كشفت بيانات جديدة من LinkedIn أن أسماء الوظائف الأسرع نموًّا التي يجري البحث عنها في المملكة والإمارات هي في مجالات المبيعات والتكنولوجيا والاستدامة والموارد البشرية.

ويهيمن قطاع التكنولوجيا مرة أخرى على الوظائف الأكثر طلبًا في المملكة والإمارات في عام 2023، إذ تواصل الشركات تحولاتها الرقمية بعد جائحة فيروس كورونا، وفقًا للأرقام التي جمعتها LinkedIn.

مهارات يبحث عنها أصحاب العمل في المملكة

قالت أكبر شبكة مهنية في العالم، اليوم الأربعاء، إن أصحاب العمل يبحثون عن مهارات متقدمة مثل لغات البرمجة والأمن السيبراني استجابة للتركيز المتزايد على البيانات والأتمتة في المنطقة.

وأضاف موقع LinkedIn المملوك لشركة Microsoft في تقرير Jobs on the Rise لعام 2023: "جرى تعزيز هذا التركيز على البنية التحتية التقنية بشكل أكبر من خلال أهداف الاستراتيجية الرقمية لدول الخليج".

مؤشر التوظيف في المملكة

في الوقت نفسه، ارتفع التوظيف في القطاع غير النفطي في المملكة في ديسمبر بأسرع وتيرة له منذ عام 2018، مدفوعًا بنشاط الأعمال "القوي"، وفق مراقبين.

وأظهرت بيانات LinkedIn أن نحو 40% من المناصب العشرة الأولى في المملكة، أكبر اقتصاد في العالم العربي، كانت مرتبطة بالأمن السيبراني وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات.

في الإمارات، زاد الطلب على المطورين أيضًا، إذ جرى تخصيص 30% من الوظائف العشر الأولى لأدوار تطوير البرمجيات.

وأضافت أن الأدوار الأخرى المطلوبة في المملكة والإمارات تشمل مندوبي المبيعات ومديري البيئة والمتخصصين في الموارد البشرية، حيث تعمل الشركات على توسيع نماذج إيراداتها وتكثيف الجهود لاستقطاب أفضل المواهب.

أظهرت بيانات لينكد أن الطلب على الأدوار الوظيفية المرنة عن بُعد آخذ في الارتفاع أيضًا في دول مجلس التعاون الخليجي.

ووفق LinkedIn، فهذا هو واحد من أعلى معدلات النمو في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، مع وظائف شاغرة في المنطقة السلبية في أسواق مثل المملكة المتحدة (-1.6%) وألمانيا (-10.5%) وفرنسا (- 21.6%).

موجة التسريح الجماعي في قطاع التكنولوجيا

يتناقض اتجاه التوظيف الإيجابي مع عمليات التسريح الجماعي العالمية وتجميد التوظيف في القطاع من قبل شركات مثل Amazon وMeta Platforms الأم لـFacebook وTwitter وSpotify وIntel.

سياسات تجميد التوظيف في القطاع أدت إلى تسريح أكثر من 154 ألف عامل في عام 2022 وحده، وفقًا لـlayoffs.fyi، المعني بتعقب فقدان الوظائف في قطاع التكنولوجيا منذ بداية الوباء.

سوق الوظائف في الإمارات

حقق سوق الوظائف في الإمارات انتعاشًا قويًّا من التباطؤ الناجم عن فيروس كورونا، مدعومًا بالإجراءات المالية والنقدية للحكومة.

وأدخلت الإمارات، ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، عددًا من الإصلاحات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية على مر السنين لتعزيز بيئة الأعمال وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر وجذب العمال المهرة بتأشيرات جديدة وتقديم الحوافز للشركات لتأسيسها.

كما أدخلت نظام التأمين ضد البطالة، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير الحالي.

ومن المتوقع أن يستمر سوق الوظائف في الإمارات في التعزيز في عام 2023، مدفوعًا بالثقة القوية في السوق والاستثمار الأجنبي المباشر مع قيام الشركات بتوسيع وجودها الدولي في الإمارات، حسبما قال مايكل بيج المتخصص في التوظيف في تقرير في نوفمبر.

كما وجد استطلاع أجراه بيت.كوم وYouGov في أكتوبر الماضي أن 86% من المهنيين العاملين في الإمارات يتمتعون بتوقعات مهنية إيجابية لعام 2023.

الاستقالة العظيمة والعمل عن بُعد

منذ تفشي الجائحة، ترك الموظفون وظائفهم بمعدلات أعلى بكثير من المعتاد، فيما يُعرف باسم "الاستقالة العظيمة"، إذ يسعون إلى تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة ومزيد من المرونة في وظائفهم.

كما برزت الإمارات كنقطة ساخنة للتوظيف من أجل العمل عن بُعد عبر الحدود.

جاء ذلك مع قيام شركات في كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالاستفادة من "مجموعة من الباحثين عن عمل ذوي الجودة العالية" الذين يبحثون عن وظائف عن بعد بدوام كامل، وكشوف الرواتب، والتأهيل عن بعد. بحسب تقرير حالة التوظيف العالمي لعام 2022 في أغسطس من شركة Deel.