خلال هذا العام.. طالب الرئيس الأميركي بإعدام نائبه


خلال العام 1807، كانت مدينة ريتشموند (Richmond)، بولاية فرجينيا الأميركية، مسرحا لواحدة من أغرب المحاكمات بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية. فبعد واقعة قتله للسياسي والوزير السابق ألكسندر هاميلتون عام 1804، اتهم آرون بور (Aaron Burr)، نائب الرئيس الأميركي توماس جيفرسون سابقا، بالخيانة بسبب سعيه لإنشاء دولة أخرى بجوار الأراضي الأميركية.

فشل سياسي ومؤامرة

وتعود أصول مؤامرة آرون بور للعام 1804. فبعد تراجع شعبيته لدى الحزبين الجمهوري – الديموقراطي والفيدرالي وتخلي توماس جيفرسون عنه وفضيحة قتله لألكسندر هاميلتون، وجد آرون بور نفسه خارج الحياة السياسية الأميركية. وبحثا عن القوة والسلطة، وضع آرون بور خطة سعى من خلالها لإنشاء دولة بأراضي لويزيانا، التي اشتراها الأميركيون من نابليون بونابرت عام 1803، والمناطق الواقعة غرب جبال الأبلاش.

وخلال نفس الفترة، راسل آرون بور وزير الخارجية البريطاني أنطوني ميري (Anthony Merry) عارضا بذلك خدماته على الحكومة البريطانية. وبرسالته، أكد بور على إمكانية انتزاع جانب هام من أراضي الولايات المتحدة الأميركية عن طريق إعلان المناطق الواقعة ما بين الأطلسي وجبال الأبلاش دولة مستقلة.

إلى ذلك، عمدت السلطات البريطانية لتجاهل عرض آرون بور. وأمام هذا الوضع، اتجه النائب السابق للرئيس الأميركي للقيام بجولة بأراضي الغرب الأميركي متنقلا بين نهري أوهايو (Ohio) والمسيسيبي (Mississipi). وهنالك، حاول آرون بور جمع أكبر عدد من المؤيدين لفكرة إعلان قيام دولة منفصلة عن الولايات المتحدة الأميركية.

وقد وجد بور ضالته في العديد من الأثرياء الطامعين بالتوسع على حساب المكسيك كما لقي تأييدا من الجنرال جيمس ويلكنسون (James Wilkinson) الذي امتلك عددا كبيرا من القوات تحت إمرته وتميز بتخابره مع الإسبان.

خيانة واعدام

خلال العام 1805، انتشرت إشاعات بعدد من المدن الأميركية حول طموحات آرون بور. بعلى حسب المعلومات القادمة من الغرب الأميركي، تحدث البعض عن سعي آرون بور لإنشاء حزب ثوري يقود البلاد. وفي المقابل، تحدث آخرون عن استعداد آرون لغزو المكسيك بمساعدة بريطانية.

خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1806، عرض آرون بور خطته على الجنرال ويلكنسون. ومع اطلاعه عليها، تأكد ويلكنسون من فشلها. ولهذا السبب، لم يتردد الجنرال الأميركي في مراسلة الرئيس توماس جيفرسون لتحذيره من تحركات آرون بور على الجهة الغربية من البلاد.

أثناء توجهه نحو نيو أورليان مطلع العام 1807، علم آرون بور، عن طريق عدد من مساعديه، بخيانة الجنرال ويلكنسون وصدور أمر اعتقاله من قبل الرئيس جيفرسون. وأثناء سعيه للهروب، اعتقل النائب السابق للرئيس الأميركي بولاية ألاباما قبل أن ينقل فيما بعد نحو فيرجينا ليمثل أمام المحكمة.

أثناء المحاكمة، طالب الرئيس الأميركي توماس جيفرسون بتوجيه تهمة الخيانة لنائبه السابق بور وإعدامه. إلى ذلك، استبسل آرون بور، رفقة محاميه، في الدفاع عن نفسه مؤكدا على عدم وجود نصوص واضحة حول مفهوم الخيانة بالقانون الأميركي. أيضا، تحدث بور عن تزوير ويلكنسون للحقائق برسالته للرئيس الأميركي وتهويله للأحداث بغرب البلاد مؤكدا على سعيه لتعمير وإرسال مستوطنين جدد نحو لويزيانا.

عقب أشهر تتالت خلالها الجلسات، أصدرت المحكمة حكما بتبرئة آرون بور من تهمة الخيانة وإطلاق سراحه.
على الرغم من تبرئته من تهمة الخيانة، تحول آرون بور لأحد أكثر الأشخاص المكروهين بالولايات المتحدة الأميركية. وبسبب ذلك، انتقل الأخير للعيش بأوروبا قبل أن يعود مجددا للأراضي الأميركية عام 1812 ويفارق الحياة بها بحلول العام 1836.

تاريخ الخبر: 2023-01-04 09:18:12
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 78%
الأهمية: 95%

آخر الأخبار حول العالم

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية