في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز أشار جنرال جيمس بيرمان، القائد العام لقوة مشاة البحرية الثالثة وقوات المارينز في اليابان، إلى أن القوات المسلحة الأمريكية واليابانية تعملان على دمج هيكل قيادتها بسرعة وتوسيع نطاق العمليات المشتركة، بينما تستعد واشنطن وحلفاؤها الآسيويون لصراع محتمل مع الصين مثل الحرب على تايوان.

وأضاف بيرمان قائلاً: "إن جزءاً من الاستعدادات يتمثل في ما أسماه "خطة الفلبين" التي تمنح القوات الأمريكية "نقطة نفوذ" من خلال 10 قواعد يمكن الوصول إليها"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في آسيا يحاكون الأسس التي مكنت الدول الغربية من دعم مقاومة أوكرانيا لروسيا في الاستعداد لسيناريو غزو الصين لتايوان.

وإلى جانب الاستعدادات الأمريكية التي أفصح عنها الجنرال، أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، الاثنين، تقريراً شاملاً تضمن نتائج 24 محاكاة أجراها على غزو برمائي صيني محتمل لتايوان في عام 2026، بالاعتماد على البيانات التاريخية والبحوث التشغيلية.

24 سيناريو حرب

بالتزامن مع تصاعد حدة الخطاب الصيني تجاه تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من برها الرئيسي، بدأت مراكز الدراسات الدولية تبني سيناريوهات لتوقع سير المعارك البرمائية والجوية المحتمل حدوثها بالمستقبل القريب، والتي يرى الخبراء والمراقبون أنها ستقع في أيّة لحظة في الفترة الممتدة ما بين 2025 و2035.

أحدث هذه الدراسات كان ما نشره مركز CSIS، الاثنين، والتي تضمنت 24 سيناريو مختلفاً كانت نتاج محاكاة للحرب بين الصين وتايوان وحلفائها. وصُممت المحاكاة باستخدام البيانات التاريخية وبحوث العمليات لنمذجة غزو برمائي صيني لتايوان عام 2026. جرى تصميم بعض القواعد باستخدام مقارنات مع العمليات العسكرية السابقة مثل نورماندي وأوكيناوا و جزر فوكلاند. فيما استندت القواعد الأخرى إلى بيانات أداء الأسلحة نظرياً، مثل تحديد عدد الصواريخ الباليستية والمساحات التي ستغطيها عند الاصطدام.

وتضمن المحاكاة أيضاً مجموعة واسعة من السيناريوهات، مع الأخذ في الاعتبار الحالات التي يكون فيها أداء الصين أفضل من المتوقع أو أداء ضعيفاً في الغزو.

وبينما تنبأت معظم السيناريوهات بانتصار تحالف الولايات المتحدة واليابان وتايوان على الصين بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من القتال، ولكن بعد فقدان عشرات السفن ومئات الطائرات وعشرات الآلاف من القوات، انتهت السيناريوهات التي وقفت فيها تايوان وحدها بدون الحصول على دعم الولايات المتحدة واليابان، باستيلاء صيني سريع على الجزيرة.

بالنسبة للصين، يبدأ الغزو بالطريقة نفسها دائماً: قصف افتتاحي يدمر معظم البحرية التايوانية والقوات الجوية في الساعات الأولى من القتال. ومدعومة بقوة صاروخية قوية، تطوق البحرية الصينية تايوان وتمنع أي محاولات لإيصال السفن والطائرات إلى الجزيرة المحاصرة. عشرات من الآلاف من الجنود الصينيين يعبرون المضيق في مزيج من السفن البرمائية العسكرية والفرقطات، بينما يهبط الهجوم الجوي والقوات المحمولة جواً خلف رؤوس الجسور.

أما تايوان فهناك افتراض رئيسي واحد حتى مجيء دعم الحلفاء: يجب أن تقاوم تايوان وأن لا تستسلم. إذا استسلمت تايوان قبل أن يجري استخدام القوات الأمريكية، فإن الباقي لا طائل من ورائه.

تجدر الإشارة إلى أن المحاكاة لم تتطرق إلى استخدام الأسلحة النووية، أو احتمال فرض حصار صيني على الجزيرة، فضلاً عن استمرار الحرب لأكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع، مما يعني المزيد من الخسائر.

خسائر فادحة

في معظم السيناريوهات التي أجراها مركز CSIS، هزمت الولايات المتحدة/ تايوان/ اليابان غزواً برمائياً تقليدياً من قبل الصين وحافظت على تايوان ذاتية الحكم. ومع ذلك، صاحب هذا الانتصار خسائر فادحة جداً. فقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها عشرات السفن ومئات الطائرات وعشرات الآلاف من أفراد الخدمة. كما شهدت تايوان تدمير اقتصادها.

علاوة على ذلك، أضرت الخسائر العالية بالمكانة العالمية للولايات المتحدة لسنوات عديدة. كما تكبدت الصين خسائر فادحة، وقد يؤدي الفشل في احتلال تايوان إلى زعزعة استقرار حكم الحزب الشيوعي الصيني.

وبينما تسود الولايات المتحدة وتايوان في معظم السيناريوهات، هناك بعض الشروط للنجاح، وفقاً لـCSIS، بما في ذلك أن تايوان يجب أن تبقى على الخط وأن القوات الأمريكية يجب أن يكون لها حق الوصول إلى القواعد في اليابان. ومع ذلك، وجدت المحاكاة أن أي صراع مباشر بين الصين والولايات المتحدة من شأنه أن يدمر تايوان وربما يضعف الولايات المتحدة على المسرح العالمي.

من جهته، قال مؤلف التقرير مارك كانسيان: "على الرغم من أن تحليلنا يشير إلى أن الولايات المتحدة وتايوان سوف تسودان وتسببان خسائر فادحة، فمن الممكن أن نتخيل أن الصينيين ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف، ولهذا السبب نوصي بتعزيز الردع حتى لا ندخل في هذا الموقف في المقام الأول". مشيراً إلى أنه حتى لو اعتبرت الحرب محفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الصين، فإن البلاد لا تزال تفكر في صراع مباشر.

TRT عربي