خلال الفترة الأخيرة حظيت تركيا بصدىً إيجابي في جنوب إفريقيا، ما انعكس بوضوح على النشاط السياحي الذي شهد تقدماً كبيراً بين البلدين.

هذا ما قالته السفيرة التركية لدى جنوب إفريقيا عائشة غول قانداش في حديث إلى الأناضول، لافتةً إلى ضرورة أن تولي أنقرة أهمية أكبر لعلاقاتها مع هذا البلد على مختلف الأصعدة بما فيها التجارية والسياحية.

تلبّي التطلعات

في حديثها لفتت قانداش إلى أن النساء يحظين بنصيب مهمّ في إدارة جنوب إفريقيا، فأكثر من نصف أعضاء البرلمان ونصف تشكيلة حكومتها من النساء، فضلاً عن تسلم عدد منهنّ منصب المدير التنفيذي في كثير من الشركات.

هذا الواقع جعلها لا تعاني أي مشكلات في ممارسة أنشطتها كسفيرة امرأة في جنوب إفريقيا.

وقالت: "بصفتي سفيرة امرأة، لا تواجهني مشكلات في ممارسة أنشطتي، لكن علينا أن نأخذ في الاعتبار أن 11 قبيلة وأكثر من 11 لغة في جنوب إفريقيا".

وفي هذا المجال أوضحت قانداش أنه "قد تكون اختلافات بسبب البيئات والثقافات العائلية، فليس لدينا معلومات واضحة للغاية عن حضور المرأة في عالم الأعمال بالمناطق الريفية".

وذكرت أن المناطق الريفية في جنوب إفريقيا تعاني معدلات بطالة وفقر مرتفعة للغاية.

وبرأي قانداش تلبّي جنوب إفريقيا كل التطلعات من حيث "جمال الطبيعة والتنوّع الثقافي وأسلوب العمل، فهي "البلد الأكثر راحة وملاءمة للعيش في القارة السمراء"، رغم أن "المشكلة الخطيرة الوحيدة هي الأمن"، وفق كلامها.

صدى إيجابي تركي

تقول قانداش إنه يوجد "صدى إيجابي للغاية حول تركيا في جنوب إفريقيا"، لافتة إلى أن "النشاط السياحي بين البلدين شهد مستويات قياسية".

وبيّنت أن "عدد السياح من الجانبين بلغ نحو 90 ألفاً خلال عام 2022".

وتابعت: "الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين تعزّز العلاقات أيضاً، كانت مهمةً مشاركةُ وزيرة الخارجية ناليدي باندور في منتدى أنطاليا للدبلوماسية" جنوب تركيا، الذي جمع عدداً من رؤساء الدول والوزراء والدبلوماسيين والشخصيات البارزة في عالم الأعمال.

وكشفت أن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو سيزور جنوب إفريقيا تلبية لدعوة وجّهتها إليه باندور، وقالت إن "هذه الزيارة ستدفع العلاقات قُدماً بين البلدين".

نحو وجود أكثر فاعلية..

شددت السفيرة التركية على ضرورة أن تولي أنقرة أهمية أكبر لإفريقيا جنوب الصحراء.

وذكرت أن "16 دولة في مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية، وأن جنوب إفريقيا تحاول أن تكون رائدة في القارة الإفريقية والمنطقة".

ورأت أنه "لذلك يمكن أن يكون للشركات التركية وجود أكبر في هذه البلدان، لا سيما في جنوب إفريقيا".

ولفتت إلى أن "الصين غزت الأسواق ببعض منتجاتها في قطاع النسيج"، مؤكدة "ضرورة أن تكون تركيا أكثر ظهوراً وفاعلية في هذه الأسواق".

وبيّنت قانداش أن "المشكلات الناجمة عن الرسوم الجمركية المرتفعة تسبب صعوبات في دخول السوق"، ورغم ذلك دعت العلامات التجارية التركية لدخول سوق جنوب إفريقيا.

واستطردت: "نحن بحاجة ماسة إلى دخول سوق المنسوجات في جنوب إفريقيا وإثبات وجودنا، فمنتجاتنا ذات جودة عالية، كما يمكننا أن نساعد قطاع النسيج في البلاد من خلال آلات النسيج الحديثة التي تفضلها السلطات الجنوب إفريقية".

وهكذا، تابعت قانداش، "يمكنهم تصنيع منتجات أعلى جودة، كما يمكننا توريد الأقمشة، وأعتقد أن افتتاح بعض علاماتنا التجارية لمتاجر هنا سيكون مفيداً".

وذكرت قانداش أن "تركيا لديها استثمارات موجّهة إلى تنمية إفريقيا وجنوب إفريقيا"، مشددة على "ضرورة الاستثمار في مجال البنية التحتية".

ونوّهت بأن "شركات المقاولات التركية نفذت مشاريع مهمة في القارة الإفريقية".

وأضافت: "نعمل بجدٍّ ليكون لهذه الشركات وجود بجنوب إفريقيا، ونواصل العمل للتغلّب على مشكلات فنية في العلاقات الاقتصادية والتجارية".

وختمت قانداش بالقول: "نحن كسفارة أهمّ هدف لنا هو السير بالعلاقات المتميزة بين البلدين في كل مجال وعلى مستوى متعدد الأبعاد".

TRT عربي - وكالات