الرجاء الصالح لبني البشر
الرجاء الصالح لبني البشر
اليوم,كما في الأمس, العالم مليء بالإحباط واليأس, قلوب الناس منكسرة لأسباب عالمية عديدة:الفقر والهجرة واللجوء وذلك بسبب الحروب, والحياة الاقتصادية والغلاء المعيشي, والمشاكل الاجتماعية والتربوية, والتعاليم الفاسدة واللأخلاقية, وغيرها الكثير والكثير التي تهدد حياتنا العائلية والاجتماعية. ومع هذا كله أذهان البشر تتخبط وتبحث عن أمل لحياة جديدة وليوم جديد ليعيشوا في سلام وفرح وسعادة, ولكنهم لن يصلوا إلي النتيجة المرجوة, لأنهم يتخبطون في الظلام ويبحثون عن سلامهم وحريتهم وإنسانيتهم في العالم المزيف والمملوء بالفساد والحقد والبغض والكراهية والأنانية.
في هذه الأيام الميلادية المباركة, من المذود الحقير, يسوع طفل المغارة الوديع والمتواضع ينادي بصوت حنون, خفيف وناعم , ويهمس في قلب كل واحد منا, ويدعو البشرية التائهة قائلا:تعالوا إلي جميعا, أيها المرهقون المثقلون, وأنا أريحكم(متي 11:28) تعالوا إلي لأمنحكم رجاء حقيقيا يتميز بأنه:
1-رجاء حي:تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح, شملنا بوافر رحمته فولدنا ثانية لرجاء حي(بطرس الأولي1:3) المسيح يريد أن يقدم لنا رجاء ينبض بالحياة وبالمواعيد الصادقة فرحمته واسعة جدا وعميقة فهل نقبل إليه ونلتمس رحمته ومساعدته؟
2- رجاء أكيد:وهو لنا مثل مرساة للنفس أمينة متينة تخترق الحجاب(عبرانيين6:19) الرجاء الذي يقدمه لنا المسيح يسوع لا غش فيه, هو راسخ ويفتح لنا الأفق للسير معا بقوة وعزم لأنه صادق وأكيد, يطرح الحزن عنا جانبا ليبدله بسلام عجيب يفوق العقل والإدراك,سلامي أعطيكم, سلامي أمنحكم فهل نذهب إليه ونؤمن به ونضع حياتنا بين يديه؟؟
3- رجاء لايري:وإننا نعلم أن جميع الأشياء تعمل للخير الذين يحبون الله, أولئك الذين دعوا بسابق تدبيره. وذلك بأنه عرفهم بسابق علمه, وسبق أن قضي بأن يكونوا علي مثال صورة ابنه ليكون هذا بكرا لإخوة كثيرين(رومية8:28) مع أن رجاءه أحيانا غير ملموس في اللحظة نفسها, لكن دائما نكتشف مع الأيام أن المسيح يهتم بتفاصيل حياتنا ويريد لنا الأفضل والأحسن في كل شيء كما يقول لنا:أما أنا فقد أتيت لتكون الحياة للناس, وتفيض فيهم(يوحنا10:10) فهل نضع ثقتنا بين يديه ونثق به؟؟؟
4-رجاء مبارك:منتظرين الرجاء السعادة المرجوة وتجلي مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح(تيطس2:13). أشواقنا وعزاؤنا الكبير أن نلتقي بالمسيح علي سحاب السماء لينقذنا من صعوبات وعذابات وحزن هذا العالم, فهو رجاؤنا وخلاصنا, وبه سيمسح الله كل دمعة من عيوننا لنحيا بفرح مجيد لا مثيل له, فهل ننتظره بشوق وبفارغ الصبر؟؟؟
دعونا نضع رجاءنا في شخص المسيح يسوع, فإن اسمه عجيب:عمانوئيل الذي تفسيرهالله معنا(متي1:23).
لقد حقق الله وعده بالفرح للشعب الجالس في ظلام القهر والأسي, بنفس الطريقة يفرج السيد المسيح عنا اليأس والألم والظلم, وينور طريقنا, ويشرق علينا بنوره الساطع فتري بوضوح ما يرتبه لنا من أمور جيدة في حياتنا ومستقبلنا.
وكما يدعونا يسوع قائلاتعالوا إلي فلا نتردد نحن أيضا أن ندعوه ليعيش معنا وبيننا قائلين مع القديس يوحنا كاتب سفر الرؤيا:تعال أيها الرب يسوع. فسنسمع صوته قائلا لناأجل إني آت علي عجل(رؤيا يوحنا22:20)