خطيرة، ومنها ألمانيا التي بلغ فيها التضخم أعلى مستوياته منذ أكثر من 70 عاما، وتخشى الولايات المتحدة من إنقلاب أوربي على الإستمرار في دعم أوكرانيا، وتحقق روسيا شروطها، وتهتز مكانة الولايات المتحدة، وتفقد موقعها كحامي للغرب".
وواصل الحديث قائلا: " لهذا فإن الأمر يبدو أخطر من أي وقت مضى، والمخاطرة قد يكون لها ما يكفي من الدوافع والمبررات، وتستشعر إيران أن الأمر بات وشيكا، لهذا تبدي رغبة في عودة المفاوضات حول الإتفاق النووي من جديد، لكن دون تقديم تنازلات، إلى جانب التلويح بقدراتها الصاروخية والعسكرية التي يمكن أن تشعل النار في كل المنطقة، من اليمن وحتى شمال سوريا مرورا بإسرائيل ودول الخليج، التي إتهمت إيران بعضها بالضلوع في إثارة الإحتجاجات، ولم تلوح فقط باستعمال القوة، بل ضربت مناطق في كردستان العراق، قالت إنها كانت مراكز للهجمات والتسلل وإدارة الإحتجاجات وتسلل المسلحين".

وتابع: "هناك سبب لا يقل أهمية، وهو أن روسيا بدأت معركة الشتاء في أوكرانيا، ويصف الرئيس الأوكراني المعارك في دونباس بأنها موجعة وصعبة، وتقول القيادة العسكرية الروسية أنها تحقق تقدما مستمرا وإن كان بطيئا، وتحاول الولايات المتحدة رفع المعنويات في أوكرانيا لمنع إنهيار محتمل إذا إشتدت الضربات الروسية، لكن لا يمكن التيقن من قدرة أوكرانيا على الإحتمال، عندها ستكون الولايات المتحدة في حاجة إلى الرد القوي المتناسب، وإذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" قد خرجت عن حدود الخطوط الحمراء، وأعلن مسؤولون فيها عن إمكانية ضربة، ووصف وزير الخارجية الروسي تلك التصريحات بأنها ستشعل حربا نووية عالمية".

وقال: "أما الخيار الثالث للجحيم المحتمل فهو إشتعال الحرب الكورية، بعد أن تحولت المناورات العسكرية المتبادلة إلى إستفزازات خشنة، قد تطلق شرارة الجحيم الأولى، خاصة بعد إعلان كوريا الجنوبية أنها سترد بالنار مباشرة على خرق كوريا الشمالية لمجالها الجوي دون النظر إلى إحتمال إندلاع حرب نووية".

القاهرة - ناصر حاتم

المصدر: RT

تاريخ الخبر: 2022-12-31 21:17:07
المصدر: RT Arabic - روسيا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 81%
الأهمية: 96%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية