الأكوان المتعددة (بالإنجليزية: Multiverse)‏ هي تعبير عن مجموعة افتراضية متكونة من عدة أكوان - بما فيها الكون الخاص بنا - وتشكل معاً الوجود بأكمله. وفكرة الوجود متعدد الأكوان هونتيجة لبعض النظريات الفهمية التي تستنتج في الختام وجوب وجود أكثر من كون واحد، وهوغالباًقد يكون نتيجة لمحاولات تفسير الرياضيات الأساسية في نظرية الكم بفهم الكونيات. والأكوان الكثيرة داخل متعدد الأكوان تسمى أحياناً بالأكوان المتوازية Parallel Universes. والبنية لمتعدد الأكوان، وطبيعة جميع كون وما بداخله، والعلاقة بين هذه الأكوان جميع هذه تعتمد على النظرية المتبعة من بين عدة نظريات.

ونظرية تعدد الأكوان هوفرضية في فهم الكونيات والفيزياء والفلك والفلسفة والمسائل الرياضية والخيال الفهمي واللاهوت. وقد تأخذ الأكوان المتوازية في هذا السياق أسماء أخرى كالأكوان البديلة أوالأكوان الكمية أوالعوالم المتوازية.

مقدمة

إن تلسكوباتنا قادرة على رؤیة ما أقصاه أقل من 14 ملیار سنة ضوئية، لكن ماذا یوجد بعد ذلك،يا ترى؟ نعهد من جميع ما توصل إليه الفهماء بأن الكون نشأ من الانفجار العظيم، لكن ماذا كان هناك قبل ذلك؟ أسئلة حاول الفلاسفة ورجال الدين والمفكرون في مختلف العصور الإجابة علیھا: ماذا یوجد فیما وراء كوننا الذي نراه،يا ترى؟ وكیف اتى الكون،يا ترى؟ ومن أین؟ یعتقد الفهماء أننا الیوم قادرون على إعطاء تفسیرات منطقیة ومتوازنة وبعیدة جميع البعد عن الأفكار التي كانت سائدة في الماضي.

حتى وقت قصیر مضى، كان جميع ما یشغل الفهماء هودراسة الكون بما یحتویه وبما یحكمه من قوانین فيزيائية، وبما وقع بعد الانفجار العظيم قبل 13.8 ملیار عام، أما الآن فقد بدأ الفهم في اقتحام مجال كان حكراً على الفلسفة والأدیان: ماذا كان هناك قبل ولادة الكون ،يا ترى؟ وماذا یوجد خارج نطاق حدوده المعروفة؟

كيف بدأت النظرية؟

في عام 1954، كان هناك مرشح لشهادة الدكتوراه من جامعة برنسيتون اسمه هيوإيفيرت اتى بفكرة جذرية: أنه يوجد أكوان متوازية، بالضبط شبه كوننا. جميع هذه الأكوان على علاقة بنا، في الواقع هي أكوان متفرعة منا، وكوننا متفرع أيضاً من أكوان أخرى.

خلال هذه الأكوان المتوازية، حروبنا لها نهايات مختلفة عن ما نعهد، الأنواع المنقرضة في كوننا تطورت وتكيفت في الأكوان الأخرى، وفي تلك الأكوان من الممكن نحن البشر أصبحنا في عداد الفصائل المنقرضة.

إن طبيعة هذا التفكير يذهل العقل ولحد الآن ما يزال يمكن فهمه. الأفكار العامة عن الأكوان أوالأبعاد المتوازية التي تشبهنا ظهرت في أعمال الخيال الفهمي، لكن لما يقوم فيزيائي شاب ذومستقبل بالمخاطرة بمستقبلهِ المهني عن طريق تقديم نظرية عن الأكوان المتوازية؟

كان إيفريت بتقديم نظريته عن الأكوان المتوازية يحاول الإجابة عن سؤال قاسي متعلق بفيزياء الكم: لما الأجسام الكمية تتصرف بشكل غير منضبط،يا ترى؟ إذا المستوى الكمى هوأصغر ما أكتشف الفهم حتى الآن. دراسة فيزياء الكم بدأت في عام 1900، حينما قدم العالم ماكس بلانك هذا المفهوم لأول مرة على المجتمع الفهمى. دراسات بلانك للإشعاع دفعت نحوبعض الاكتشافات التي تتعارض مع قوانين الفيزياء التقليدية. هذه الاكتشافات اقترحت وجود قوانين مختلفة في هذا الكون، تعمل على المستويات العميقة غير تلك القوانين التي نعهدها.

في المدى القصير، الفيزيائيين الذين قاموا بدراسة مستوى الكم لاحظوا أشياء غريبة عن هذا العالم. أولا ً، الجزيئات الموجودة في هذا المستوى تأخذ أشكالاً مختلفة بشكل اعتباطي. على سبيل المثال، الفهماء لاحظوا حتى الفوتونات (رزم صغيرة من الضوء) تتصرف كجسيمات وكأمواج! حتى الفوتون المفرد يقوم بهذا التناوب في الحالة. تخيل أنك ظاهر وتتصرف كإنسان صلب حينما ينظر إليك صديق، لكن حينما يلتفت إليك ثانية ً تكون تحولت إلى غاز!

عُرف بمبدأ عدم اليقين لهايزنبرج. الفيزيائي "فيرنر هايزنبرج" اقترح أنه بمجرد ملاحظة المادة الكمية، فنحن نؤثر في سلوكها. وبالتالى، فنحن لا يمكن حتى نتأكد تماماً من طبيعة الشئ الكمي ولا صفاتهِ المميزة، مثل السرعة والمسقط.

هذه الفكرة تم دعمها بتفسير كوبنهاغن لميكانيكا الكم. هذا التفسير طرحه الفيزيائي الدنماركى "نيلز بور"، حتى الجسيمات الكمية لا تتواجد على حالة واحدة معينة أوعلى حالة أخرى، لكن في جميع هذه الحالات المحتملة في نفس الوقت. إجمالي مجموع الحالات للشئ الكمى يسمى بدالة الموجة wave function. وحالة الشئ الموجود في جميع حالاته الممكنة في نفس الوقت، تسمى بالوضع الفائق superposition.

طبقا لبور، حينما نقوم بملاحظة شيء كمي، فنحن نؤثر في سلوكه. الملاحظة تقوم بكسر حالة الوضع الفائق للشئ وتجبره على اختيار حالة واحدة من دالة الموجة الخاصة به. تفسر هذه النظرية لما يحصل الفيزيائيين على قياسات متضاربة من نفس الشئ الكمي: فالشيء الكمي يختار حالات مختلفة أثناء عمليات القياس المتتالية.

تم قبول تفسير بور على نطاق واسع، واحتفظ بقبول غالبية مجتمع فهماء الكم. ولكن بعد حين، أخذت نظرية العوالم المتعددة لإيفريت بعض الاهتمام الجدي.

متعدد الأكوان في نظرية العوالم المتعددة

Many worlds theory

هيوإيفيرت الشاب اتفق مع ما اقترحه الفيزيائي القدير نيلز بور عن عالم الكم. هووافق على فكرة الوضع الفائق وأيضاً فكرة دالة الموجة. لكن إيفيرت اختلف مع بور في نقطة حيوية أخرى.

بالنسبة لإيفريت، فقياس الشئ الكمى لا يجبره على اتخاذ حالة معينة أوأخرى. وبدلا ً من ذلك، فقياس الشئ الكمى يسبب تفرع حقيقى في الكون. فالكون تم نسخه تماماً إلى كونين، وكل واحد من الكونين يمثل نتيجة محتملة للقياس. على سبيل المثال، فرضا حتى دالة الموجة لشئ ما هي كلا ً من جسيم وموجة. حينما يقوم الفيزيائي بقياس هذا الشئ، فهناك نتيجتين محتملتين: إما حتى يلاحظ هذا الشئ كجسيم أوكموجة.

حينما يقوم الفيزيائي بملاحظة الشئ، ينقسم الكون إلى كونين اثنين لتلبية كلا ً من الاحتمالين. وعلى ذلك، فالعالم الفيزيائي في أحد الكونين عثر حتى الشئ تم قياسه على أنه موجة. أما العالم الفيزيائي المشابة في الكون الآخر فقد قاس الشئ على أنه جسيم. وهذا أيضاً يفسر لما يتم قياس الشئ الواحد على أكثر من حالة.

هذا الفارق، هوما يجعل نظرية العوالم المتعددة لإيفريت منافسة لتفسير كوبنهاغن، كتفسيرين لميكانيكا الكم.

على قدر الإثارة التي قد تبدوعليها، فنظرية العوالم المتعددة لإيفريت لها معانٍ ضمنية بعد المستوى الكمى. فلوهناك وقع له أكثر من نتيجة محتملة، إذن - لونظرية إيفيرت سليمة- الكون سيتفرع حينما يتم هذا الحدث. وهذا يحدث حقيقة ً حتى لواختار الفرد حتى لا يقوم بأي عمل.

وهذا يعنى أنك لوتعرضت لموقفقد يكون فيه الموت نتيجة محتملة، إذن ففى كون موازٍ لنا، أنت ميت. هذا مجردُ سبب واحد يجعل البعض يشعر بالانزعاج تجاه نظرية العوالم المتعددة.

الوجه الآخر المزعج أيضاً في تفسير العوالم المتوازية أنه يهدم مفهومنا الخطى عن الزمن. تخيّل أنّ خطَّ الزمن يعرض تاريخ حرب فيتنام. فبدلا ً من خط زمنى مستقيم يعرض أحداث جديرة بالملاحظة تتقدم للأمام، فخط الزمن حسب نظرية العوالم المتعددة يتفرع ليعرض جميع نتيجة محتملة لكل وقع تم. ومن هنا، جميع نتيجة محتملة لحدث تم، ستؤرخ.

لكن الشخص لا يستطيع حتىقد يكون مدرك لتوائمه الآخرين - أوحتى موته شخصياً- الموجودة في أكوان موازية. إذن كيف من الممكن أن نستطيع حتى نعهد حتى نظرية العوالم المتعددة سليمة،يا ترى؟ التأكيد على حتى هذه النظرية ممكنة نظرياً، وقع في التسعينيات عن طريق تجربة فكرية thought experiment (تجربة متخيلة تستخدم لإثبات أوتفنيد فكرة ما نظرياً) اسمها الانتحار الكمى quantum-suicide.

هذه التجربة الفكرية جددت الاهتمام بنظرية إيفيرت. التي اعتبرت هراء ً لسنوات عديدة. ومنذ حتى تم إثبات إمكانية العوالم المتعددة، توجه الفيزيائيين والرياضيين إلى البحث في المعانى الضمنية للنظرية في العمق. لكن نظرية العوالم المتعددة ليس النظرية الوحيدة التي ترغب حتى تشرح الكون. وأيضاً ليست الوحيدة التي تقترح وجود أكوان موازية لنا. وفي الجزء التالي سنقرأ معاً عن نظرية الأوتار string theory وأيضا يمكن ان نجد اشباه لنا في الأكوان الموازية.

متعدد الأكوان في نظرية الأوتار.

String theory

نظرية العوالم المتعددة وتفسير كوبنهاغن ليسوا المتنافسين الوحيدين في محاولة شرح المستوى الأولى من الكون. في الحقيقة، حتى ميكانيكا الكم ليست المجال الوحيد في الفيزياء الذي يبحث عن مثل هذه الشرح. النظريات التي ظهرت من دراسة الفيزياء تحت الذرية ما زالت نظريات. وتسبب هذا في حتى مجال الدراسة انقسم بكثرة بنفس طريقة عالم فهم النفس. النظريات لها مؤيدين ونقاد، مثل ما يحدث في أطر فهم النفس المقدمة من كارل يونغ وألبرت إليس وسيجموند فرويد. لقد انشغل الفيزيائيين بعد تطور العلوم بعكس هندسة الكون reverse engineering، ودرسوا ماذا يمكن حتى يلاحظوا وعملوا من الخلف تجاه مستويات أصغر وأصغر في العالم الفيزيائي. ويحاول الفيزيائيون بذلك حتى يصلوا للمستوى النهائي والأكثر أولية. وهوالمستوى، الذي يأمل الفيزيائيين حتى يساعدهم على تأسيس فهم جميع شيء آخر.

بعد نظريته الشهيرة عن النسبية، قضى ألبرت أينشتين بقية حياته باحثاً عن المستوى النهائي الذي سيجيب على جميع الأسئلة الفيزيائية. أشار الفيزيائيون إلى هذه النظرية الشبحية باسم نظرية جميع شيء Theory of Everything. فيزيائيوالكم يعتقدون أنهم على طريق اكتشاف هذه النظرية النهائية. لكن مجال آخر من الفيزياء يعتقد حتى المستوى الكمى ليس هوالمستوى الأصغر، ولذلك هولا يمكن حتى يمدنا بنظرية جميع شيء. بدلا ً من ذلك، تحول هؤلاء الفيزيائيون إلى مستوى نظرى تحت الكم، يسمى نظرية الأوتار، من أجل الإجابة على جميع ما في الحياة. الشئ المدهش حتى هؤلاء الفيزيائيون خلال أبحاثهم النظرية أيضاً استنتجوا - مثل إيفيرت- وجود الأكوان المتوازية!

نظرية الأوتار أنشئت بواسطة الفيزيائي اليابانى-الأمريكي ميشيوكاكو. نظريته تقول حتى كتل البناء الأساسية لكل المواد وأيضاً لكل القوى الفيزيائية في الكون - مثل الجاذبية- موجودة في مستوى تحت الكم. هذه الكتل البنائية تشبه أربطة مطاطية صغيرة جداً - أوأوتار- وهي التي تصنع الكواركات (جسيمات كمية)، وتباعاً الإلكترونات، والذرات، والخلايا إلى غير ذلك. ويتحدد بالضبط أي نوع من المادة ينتج بواسطة الأوتار وكذلك سلوك هذه المادة، حسب تذبذب هذه الأوتار. وتتذبذب الأوتار فتؤدي إلى نشوء القوى المتنوعة الحاكمة للكون. بهذه الطريقة فإن كوننا بأحدثه تعبير عن عزف موسيقى. ووفقاً لنظرية الأوتار فهذا العزف يحدث عبر 11 بُعد منفصل.

مثل نظرية العوالم المتعددة، فنظرية الأوتار تـُظهر وجود الأكوان المتوازية.

فهذه الأبعاد تلتف حول نفسها بحيث لا ندركها في عالمنا. وبما حتى الكون يحتوي على هذه الأبعاد المتنوعة بهندساتها الكثيرة والمتنوعة، وفهماً بأن قوانين الطبيعة تعتمد على هندسة الطبيعة، فمن المتسقط حتى تُشكِّل هذه الأبعاد الكثيرة أكواناً مختلفة في قوانينها وحقائقها. هكذا تؤدي نظرية الأوتار إلى نتيجة أنه توجد أكوان عديدة ومختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يشير كاكوإلى حقيقة أنه تم اكتشاف بلايين من الحلول لمعادلات نظرية الأوتار، وكل حلّ من هذه الحلول يصف كوناً متناسقاً رياضياً ومختلفاً عن الأكوان الأخرى التي تصفها الحلول الأخرى للنظرية. هكذا، تدل نظرية الأوتار على وجود أكوان عدة.

وفقاً للنظرية، فكوننا يشبه فقاعة بجانب أكوان موازية شبيهة. وعلى نقيض نظرية العوالم المتعددة، فنظرية الأوتار تفترض حتى هذه الأكوان يمكنها حتى تكون على اتصال مع بعضها البعض. نظرية الأوتار تقول حتى الجاذبية يمكنها التدفق بين هذه الأكوان المتوازية. وحينما تتفاعل هذه الأكوان فإنه ينشأ انفجار كبير مثل الذي خلق كوننا.

حينما يستطيع الفيزيائيون خلق آلة تستطيع رصد المواد الكمية، فالأوتار تحت الكمية ستظل بعيدة عن الملاحظة، وهذا يجعلهم - وبالتالى النظرية القائمة عليهم- نظريين كلية ً. البعض رفض هذا، والبعض الآخر يعتقد أنه سليم..

مستويات الأكوان المتوازية

قام العالم ماكس تيجمارك بفحص النظريات الفيزيائية المتضمنة أكواناً متوازية، والتي تكوّن أربع مستويات طبيعية هرمية للوجود متعدد الأكوان، بشكل يزيد فيه التنوع حدثا تقدمنا:

المستوى الأول: مناطق وراء أفقنا الكوني.

الكون يتمدد إلى مالانهاية وبنيته لها نفس الصفة... خارج هذه الكرة التي هي كوننا أوالحدود المشكلة له، توجد كرات لأكوان أخرى لانهائية أيضاً في حدودها وعددها

• خصائصها: تنطبق عليها نفس القوانين الفيزيائية، لكن مع اختلاف في الظروف الأولية.
• الافتراضات: فضاء غير محدود، تتوزع فيه المادة الكونية ايرجوديكياً ergodic.
• الأسانيد:

1. قياسات الموجات المايكروية تشير إلى تسطح، وفضاء لا متناهي، ونعومة واسعة النطاق.
2. النموذج الأبسط.

المستوى الثاني: فقاعات أخرى متضخمة-المركز.

الكون تعبير عن فقاعة كروية متواجدة في كون "أكبر" يحتوي على عدد من الأكوان الأخرى أو"الفقاعات" الأخرى.

• خصائصه: نفس المعادلات الأساسية للفيزياء، ولكن من الممكن بثوابت وعناصر وأبعاد مختلفة.
• الافتراضات: حدوث التضخم الفوضوي.
• الأسانيد:

1. نظرية التضخم تفسر الفضاء المستوي، والتذبذبات ثابتة المقدار، وتحل معضلة الأفق ومشاكل القطب الواحد ويمكن حتى تفسر طبيعياً مثل هذه الفقاقيع.
2. تفسر الثوابت المضبوطة.

المستوى الثالث: العوالم المتعددة لفيزياء الكم.

حسب نظرية العالم هيوإيفيريت فإن وقوع أي وقع عشوائي معناه حتى احتمال من ضمن عدة احتمالات أخرى قد سقط، مما يؤدي بنا إلى القول حتى الاحتمالات الأخرى قد تكون سقطت في أكوان موازية لكوننا، أي حتى ھناك كون لكل احتمال من الاحتمالات المتسقطة.

• خصائصه: شبيهه بخصائص المستوى الثاني.
• الافتراضات: وحدوية الفيزياء.
• الأسانيد:

1. دعم تجريبي للفيزياء الوحدوية.
2. النموذج الأبسط رياضياً.

المستوى الرابع : تراكيب رياضية أخرى.

• خصائصه: معادلات الفيزياء الأساسية مختلفة.
• الافتراضات: الوجود الرياضي = الوجود الفيزيائي.
• الأسانيد:

1. التأثير غير المعقول للرياضيات في الفيزياء.
2. تجاوب على سؤال وييلر وهوكينغ: " لما هذه المعادلات بالذات، وليس غيرها؟"

مقتطفات مفيدة.

إحدى الملاحظات المهمة التي لاحظها الفهماء انه لا يوجد مكان محدد للإلكترون فعند دراسة الذرة هناك شواهد على وجود الأجسام الذرية في أكثر من مكان واحد في نفس الوقت

وفسر ذلك بوجود عوالم متوازية بالبلايين بحيث يظهر الجزيء الذري في مكان آخر وتظهر جزيئات ذريه من عوالم أخرى في كوننا بعلاقات غير مفهومة.

.............

ويعتقد بعض الفهماء حتى نموذج تداخل الفوتون المفرد - الملاحظ في تجربة الشق المزدوج - من الممكن تفسيره بتداخل الفوتونات عبر العوالم المتعددة.

.............

ثمة مثال آخر ألا وهوسر "المادة الخفية" في الكوسمولوجيا (فهم الكونيات)، والمادة الخفية هي المادة غير المرئية والتي يظهر أنها تكوّن تسعين في المئة من كتلة الكون. ورغم أنها غير مرئية إلا حتى الفهماء تعهدوا على وجودها من تأثير جاذبيتها. فقد تكون المادة الخفية موجودة في أكوان متوازية. وتؤثر مثل هذه المادة في الكون الذي نعيش فيه من خلال قوة الجاذبية التي حسب نظرية الأوتار تستطيع التدفق بين الأكوان المتوازية. وهذه المادة "خفية" بالضرورة لأن النوعية الخاصة بنا من الفوتونات تلتصق بغشائنا، وبالتالي يتعذر على الفوتونات حتى تنتقل عبر الخواء من المادة الموازية إلى أعيننا.

.............

الواقع هناك أكثر من طريق يوصلنا إلى العوالم المتوازية. ليس فقط تمكن الفهماء من حل الغموض في نظرية الأوتار التي تقودنا إلى وجود أكوان أخرى ولكن تصرف مكونات الذرة التي من الممكن حتى تكون في أكثر من مكان في نفس الوقت.

بالإضافة إلى هذين الطريقين يوجد أيضا تساؤل مشروع وهولما توقفت الثوابت الكونيه عند أرقام معينه مثل ثابت الجاذبيه والقانون العام للغازات وغيرها من الثوابت الكثيرة. يعني أنه لابد حتى تكون هذه الثوابت لها قيم مختلفه في العوالم الأخرى بحيث تكون هذه القيم لها صور لا متناهيه.

ما هوحل جذر واحد سالب مثلا. رقم حقيقي يدخل تحت الجذر فيصبح نوع من السحر. كمية نستخدمها ونحتاجها ولكننا لا نفهمها. ماذلك إلا لأنها موجوده في كون آخر له رياضيات مختلفه ولهذا الجذر هناك معنى واضح.

.............

وماذا يقول الفيزيائي ميشيوكاكومنشئ نظرية الأوتار؟

يقول إنه بمجرد السماح لإمكانية نشوء عالم واحد، نفتح الباب أمام احتمال نشوء عوالم ممكنة ولا متناهية. بالنسبة إلى ميكانيكا الكمّ، الإلكترون لا يوجد في مكان مُحدَّد بل يوجد في جميع الأمكنة الممكنة حول نواة الذرة. لكن الكون كان أصغر من الإلكترون (عند بداية الانفجار الكبير الذي تشكل منه الكون)، وإذا طبقنا ميكانيكا الكمّ على الكون ككل، تصبح النتيجة حتى الكون يوجد في جميع الحالات الكثيرة والمتنوعة والممكنة في آنٍ معاً. وهذه الحالات الممكنة والمتنوعة ليست سوى الأكوان الكثيرة. من هنا، يستنتج كاكوأنه لا مفر من الاعتراف بإمكانية وجود الأكوان الممكنة. هذه الأكوان التي نتحدث عنها ليست المجرات المتنوعة في عالمنا، بل المجرات جزء من عالمنا الواقعي بالذات. إذا الأكوان الممكنة قد تشبه عالمنا وقد تختلف عنه، وبعض هذه الأكوان الممكنة تختلف في قوانينها الطبيعية وحقائقها وظواهرها عن الأكوان الممكنة الأخرى وعن عالمنا الذي نحيا فيه.

.............

ويتفق الفيزيائي روجر بنروز مع الآخر استيفين هوكنج حتى تطبيق ميكانيكا الكم على الكون تكون نتيجته العوالم المتعددة. رغم أنه يعتقد حتى النقص الحالى في نجاح نظرية الجاذبية الكمية (نظرية تحاول توحيد ميكانيكا الكم مع النسبية العامة) يبطل إنادىء عالمية ميكانيكا الكم التقليدية.

.............

ويقول لي سمولين الباحث في معھد بريميتر للفيزياء النظرية حتى الأكوان المتنوعة تمر بمراحل مشابھة لتلك الخاصة بتطور الكائنات الحية؛ ففي جميع مرة يولد فيھا كون من كون آخر، تتغير القوانين الفيزيائية قليلا... ھكذا، قد تنشأ أكوان بقوانين فيزيائية عدائية وتكون نھايتھا ھي الفناء: فإما حتى تنھار فوراً على نفسھا، أوحتىقد يكون فيھا عدد خاطئ من الأبعاد، أولعدم تمكن تلك الأكوان من احتواء ثقوب سوداء والتي بواسطتھا يتمكن كون معين من "حفظ نوعه "... لكن، من طبيعة الحال بعض الأكوان تولد بقوانين فيزيائية تسمح بتكون النجوم وبالتالي تسمح بوجود الثقوب السوداء التي تؤدي بدورھا إلى ولادة أكوان "صغيرة".

وكما نطق العالم ستيفن ھوكنغ: "لوكان الكون مختلفاً، لما كنا ھنا لنسأل: لما نحن ھنا؟"

هل عثرنا على الأكوان الأخرى؟

فهماء موجات الراديوالفلكي تمكنوا من العثور على منطقة فارغة، مساحتها تتجاوز جميع المناطق الفارغة التي عثرنا عليها في السابق. هذه المنطقة الفارغة تقع عنا على بعد حواليثمانية مليارات سنة ضوئية، ويصل قطرها إلى مالايقل عن مليار سنة ضوئية.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها الفهماء منطقة فارغة. نحن نفهم بوجود حوالي 30 منطقة هائلة تمتد على مساحة بضعة ملايين السنوات الضوئية. المنطقة المكتشفة حديثا أكثر كبرا حتى بالمقارنة مع الكون المرئي. وهي من الكبر إلى درجة ان فهماء الفيزياء المعنيين بالانفجار العظيم يجدون صعوبة في تفسير الأمر.

الآن تعتقد مجموعة من فهماء الفيزياء الأمريكان انهم عثروا على تفسير مناسب، بالرغم من انها مثيرة للدهشة. حسب هؤلاء الفهماء فأن هذه البقعة تعبير عن بصمة كون آخر تضغط على جدار عالمنا. مجموعة باحثين على رأسهم Laura Mersini-Houghton من جامعة ساوث كارولينا. لورا تقول: "فهم الكونيات التقليدى لا يستطيع تفسير فجوة كونية هائلة كتلك". وقد اشارت حساباتهم إلى حتى هذه المنطقة الفارغة نشأت بتأثير ارتطام عالمنا بالعالم الجار له في لحظة مبكرة من نشوئه. الكون المجاور قام بدفع الأجسام الكونية في المنطقة التي اصطدم بها في كوننا بحيث أنها أصبحت خالية أوتحوي اجسام كونية اقل. لوكان هذا سليماً فإنه يعطى الدليل التجريبى الأول على الأكوان المتوازية مع النماذج النظرية الموجودة مسبقاً. وهوأيضاً يدلل ًعلى نظرية الأوتار. هذه المجموعة من الفهماء تدعى وجود نتائج قابلة للاختيار، حيث أنه لوكانت نظرية الأكوان المتوازية سليمة فسيكون هناك فراغ مشابه في نصف الكرة الجنوبي من الكرة السماوية.

استطلاع رأي

أن الفرضيات الشبيهة بفرضية العوالم المتعددة تعتبر الآن اتجاه عام في مجتمع ميكانيكا الكم. على سبيل المثال، اقتراح تم بين 72 من الفيزيائيين البارزين، قام به الباحث الأمريكي ديفيد روب في عام 1995 ونشر في الدورية الفرنسية Sciences et Avenir في يناير من عام 1998، أشار إلى حتى 60 % تقريباً يعتقدون حتى نظرية العوالم المتوازية حقيقية.

الاعتقاد بوجود أكوان أخرى هومن محض التخمين، ولا يمكن الإجابة على هذا السؤال بالبحث الفهمي والطرق العملية إذ أننا نعيش في كوننا الذي نعهده ونحاول دراسته وتفسير ظواهره، ونحن " محبوسون" فيه. ولا تزال تشغلنا أمور فيزيائية واقعية وليست تخمينا، لم نتوصل حتى الآن في حلها، فنحن لا زلنا لا نعهد ما هي المادة المظلمة، ولا نعهد ما هي الطاقة المظلمة، ولا نعهد كيف من الممكن أن وقع الانفجار العظيم ،يا ترى؟ من "لا شيء!"

اقرأ أيضا

• فضاء كوني
• ثقب أسود كوني

المراجع