«ابن نكتة ورفض السيارة من أجل عيون الحنطور».. حكايات زكريا أحمد

خرج الموسيقار زكريا أحمد من عباءة الشيوخ، كما فعل يوسف المنيلاوي وأبوالعلا محمد وسيد درويش ومحمد القصبجي وغيرهم، وأصبح له صيت كبير في عالم الأغنية المصرية، وكانت له بصمته الواضحة في هذا الأمر، ولكن كيف تم الأمر؟

في باريس

كان يلبس جبته الزاهية وعمامته البيضاء حتى شاء القدر أن يسافر إلى باريس، كان سيغني ويمثل في أحد الأفلام المصرية، في ذلك الوقت كانت الاستوديوهات المصرية غير مكتملة كل عناصر الفيلم، وكان لا بد من التصوير لبعض المراحل في الخارج، وهناك وفي باريس خلع زكريا أحمد العمامة ولبس البدلة الأنيقة وحتى بعد عودته كان لا يزال يحتفظ بالاسم، الشيخ زكريا أحمد.

ابن نكتة

يحكى عن زكريا أحمد أنه كان رجلًا ضاحكًا سريع البديهة وله طرق في سرد النكات، وكما يقول صالح جودت في مقال له بمجلة الكواكب: "قد يروي لك نكتة معروفة، لكنه يرويها بطريقته الخاصة فتصبح جديدة تمامًا، وكأنها فريدة وقد يرويها عشرين مرة وسوف يخيل إليك أنها جديدة في العشرين مرة، وكأنك لم تسمع بها من قبل".

القصيدة والموال

كان زكريا أحمد فنانًا متعدد المواهب، يغني الطقطوقة، ويغني المونولوج، ويركن للقصيدة الصوفية، ثم يعرج على الموال البلدي، يغني القديم والجديد، وبالرغم من أن صوته معروف بأنه غير جميل لكنه حين يغني لأم كلثوم فكأنه يستعير بعضًا من صوتها، فهو مبتكر اللحن ويؤديه بشكل جميل.

رأيه في الفن

يقول زكريا أحمد في مقال له بالكواكب: "كنت منذ ثلاثين عامًا وأنا خارج على طاعة والدي بعد أن هربت من كل المدارس التي ألحقني بها، كنت أكد وأكدح في سبيل قوت يومي، وألحن التواشيح وأغني في الحفلات والموالد لقاء قروش قليلة، ولم تمض علىّ أعوام قليلة حتى تجاوز دخلي مئات الجنيهات ولم أحاول حتى أن أقتني سيارة فورد لسبب بسيط هو أن الحنطور وقتها كان "كاديلاك الزمن"، وبالطبع لم أعدم الحاقدين ينقمون على، وأقول إلى هؤلاء الناقمين إن الفنان ليس من قال كان أبي، ولكن من قال إنتاجه ها أنا ذا، وأنا أتمنى لفناني هذا الجيل الجديد كل نعمة وثراء ما دمت على طريق الفن الصحيح".