"صدور مذكرات نشال  للمعلم عبد العزيز النص" بطبعتين، أحدهما للكاتب والباحث أيمن عثمان والآخر للكاتب حسن الحلوجي، فتح الباب لنا للبحث عن أهم وأبرز الكتب التي قدمت السيرة الذاتية خلال السنوات الأخيرة، والتي بدورها أثارت جدلا واسعا في المشهد الثقافي، في التقرير نرصد أهم تلك الكتب:

 المذكرات المجهولة للريحاني.. تقديم ودراسة شعبان يوسف 

صدر عن دار بتانة للنشر والتوزيع كتاب "المذكرات المجهولة لنجيب الريجاني" دراسة وتقديم شعبان يوسف، وهو أحد أبرز الكتب التي أثارت جدلا واسعا في المشهد الثقافي المصري، وذلك لوصفه لمذكرات الريحاني والتي صدرت عن الهلال بـ “غير الحقيقية”.

قد يكون حقيقي أن ما حرض الكاتب والشاعر شعبان يوسف إلى إستعادة  الكشف والبحث عن "مذكرات الريحاني" هو ما تضمنته المذكرات التي صدرت عن دار الهلال من سخرية وإلصاق صفات يصفها بالرديئة والانحلال وسردها لحكايات ليست شريفة مثل تلك الحكايات والتي منها “غراميات نجيب الريحاني في شركة السكر بنجع حمادي”.

فقد شكك “يوسف” في المذكرات الصادرة عن دار الهلال، بل وصل الأمر إلى وصفها بالمزيفة، وأكد أن ما قدمه عبر دار “بتانة” هي المذكرات الحقيقية.

والسؤال الذي يفرض نفسه هل لمؤسسة مثل دار الهلال بتارخها الطويل أن تقبل على تزييف مذكرات أحد رواد الفن  المصري، وإن حصل هذا فإلى أي مدى كان التطابق بين ما حصل عليه الكاتب والشاعر شعبان يوسف، ويصفه بالمذكرات الحقيقية وما نشر بدار الهلال؟!

ما ذهب إليه يوسف من الزعم بأن مذكرات الهلال مزيفة كان محرضا للكاتب والباحث في التاريخ الأدبي شهدي عطية للرد والتأكيد على صحة مذكرات "الهلال" وذلك بالإشارة إلى أنه كان ينشر مذكراته مسلسلة بمجلة الأثنين عام 1937 تحت عنوان "مذكرات كشكش بك لنابغة الكوميديا الأستاذ نجيب الريحاني". وقد جاءت متطابقة مع ما صدر عن دار الهلال.

مذكرات فتوة.. تقديم وتحقيق صلاح عيسى

في عام 1927 وبعد نجاح حلقات مذكرات فتوة  للمعلم يوسف حجاج، والتي نشرت عبر جريدة "لسان الشعب" لصاحبها حسني يوسف، صدر كتاب “مذكرات فتوة” في طبعة محدودة .

أشار الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق إلى أن “خلال تجول الأستاذ صلاح عيسى بداية سبعينيات القرن الماضي على سور الأزبكية الشهير، الذي تخصص في بيع الكتب القديمة يكتشف صلاح عيسى هذا العمل الفني والأدبي الرفيع، ولم يكتف بنشره فقط بل عمل له تحقيقا علميا فريدا، وخصوصا وأن كثيرا من مفردات اللغة ومصطلحاتها قد انتهت، ولم تعد قائمة حتى في الأوساط الشعبية، كما أن مفردات اللغة التي كان يستخدمها الفتوات في منازلهم وفي حياتهم الاجتماعية وعلى المقاهي - لم تعد مألوفة حتى عند الطبقات الشعبية”.

يشير الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى عبر مقدمته "بأن هذه المذكرات وغيرها مما يشابهها تعتبر وثيقة مهمة في التعرف على الفئات الاجتماعية المختلفة في بدايات القرن العشرين، ما هي تفاصيل حياتهم اليومية، كيف كانوا يعيشون ويتكلمون ويفكرون؟ ما هي العلاقات والروابط التي كانت تربطهم بجيرانهم أو أصدقائهم؟ ما هي الحوادث والمواقف الطريفة التي تحدث في هذا العالم.

عالم الفتوات في بدايات القرن الماضى؟ وكيف كان يتم التعامل معهم في الأقسام والسجون وفى الشوارع وفى المصالح الحكومية المختلفة؟ وهو عالم غريب فريد من نوعه لا يختلف عن عوالم أخرى مماثلة مع الفارق في النمط والأسلوب والوظيفة مثل عالم العربجية أو عالم النشالين. كلها عوالم طريفة يبدو أنها كانت موضوعا مسليا للمجلات والجرائد الفكاهية والشعبية في تلك الفترة.

"مذكرات نشال.. المعلم عبد العزيز النص"

صدرت "مذكرات نشال.. المعلم عبدالعزيز النص" منذ 90 سنة؛ وقد صدرت المذكرات مرة ثانية، لكن عن كاتبين هم "حسن الحلوجي، أيمن عثمان" وكل منهما عن دار نشر مختلفة.

وفي تصريحات الكاتب أيمن عثمان لـ"الدستور" أشار إلى أن "ما دفعني لتقديم وتحقيق "مذكرات نشال" رغم صدورها 1930، أنني كباحث تاريخي ومحقق درامي للأعمال التاريخية تستهويني فكرة المذكرات المتعلقة بعالم النشل والجريمة مثل "مذكرات فتوة"، و"مذكرات نشال" و"مذكرات عربجي"؛ حيث إنها أعمال تخلق عوالم للأعمال الدرامية.

ولفت عثمان إلى أن “أقدم توضيح للقارئ العادي فيما يتعلق بالمفردات المتداولة في لغة النشالين فى ثلاثينيات القرن الماضي، إلى جانب تقديم خريطة لعالم الجريمة فى ذلك التوقيت بالرجوع كباحث للمجلات المهتمة بعالم الجريمة تاريخيًا؛ وإعادة إنتاج النص بما يتناسب والقارئ الحالي”، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يتضمن 600 هامش تعريفي، إضافة إلى أرشيف صحفي عن النشالين في ذلك الوقت".