القس بافلي نصري: الميلاد رسالة سلام


  
في ذكري ميلاد السيد المسيح نذكر معاني كثيرة يعوزنا الوقت أن نذكرها، ولكننا نذكر في يوم ميلاده ظهور مجموعة من الملائكة، وهي تنشد قائلة “المجد لله في الاعالي، وعلي الارض السلام وبالناس المسرة”(لو2 :14 ). أي أن الملائكة بشروا بالسلام علي الارض، وبالفرح في قلوب الناس، وظلت أنشودة السلام والفرح أغنية للأجيال، بل وحلم البشرية في كل موضع، ولقد جاء المسيح ينشر السلام علي الارض.
جاء ينشر سلاماً بين الله والناس، وسلاماً بين الناس بعضهم وبعض، وسلاماً داخلياً في أعماق قلب كل واحد، وقال لتلاميذه: “سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم”(يو14 :27). وعندما أرسل تلاميذه لنشر الايمان قال لهم:” أي بيت دخلتموه فقولوا أولاً: سلام لهذا البيت” (لو10 : 5).
وصارت عبارة السلام هي التحية التي يتبادلها الناس حينما يتلاقون أو حينما يتراسلون، بل صارت الشهوة التي يشتهيها كل شخص، وكل بيت، وكل شعب…أن يحيا في سلام..وإننا نصلي دائماً في تسابيحنا ونقول :”يا ملك السلام أعطنا سلامك قرر لنا سلامك” والسلام الذي يمنحه الله “يفوق كل عقل”(في 4 :7 ).
ولقد جاء السيد المسيح أولاً، ليوجد سلاماً بين الله والبشر… جاء ليعقد صلحاً بين السماء والارض … لان الخطية هي خصومة من الانسان لله.. قال القديس بولس الرسول:”نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كو 5: 20). والذي يصطلح مع الله، ويمتلئ قلبه بالحب، ويخلو داخله من كل عداوة وخصومة.. ومن كل غضب وسخط علي غيره… حينئذ سيعيش في سلام مع الكل وحتي إن عاداه أحد، لا يعاديه هو..
الله يريد السلام علي الارض، وقد وضع السلام كقاعدة يعيش بها الناس. والعجيب أن السيد المسيح الذي جاء لينشر السلام.. في مولده تآمر هيرودس الملك علي قتله، وقتل كل أطفال بيت لحم لعله يكون بينهم، ولكنه عاش وجاء الي مصر يعيش في أمنها، ثم بدأ السيد المسيح ينشر رسالته، فقال في الموعظه علي الجبل التي تعتبر دستور المسيحية ” طوبي لصانعي السلام، لانهم أبناء الله يدعون”(مت5 :9). وهكذا علمنا الانجيل هذه العبارة الجميلة” إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس”(رو12 :18). وتسمي الله بعبارة” رئيس السلام، وملك السلام”.
والسلام الذي قصده السيد المسيح، ليس هو علاقات شكلية، أو شعارات أو الفاظ يتحدث بها الناس، إنما السلام الحقيقي هو تعبير عن الحب، ونتيجة طبيعية للمودة القلبية.
لذلك نقول أن السلام الذي دعا إليه السيد المسيح هو السلام الداخلي الذي يملأ القلب من الداخل، فيصبح قلباً مملوءاً بالهدوء والاطمئنان مؤمناً برعاية الله وعنايته. لا تعكره الاخبار ولا الاحداث ولا أية أسباب خارجية .. قلباً بعيداً عن القلق والاضطراب والانزعاج والخوف.
ونحن نصلي من أجل السلام في بداية هذا العام الجديد، نذكر العالم بما فيه من اضطرابات كثيرة لذلك نصلي من أجل سلام العالم كله ، ومن أجل المُصالحة في كل مكان ومن أجل أن يرجع الهدوء الي البلاد المتقاتلة، بدلاً من الحروب والنزاعات والخصومات.
ونطلب من أجل كل المشاكل الاقتصادية التي توجد في بلادنا ونصلي من أجل السلام والحب أن ينتشر في كل موضع.
وليكن السلام بيننا باستمرار، نطلب من أجل بلادنا الحبيبة مصر ومن أجل سلامها وسلامتها . وليكن هذا العام عاماً مباركاً علي الجميع. أمين

تاريخ الخبر: 2023-01-06 09:22:12
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية