اعتبر محمد الزهراوي، المحلل السياسي، إن التجاوزات التي قامت بها الجزائر إزاء المغرب في حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، تظهر أن النظام العسكري يعمل على إيجاد بيئة حاضنة لجبهة “البوليساريو”، عبر مختلف الطرق.
وأقحمت الجزائر قضية الصحراء المغربية في مسابقة “شان” الرياضية، من خلال استخدامها حفيد نيلسون مانديلا لترويج خطابها السياسي ضد الوحدة الترابية للمملكة، إلى جانب ترديد بعض الجماهير الجزائرية هتافات عنصرية ضد المغاربة.
وقال الزهراوي، في تدوينة على “الفايسبوك”، إن “قراءة ما يعتمل وما يجري داخل “المجتمع الجزائري” تجاه المغرب بات أمرا ضروريا، إذ تؤشر واقعة افتتاح الشآن على أن الأمر أكبر وأعقد بكثير من الاستفزاز، بل من المؤكد أن ” النظام العسكري” يحاول إيجاد بيئة شعيبة حاضنة للتنظيم الانفصالي عبر شتى الوسائل.
وأضاف المحلل السياسي، أنه “في نفس الوقت، توطين وشرعنة ” العقيدة العدائية” في صفوف الشارع الجزائري، وزرع مشاعر العداء والحقد بين الشعبين، هي استراتيجية مدروسة بعناية لصناعة نموذج يضاهي ويحاكي نموذج الكوريتين.
وعبر الزهراوي، عن أسفه “بخصوص ما يروج في الإعلام الجزائري بشكل مكثف، بعدما تمكنت “الجماعة الحاكمة” لدى هذا الجار من تجريف التربة بين البلدين بشكل غير مسبوق، خاصة على مستوى النسيج الاجتماعي وحتى المخيال الشعبي.
وتابع قائلا “إذ صار الصمت المطبق الأقرب إلى التواطؤ لدى الأغلبية الساحقة من الجزائريين أمرا واقع( صحفيين، فنانين، اساتذة جامعات، رياضيين،..)، واقع لم يأتي من فراغ، من المؤكد أنه بفعل فاعل، وذلك من خلال خلق اعتقاد مضلل تجاه المغرب لدى الفئات ” المحايدة” ” المتنورة” و” المثقفة” وحتى الفئات ” المهمشة” التي عادة ما تكون بعيدة عن الصراع وحسابات ومحاذير السياسة.
واعتبر المحلل السياسي، أنه “من المفيد العودة إلى لغة الأرقام لفهم السياسات والتوجهات وإن كانت في بعض الأحيان تستعصي على الفهم، لأننا أمام ” نظام” مستعدا وعلى الاستعداد للانتحار ولحرق نفسه شريطة أن يمتد الحريق لجاره، نظام يشتغل بمنطق ” الموت للجميع”، كما أنه بالعودة إلى لغة الأرقام، “فالجماعة الحاكمة” بالجزائر، خصصت سنة 2023 ما يقارب 23 مليار دولار لميزانية التسلح، وهو رقم ضخم، ويمكن توصيف هذه الميزانية على أنها ” ميزانية حرب”.
وأشار إلى أنه “ختاما، ربط الأرقام بما يعتمل داخل النسيج الاجتماعي والثقافي والرمزي (سرقة التراث )، قد يساعد على فهم واستشراف سيناريوهات المستقبل وتوقع الأسوأ منها..لذلك، لابد من إعادة النظر في طريقة قراءة الصراع وحتى طريقة تدبيره، والبحث عن أوراق جديدة لإدارته بشكل مغاير. فلا يمكن إدارة نزاع اليوم بأدوات الأمس.
في ذات السياق، أعلنت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) أنها ستفتح تحقيقا للوقوف على مدى وإلى أي حد انتهكت التصريحات السياسية والاحداث التي عرفها افتتاح بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بقسنطينة (الجزائر) أول أمس الجمعة ، الأنظمة واللوائح المعمول بها داخل كل من الاتحادين الدولي والإفريقي للعبة.
وذكرت الهيئة القارية الكروية في بيان على موقعها الالكتروني، اليوم الأحد، أنها أخذت علما ببعض التصريحات السياسية التي تم الادلاء بها خلال حفل افتتاح هذه البطولة ، مشددة على أنها ستفتح تحقيقا في الموضوع لتحديد مدى انتهاك هذه السلوكات للوائح وأنظمة الفيفا والكاف.
وتابع البيان أنه بمقتضى الأنظمة واللوائح المعمول بها سواء في الكونفدرالية الافريقية أو في الاتحاد الدولي لكرة القدم، فإنه يتعين على الكاف أن تنأى بنفسها عن الخوض في الامور السياسية وأن تظل محايدة بخصوص القضايا ذات الطبيعة السياسية.
وشددت الكاف على أن هذه التصريحات السياسية لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن مواقفها ولا تعكس لا وجهة نظرها ولا رأيها باعتبارها هيئة محايدة سياسيا.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قد نددت بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة، التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر وراسلت الكاف لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم.
