الحياة أظهرت في سبعة (إن) !
الحياة أظهرت في سبعة (إن) !
الحياة أظهرت عبارة علي قصرها لكنها تحمل الكثير من الحقائق والتدبيرات التي فاضت علي البشرية لما تجسد المسيح وولد من العذراء في ملء الزمان. عن هذا الظهور للحياة تحدث معلمنا يوحنا في الأصحاح الأول من رسالته الأولي في سبع آيات تبدأ كلها بكلمة(إن ) فقال:
الأولي2 فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا(1يو1:2) بشريتنا كانت في الموت لكنها استقبلت الحياة من الله بولادة الابن الكلمة المولود من الآب قبل كل الدهور, ميلاده في الزمن لأجل خلاصنا وإنارتنا من جديد. هذه الحياة هي ربنا يسوع المسيح, شجرة الحياة التي حرمنا منها ولكنه أعطانا لنا في شخصه المبارك وسلمها للكنيسة في سر الإفخارستيا وبه سندخل الأبدية لما نعرفه هو والآب بالروح القدس,معرفة أصيلة حقيقيةهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت ويسوع المسيح الذي أرسلته(يو17:1).
الثانية 5 إن الله نور وليس فيه ظلمة البتة. وهذا تلميح لمسئولياتنا تجاه ظهور الحياة تجسد المسيح, فالله الذي اقترب إلينا واتحد بنا, كيما يقربنا إليه ويوحدنا به خلال الابن, هو نور لايحتمل وجود أي لمحة من لمحات الظلمة,فعلينا معرفة هذه الحقيقة والسعي للسلوك بمقتضاها ببساطة تعني سلوك في التوبة بعيدا عن الخطية التي أغرقت العالم وتغرقه من جديد في الظلمة.
الثالثة 6إن قلنا: إن لنا شركة معه وسكلنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق هذه الحقيقة تفضح من يدعي الشركة مع الله ويحتفظ بالظلمة الخطية والضعف والضلال لست أدري علي من يكذب؟هل يتصور هذا أن الله لا يراه؟ أم أن الله يفرط في قداسته فيعطيها لشخص استباح الشر وأهان الحرية التي ثمنها دم الابن الوحيد؟ معلمنا يوحنا يدعونا إلي الصدق مع النفس ومعرفة عاقبة كذبنا والانصياع للحق.
الرابعة 7 ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور, فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. في المقابل علينا بالسلوك في النور في كل ما هو حق واستقامة وصلاح, الأنشطة الجديدة التي تجمعنا كلنا في شركة ووحدة بروح الله, فننعم بحياة كلها نور وفرح متعلمين من يسوع المسيح نفسه.
النور الذي أظهر لنا وعاش وسلك بيننا معلما إيانا كل ما هو حق وجليل وطاهر ومقدس, أما مشكلة ظلمتنا فحلها عنده, دمه يطهرنا من كل خطية.
الخامسة8 إن قلنا:إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. وهذا ادعاء يضيع حقا, أن يظن إنسان أنه بلا خطية, وينسي تقرير الكتاب أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله(رو3:12) فيغلق بذلك علي نفسه في الظلمة ولا يتقبل النور. إنه الضلال والعمي وطرد الحق من الحياة وتفريغها من مضمونها الحقيقي وبالتالي هذا المسكين يسير إلي هلاك أبدي. فالدعوة له هنا أن يستفيق ويتضع ويقبل الحق.
السادسة 9 إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل, حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. اسمي هذا بالإغراء الرائع تعال يا من تسلك في الظلمة, وأنت يا من تظن أن ليس لك خطية, تعال لتدبير عظيم يخلصك من ضعفك وظلمتك وضلالك, فمن يكتم خطاياها لاينجح يا محبوب (أم28:13) أما من يقر بها ويركها فيرحم تعال للإله الأمين في محبته وخلصتنا رحمته, أما عدله فتحمل ابنه الوحيد كل العقوبة عنا وحولها خلاصا مفرحا لي ولك.
السابعة:10 إن قلنا:إننا لم نخطئ نجعله كاذبا, وكلمته ليست فينا, يبدو أنه كان حوارا ويوحنا الحبيب يكتب رسالته كأن أحدهم يجلس مقابله ويعترض علي كل عبارة يكتبها, وفي الحقيقة يفعلها إبليس مرارا مع كل كارز وخادم يقرر الحق ويكتبه ويعلمه, الاعتراض الآن أنني لم أخطئ أساسا فما الحاجة إلي يسوع؟ ما الحاجة إلي النور والسعي الجهيد الذي تدعونا إليه ونحن لسنا في احتياج لغمك هذا, أليست هذه صديقي نعرة هذه الأيام؟ لسنا بحاجة إلي كل ذلك أنا أعرف طريقي وأدرك كيف أختار وأسلك لست محتاجا لقيادتكم لي, ولا لقيادة روح الله, لا للكنيسة ولا للرعاة ولا للمعلمين والخدام, ولا للكتاب أو تعاليم الدين في مجملها هكذا أقرها وأكدها معلمنا يوحنا لما قال:نجعله(الله) كاذبا وكلمته ليست فينا. يالعار بشريتنا لو فينا من ينادي بهذا ويعيشه جاذبا وراء ضلاله أتباعا عميانا يصدقونه فيخدعهم بالغوايات والشهوات والضلالات فيضحون بالنور والحياة التي أظهرت خصيصا لأمثالهم, ولكن للأسف يرفضونها ويحبون الظلمة.
ختاما صديقي أسالك هل أخذت نصيبك من هذه الحياة والنور؟ إن كنت تعاني من الظلمة بأي نوع, إن كانت خطية أو ضلالا أو جهالة أو كانت تعبا وضيقا وألما وحزنا, فالميلاد يحمل لك بشارة الخلاص من كل ذلك ترجي الرب وانتظره وطالبه بنصيبك من هذا الفرح. وهو واقف بملء يديه ليهبك نوره وفرحه وبره وخلاصه راغبا في ذلك وساعيا إليه أكثر من رغبتك وسعيك أنت, فإنه يحبك وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت في طريق خلاصنا اشتهي أن يجوز فيه حبا بنا. فولد لنا كي يموت ويقوم ويلدنا من جديد أحرارا من كل ظلمة وضلال وموت.
كل عام وعيد وأنت في ملء نعمته وقوته ونوره وفرحه.