جيولوجيا مصر

عودة للموسوعة

جيولوجيا مصر

جيولوجيا مصر، هي دراسة لأهم الخصائص الجيولوجية في مصر.

التقسيم الطبيعي

تتكون أغلب مساحة مصر من صحراء. تنقسم مصر طبيعيا إلى الصحراء الغربية والصحراء الشرقية ووادي النيل ودلتا النيل وشبه جزيرة سيناء.


الدلتا ووادي النيل

دلتا النيل.

وادي النيل تعبير عن شق ضيق يخترق مصر من الجنوب إلى الشمال، من وادي حلفا إلى القاهرة. أما الدلتا فهي المساحة المنبسطة التي تمتد من نهاية الوادي عند القاهرة حتى سواحل البحر المتوسط، وهي سهل واضح الاستواء.

كانت المنطقة التي يشغلها جميع وادي النيل والدلتا في عصر البليوسين خليجاً من خلجان البحر المتوسط، يمتد على شكل ذراع ضيق، تغمره مياه البحر، وقد توضّعت فيه رواسب ذلك العصر، وهي تعبير عن أحجار كلسية تكونت في الجزء الأكبر من هذا العصر، وتراكمت بالتدريج حتى امتلأ الوادي وأصبح جافاً تقريباً إلا من بحيرات منعزلة قليلة الأهمية.

وإلى ذلك الوقت لم تكن مياه النيل تأتي من الجهات الاستوائية وهضبة الحبشة، بل كانت تأتي من الأراضي الواقعة على كلا جانبيه في مصر؛ ولذلك كانت الرواسب التي تأتي إلى الوادي تأتي من الصحراء الشرقية والصحراء الغربية، ولكن وقع بعد ذلك حتى استطاعت مياه الجهات الاستوائية ومياه هضبة الحبشة حتى تشق لها طريقاً نحوالشمال ـ هومجرى النيل في مصر ـ وتصل إلى البحر المتوسط، واستطاعت تلك المياه حتى تحمل لمصر رواسب تلك الجهات، ولاسيما رواسب الحبشة، وهي الرواسب الناعمة التي يتكون منها طمي النيل، وقد أخذت هذه الرواسب تتراكم منذ ذلك الوقت حتى اليوم، ومنها تكونت طبقة الطمي الرقيقة التي تغطي قاع وادي النيل الحالي وتغطي أرض الدلتا، وهي التي تستغل في الزراعة والإنتاج الزراعي.

ويمكن تقسيم وادي النيل بين حلفا والقاهرة إلى قسمين كبيرين: أولهما القسم الذي يقع إلى الجنوب من ثنية قنا، وثانيهما القسم الذي يقع إلى الشمال منها.

يمتد القسم الأول من منطقة تتألف من الحجر الرملي النوبي. وقد استطاعت مياه النيل حتى تحفر لها في هذا الصخر وادياً عميقاً؛ لأن الحجر الرملي النوبي يتآكل بسرعة بعمل المياه الجارية.

ومما يمتاز به وادي النيل في المنطقة الواقعة جنوب أسوان، أنه ضيق جداً، بحيث لا يزيد اتساعه في بعض الجهات على مجرى النهر نفسه، ومثال ذلك في منطقة الكلابشة. وقد أفادت هذه الجوانب الصخرية في خزن مياه النيل بعد بناء سد أسوان، كما أفادت في بناء السد العالي؛ لأنها تقوم على جانبي نهر النيل حيطاناً تحمي مياه الخزان من الانتشار شرقاً وغرباً.

أما في المنطقة الواقعة في الشمال من أسوان فيبدأ الوادي ضيقاً، ثم يتسع فجأة عند كوم أمبو، حيث يشكل حوضاً واسعاً نوعاً ما، وهومكون من رواسب دقيقة من الطمي نشرها النيل فوق الرواسب السابقة، ومنها تتكون التربة الزراعية التي يستغلها أهالي وادي كوم أمبوفي إنتاج قصب السكر.

كتاب جيولوجيا مصر، اضغط على الملف لقراءة الكتاب.

وبعد كوم أمبويضيق الوادي ثانية، ويتسع مرة أخرى عند أدفو، ولايزال يتسع تدريجياً حتى بلدة قنا، وعندها تقترب هضبة ليبيا من وادي النيل ويغير النهر اتجاهه، فينحدر إلى الغرب مع ميل قليل إلى الجنوب.

ومن بعد نجع حمادي يتسع وادي النيل، وتتسع مساحة السهل الخصيب الذي كونته رواسب النهر، ومتوسط اتساعه نحو15 كيلومتراً. ويقل اتساعه عن هذا فيما بين الصف وحلوان حيث يراوح اتساعه بين 6-10 كيلومترات. وفي شمال القاهرة يتسع السهل الرسوبي فيكّون في الدلتا مثلثاً قاعدته مرتكزة على البحر المتوسط ورأسه جنوب القاهرة.

وتبدأ دلتا النيل عند القاهرة، حيثقد يكون مستوى الأرض أعلى من سطح البحر بمقدار 18 متراً. وعند هذه النقطة تبدأ حافتا الهضبة الشرقية والغربية في الابتعاد عن بعضهما، فتتجه حافة الهضبة الشرقية نحومدينة الإسماعيلية، وتتجه حافة الهضبة الغربية نحومدينة الإسكندرية، وبذلك تتسع الأرض السهلية التي تتألف فيها الدلتا، وتضم جميع المنطقة الممتدة بين الحافتين وبين مياه البحر، وهي منطقة مثلثة الشكل، تتسع حتى يبلغ عرضها 200 كيلومتر عند ساحل البحر المتوسط، أما طولها من القاهرة حتى البحر فيبلغ نحو200 كيلومتر أيضاً.

ويجري في الدلتا فرعا رشيد ودمياط، وهما الفرعان الباقيان من عدة فروع، زال بعضها بعمل الإرساب، وتحول بعضها الآخر إلى ترع للري.

وفرع دمياط أطول الفرعين، وطوله (من القناطر الخيرية إلى البحر) 242 كيلومتراً، وطول فرع رشيد 236 كيلومتراً. على حتى فرع رشيد أبرز الفرعين من حيث اتساع المجرى ومقدار ما يحمل من الماء، فمتوسط اتساع فرع رشيد 500 متر، واتساع فرع دمياط 270 متراً. وقد ساعدت كثرة الرواسب، وقلة المد والجزر في البحر المتوسط على سرعة تكوين الدلتا، والدلتا في مجموعها تنحدر انحداراً تدريجياً نحوالبحر المتوسط، حتى إذا لاقته كانت في مستواه تقريباً، لهذا كانت أراضيها في الشمال بحاجة إلى كثير من الإصلاح. وقد يبلغ مستوى بعض الأراضي الشمالية للدلتا منسوباً أقل من مستوى ماء البحر، كما هي الحال في بحيرة مريوط التي تقل عن مستوى البحر بثلاثة أمتار.

الصحراء الغربية

تمتد الصحراء الغربية في مصر من وادي النيل شرقاً حتى حدود مصر الليبية غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى حدود السودان جنوباً، وتبلغ مساحتها ثلثي مساحة القطر المصري تقريباً. وهي تعبير عن هضبة صحراوية متسعة، ذات ازدياد معتدل، يقل عن ازدياد الهضبة الشرقية، ويبلغ في المتوسط 400 متر فوق مستوى سطح البحر. وهي تحتوي على عدد كبير من المنخفضات التي يهبط مستواها عن المستوى العام للهضبة، وقد يهبط مستوى بعضها إلى مادون مستوى البحر، وأهم هذه المنخفضات:

  • منخفض وادي النطرون، ويقع في غرب الدلتا.
  • المنخفض الكبير الذي تشغله القطارة وسيوة، ويمتد هذا المنخفض في اتجاه شرقي غربي إلى الجنوب مباشرة من تكوينات الحجر الكلسي الميوسيني.
  • منخفض الفيوم، وهوأقرب المنخفضات إلى وادي النيل، ويتصل به عن طريق فتحة «الهوارة». ويشغل هذا المنخفض جزءاً كبيراً من تكوينات الحجر الكلسي الأيوسيني.
  • منخفض الواحة البحرية، ويقع إلى الغرب من مديرية المنيا، على بعد 200 كيلومتر تقريباً منها.
  • المنخفض الذي تشغله الواحة الخارجة والواحة الداخلة، وهومنخفض واسع جداً.

ويلاحظ حتى الهضبة الغربية تحوي جهات مرتفعة، مثل منطقة العوينات التي تقع جنوب غربي مصر، وتتألف هذه المنطقة من تكوينات نارية، استطاعت التعرية حتى تزيل تكوينات الحجر الرملي النوبي التي كانت تعلوها، فظهرت على سطح الأرض.

وإلى الشمال الشرقي من منطقة العوينات توجد منطقة أخرى مرتفعة تعهد بهضبة الجلف الكبير، وهي تتألف من أحجار الخرسان النوبي. ويمكن تقسيم الصحراء الغربية إلى المناطق الآتية:

  • منطقة الحجر الرملي النوبي: توجد في الهضبة الغربية، وهي تؤلف هضبة واسعة تنحدر بالتدريج نحوالشمال حتى تنتهي بمنخفض الواحة الخارجة والواحة الداخلة. ومنطقة الخرسان النوبي أكثر ارتفاعاً في الجنوب منها في الشمال، فهي تهبط من مستوى 800 متر في الجنوب إلى مستوى 100 متر في الشمال.
  • منطقة الحجر الكلسي الأيوسيني: وهي منطقة واسعة تمتد غرب النيل، وتشرف من ناحية الجنوب على منخفض الواحة الخارجة والواحة الداخلة، وتعلوبنحو300 متر تقريباً، ثم تنحدر تدريجياً نحوالشمال حتى تنتهي عند منخفض سيوه والقطارة، ويكون مستواها قد هبط إلى مستوى البحر تقريباً. وفي هذا الجزء من الهضبة الغربية يوجد منخفض الفرافرة والبحرية والفيوم.
  • منطقة الحجر الكلسي الميوسيني: وتمتد من المنخفض الغربي - الذي تشغله سيوه والقطارة في الجنوب - حيث تشرف عليه من ازدياد يبلغ 200 متر تقريباً إلى البحر المتوسط في الشمال، وتنحدر نحوالبحر تدريجياً حتى يصل مستواها إلى 50 أو60 متراً فوق مستوى سطح البحر بالقرب من المنطقة الساحلية.

وفي هذه المناطق الثلاث تسود الظروف الصحراوية كاملة، حيث يظهر أثر تتابع الحرارة والبرودة في تفتيت الصخور، وأثر الرياح في تكوين الكثبان الرملية التي تغطي مساحات واسعة من الهضبة، وكذلك أثرها في تكوين المنخفضات التي توجد في جهاتها المتنوعة.

وتعد هذه المنطقة أكثر قسوة من الصحراء الشرقية لشدة جفافها؛ ولهذا كانت أرضاً مجدبة قليلة السكان، وإن كان يوجد بها بعض المناطق المأهولة، ولاسيما الواحات المتنوعة، وسبب ذلك تفجر عيون الماء، فقامت حولها حياة زراعية.

تهطل بعض الأمطار الإعصارية في الأطراف الشمالية للهضبة الغربية في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، مما يساعد على نموبعض النباتات البرية، كالأزهار التي تشتهر بها منطقة مريوط، ونموبعض الغلات الزراعية ولاسيما الشعير.


الصحراء الشرقية

A large plume of Saharan Desert dust (light brownish pixels) were blowing over Libya and Egypt northward over the Mediterranean Sea toward the Middle East, on February 2, 2003.

تشغل الصحراء الشرقية المنطقة الممتدة بين وادي النيل وبين البحر الأحمر وخليج السويس، وانحدارها العام من الشرق إلى الغرب، حيث تشرف على وادي النيل بحافة يراوح ارتفاعها بين 300 - 400 متر فوق سطح البحر.

تتألف الأجزاء الشرقية من هذه الهضبة من صخور شديدة الصلابة (نارية ومتحولة)، لم تقدر عوامل التعرية المتنوعة علىنحتها، ولهذا كونت جبالاً مرتفعة يراوح ارتفاعها بين 1500-2000 متر، ويحف بهذه الكتلة الصلبة من ناحية الغرب شريط من الحجر الرملي النوبي، تمتاز صخوره بسهولة التآكل، ومن ثم فقد استطاعت التعرية النهرية حتى تكوّن في جزئه الشمالي وادي قنا المشهور، وهووادٍ يمتد من الشمال إلى الجنوب، في اتجاه معاكس لاتجاه النيل، ويتصل بوادي النيل عند ثنية قنا.

تأثرت الصحراء الشرقية كثيراً بالتعرية المائية في العصور المطيرة، فقطّعتها مجاري الأنهار القديمة تقطيعاً شديداً، وقسّمتها إلى هضاب كثيرة وكتل جبلية عديدة، وهذه المجاري لا تزال موجودة حتى اليوم، وهي تتمثل في كثرة الأودية الجافة التي تمزق سطح الهضبة، ولا تزال تجري في بعضها بين حين وآخر مياه السيول التي تجري في الصحراء الشرقية، وأشهر هذه الأودية:

  • وادي العلاقي، ويتصل بوادي النيل عند مدينة أسيوط.
  • وادي طرفة، ويتصل بالنيل عند المنيا.
  • وادي حوف، ويتصل بالنيل عند حلوان.
  • وادي دجلة، ويتصل بالنيل عند المعادي.

وهناك أودية أخرى تنحدر نحوالبحر الأحمر وخليج السويس، أهمها:

  • وادي عرابة، ويفصل هضبة الجلالة الشمالية عن الجلالة الجنوبية، منحدراً نحوخليج السويس.
  • وادي أبوهاد، وينحدر أيضاً نحوخليج السويس على مقربة من جبل الغريب.
  • وادي الجمال، وينحدر نحوالبحر الأحمر في خط عرض كوم أمبوتقريباً.

وقد نتج من وجود الأودية بكثرة في الصحراء الشرقية حتى قُطعت هذه الهضبة، وصعب الاتصال فيها في الاتجاه الشمالي - الجنوبي، وأما الاتصال من الشرق إلى الغرب فهوسهل نسبياً على طول تلك الأدوية، ومما يميز الهضبةَ الشرقية أيضاً ارتفاعُها الكبير، إذ تعد من أكثر جهات مصر ارتفاعاً، وأهم جبالها العالية:

  • منطقة عتاقة، وهي تشرف على مدينة السويس، ومتوسط ارتفاعها 870 متراً فوق مستوى البحر.
  • منطقة الجلالة البحرية، وتقع إلى الشمال من وادي العرابة، ويبلغ متوسط ارتفاعها 1200 متر فوق مستوى البحر.
  • منطقة هضبة الجلالة القبلية، وتقع إلى جنوب وادي العرابة، ويبلغ متوسط ارتفاعها 145 متراً فوق مستوى البحر.

وهناك إضافة إلى هذه الهضاب قمم عالية يراوح ارتفاعها بين 1500-2000 متر، من أهمها جبل الشايب وجبل أبودياب وجبل حمادة وجبل علبة.

شبه جزيرة سيناء

وهي علي شكل هضبة مثلثة الشكل قاعدته علي البحر المتوسط شمالاً ورأسه جنوباً في منطقة رأس محمد وخليج العقبة من الشرق وخليج السويس وقناة السويس من الغرب وتنقسم سيناء من حيث التضاريس إلي ثلاثة أقسام رئيسية هي :

- القسم الجنوبي : وهومنطقة وعرة شديدة الصلابة تتألف من جبال جرانيتية شاهقة الارتفاع ، ويصل ازدياد جبل كاترين نحو2640 متراً فوق سطح البحر وهوأعلي قمة جبلية في مصر·

- القسم الأوسط: منطقة الهضاب الوسطي أوهضبة التيه وتنحدر أودية هذه الهضبة نحوالبحر المتوسط انحداراً تدريجياً·

- القسم الشمالي : وهويضم المنطقة المحصورة بين البحر المتوسط شمالاً وهضبة التيه جنوباً وهوتعبير عن أرض منبسطة ومنطقة سهلية تكثر فيها موارد المياه الناتجة عن الأمطار التي تنحدر مياهها من المرتفعات الجنوبية وهضبات المنطقة الوسطي·

في أقصي جنوب البلاد توجد بحيرة ناصر (بحيرة النوبة)، وهي بحيرة صناعية نشأت من المياة المتجمعة قبل السد العالي عند أسوان. أما في الشمال الغربي فتوجد بحيرة قارون في الفيوم وهي أحد أكبر البحيرات الطبيعية في البلاد.

الإرتفاعات الجبلية في البلاد تهجرز في جنوب مصر وعلى شبه جزيرة سيناء. يمكن وصف باقي طبيعة البلاد بطبيعة صحراوية أوشبه صحراوية.

الجبال والهضاب

  • جبل كاترين، سانت كاترين.
  • جبل الكريستال، الواحة البحرية.
  • جبل علبة، مثلث حلايب.
  • جبل المقطم، القاهرة.
  • جبل سربال، جنوب سيناء.
  • جبل شايب البنات، الصحراء الشرقية.
  • جبل العوينات، على الحدود المصرية السودانية الليبية.
  • جبل هلال، شمال سيناء.
  • جبل موسى، جنوب سيناء.
  • جبل بن بشار، سيناء.


المسطحات المائية

البحار

أعمال مسح الأعماق للبحار المحيطة بمصر.
المصدر: ادارة المحيطات والأجواء الأمريكية.

تطل مصر على البحر الأحمر من جهة الشرق والبحر المتوسط من جهة الشمال.

البحيرات

تضم مصر 11 بحيرة وهي:

  • بحيرة إدكو.
  • بحيرة المنزلة.
  • بحيرة البرلس.
  • بحيرة مريوط.
  • بحيرة البردويل.
  • بحيرة بور فؤاد.
  • بحيرة قارون.
  • بحيرة الريان.
  • بحيرة ناصر.
  • مفيض توشكي.
  • بحيرة المرة والتمساح

الجزر

- نهر النيل:

  • أبا
  • الدهب
  • الرحمانية
  • الروضة
  • الساحل
  • الشوارنية
  • طما
  • محروس
  • أمون
  • جلادة

- البحر الأحمر:

  • الزبرجد
  • الجفتون الكبير والصغير
  • أبومنقار
  • شدوان
  • الفنادير
  • تيران

المناخ

يمثِّل مرور المنخفضات الجوية الشتوية والربيعية بمصر أكبر ظاهرة مناخية تؤثر في مناخ البلاد، ولولا هذه المنخفضات لما حدثت أمطار شتوية ولا هبَّت رياح الخماسين. وتكثر هذه المنخفضات الجوية في أشهر الشتاء والربيع، وهي نادرة في أشهر الصيف وأوائل الخريف، وعند مرورها تختفي رياح الشمال وتصبح رياحاً غربية أوجنوبية أوشرقية أوبين هذه الاتجاهات. ويتضح من دراسة اتجاهات الرياح حتى أعاصير البحر المتوسط لا تنفذ إلا بدرجة محدودة إلى المنيا حتى في أشهر الشتاء، وأن هذا الإقليم في تلك الأشهر إما حتى تهب عليه الرياح الشمالية؛ لأن منطقة الضغط المرتفع واقعة في شماله، وإما حتى تسود فيه حالة سكون؛ لأنه هونفسه مركز لمنطقة ضغط مرتفع، فإقليم المنيا أوإلى شمال المنيا قليلاً يُعَد الحد الفاصل بين الإقليم المتأثر بأعاصير البحر المتوسط وبين الأنطقيم الجنوبية التي لاتتأثر بهذه الأعاصير إلا نادراً.

ومما تجاوز يتضح حتى وادي النيل في مصر يمكن حتى يقسم مناخياً إلى إقليمين كبيرين هما:

  • الإقليم الواقع جنوب المنيا، وهولايتأثر بالأعاصير الشتوية.
  • الإقليم الواقع شمال المنيا، وهويتأثر بتلك الأعاصير تأثراً مطرداً.

مناخ هذا الإقليم مناخ صحراوي قاري، لاينزل فيه من المطر إلا القليل النادر، الذي يحدث عاماً، ثم ينبتر سنين عديدة، ومثل هذا المطر إذا هبط كان نتيجة زوبعة إعصارية قد خرجت عن طريقها المألوف، فأنزلت ما بها من مطر غزير في ساعة أوأقل من ساعة، ثم ينبتر فجأة ويصحوالجووتنقشع السحب، ولا يبقى من ذكر ذلك الوابل سوى سيول تجري في الأودية التي تخترق صحراء مصر على جانبي وادي النيل.

الحرارة في هذا الإقليم متشابهة في نظامها، وشهر كانون الثاني/يناير أقلها حرارة، وشهر تموز/يوليوأشدها حرارة، ومن الطبيعي حتى تكون الحرارة شديدة في الجنوب وتقل تدريجياً نحوالشمال، وفي الشتاء تكون الحرارة معتدلة في النهار (النهاية الكبرى في أسوان 23.7 ْم)، ويصحبها برودة محسوسة في أثناء الليل (النهاية الصغرى في أسوان 9.6 ْم).

وفي الصيف ترتفع الحرارة ارتفاعاً كبيراً في أثناء النهار(42 ْم في أسوان)، ثم تنخفض الحرارة في الليل (25.6 ْم في أسوان)، بحيث يصل الفرق بين حرارة الليل وحرارة النهار نحو16 ْم.

إذا جاز عد المنطقة الجنوبية إقليماً واحداً من الوجهة المناخية فإنه لا يجوز عد الجزء الممتد بين المنيا والبحر المتوسط إقليماً واحداً، ويحسن التمييز بين أجزائه المتنوعة، وتقسيمها إلى أنطقيم ثانوية، والعامل الأساسي الذي يمكن حتى يُتخذ أساساً لهذا التقسيم هوالمطر:

- الإقليم الأول: الصحراوي، وهوشبيه بمصر العليا في ندرة أمطاره، فإن ما يسقط عليه من المطر لا يزيد على 25مم، وهذا الإقليم يقع جنوب خط يمتد من جنوبي السويس إلى بحيرة قارون.

- الإقليم الثاني: القليل المطر، ويراوح ما يهطل فيه من المطر بين 25-100مم. وفي هذا الإقليم تقع القاهرة ومعظم أراضي الدلتا، والحد الشمالي لهذا الإقليم هوخط المطر 100مم، الممتد من جنوبي دمنهور إلى غربي بورسعيد، بانحراف إلى الشمال الشرقي.

وهذه المنطقة انتنطقية بين الإقليم الصحراوي جنوباً وإقليم البحر المتوسط شمالاً، والمطر في شطرها الجنوبي أقل منه في شطرها الشمالي ( متوسط الهطل المطري في القاهرة نحو34مم وفي طنطا نحو42مم وفي كفر الزيات نحو56مم). على حتى ما يميز هذه المنطقة من سابقتها ليس مقدار الهطل فقط، بل انتظام سقوطه، فالشذوذ هنا حتى تمر سنة من دون حتى تسقط أمطار، أما في المنقطة الصحراوية فإن سقوط المطر بكمية محسوسة هوالظاهرة النادرة.

الإقليم الثالث: هوإقليم البحر المتوسط، وهذا الإقليم من أرض مصر هوالذي يُمكِّن مع شيء من التسامح من إدخاله في إقليم البحر المتوسط، فليست سواحل مصر كثيرة الأمطار، كثرة تعادل سواحل سورية ولبنان واليونان وإيطاليا وفرنسا، ولكنها إذا اختلفت في المقدار فإنها متفقة في النوع. ويراوح ما يهطل من المطر في هذا الإقليم بين 100-250مم، وهوأقل في الشرق منه في الغرب، فهوفي الإسكندرية نحو204 مم وفي بورسعيد نحو83مم، وهذا الفرق يعود إلى تقوس سواحل الدلتا، فالجزء المحصور بين فرعي رشيد ودمياط بارز داخل في البحر، وأكثر هبوب الرياح التي تحمل المطر إلى سواحل مصرقد يكون إما من الغرب، وإما من الشمال الغربي، وفي كلتا الحالتين فإن سواحل الإسكندرية ومريوط ورشيد تعترض هبوب هذه الرياح اعتراضاً، ولاشيء أدعى إلى هطل الأمطار من اعتراض السواحل أوالجبال هبوب الرياح الرطبة.

ومن حيث نظام هطل الأمطار على سواحل البحر المتوسط، يُلاحظ حتى أشهر الصيف جافة تماماً، ويبدأ سقوط المطر قليلاً جداً في نهاية سبتمر، ويبلغ النهاية العظمى في كانون الأول/ديسمبر(في الإسكندرية)، ثم يقل بعد ذلك حتى يكاد ينعدم تماماً في الربيع.

إلى جانب الأمطار هنالك اختلافات واضحة في درجات الحرارة بين سواحل البحر المتوسط وبين إقليم القاهرة مثلاً: فالإسكندرية أدفأ في فصل الشتاء لا من القاهرة فقط، بل هي أدفأ في متوسطها من أكثر مدن الصعيد، وهي في الوقت نفسه أقل حرارة في الصيف من القاهرة، لكن معدلات الرطوبة النسبية أعلى في السواحل منها في المناطق الداخلية.

يبلغ الفرق بين النهاية الكبرى والنهاية الصغرى في الإسكندريةسبعة أوثمانية درجات مئوية، أي إذا الليل أدفأ، كما حتى حرارة النهار ألطف منها في القاهرة، فأثر المناخ الصحراوي هنا قليل جداً، وهذه الظاهرة وسابقتها ترجعان إلى تأثير البحر والرياح التي تهب من البحر.

تبتدئ المدة التي تهب فيها رياح الخماسين من شهر شباط/فبراير وتنتهي في منتصف حزيران/يونيو، ورياح الخماسين تعبير عن رياح تهب من الجهات الجنوبية (الجنوبية الشرقية والغربية) على مصر السفلى، وسبب هبوبها مرور منخفضات جوية آتية من الغرب. أما طريق الأعاصير في الشتاء فيكون إلى الشمال من سواحل مصر، وجنوبها في أشهر الربيع. فإذا مرّ الانخفاض على سواحل مصر هبت من الصحارى الجنوبية رياح ساخنة حارة، وكثيراً ما تحمل معها مقداراً كبيراً من الرمال، وهذه هي التي يعهدها الجميع بأنها هي رياح الخماسين حقاً.


الموارد الطبيعية

تحظي مصر بالكثير من الموارد المعدنية. التى بعضها مستغل والبعض الأخر في طريقة للإستغلال بالنظر إلى مناخ الإستثمار في الوقت الحالى. وتتنوع تلك الموارد من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع.

يأتي الحديد كواحد من أبرز الثروات المعدنية التي تشتهر بها مصر حيث تتواجد رواسب الحديد في ثلاث مناطق رئيسية هي شرق أسوان والواحات البحرية والصحراء الشرقية.

بردية تورين وتوضح عمليات التعدين في وادي الحمامات وهي أقدم خريطة تعدينية في تاريخ البشرية.

على الرغم من تعدد مواقع تواجد خامات المنجنيز إلا حتى القليل منها هوالذي يصلح للاستغلال الاقتصادي وتعد منطقة أم بجمة في سيناء هي أبرز تلك المناطق حيث توجد خامات المنجنيز في شكل عدسات متوسط سمكها متران تقريباً ضمن صخور الحجر الجيري الدولوميت الذي ينتمي إلى تكوينات العصر الكربوني الأوسط.

جبل السكري في الصحراء الشرقية في مصر

ربما كان المصريون القدماء أبرع من نقبوا عن المضى بدليل وجود أكثر من 90 منجما قديما للمضى في الصحراء الشرقية ومازالت الآثار والمشغولات المضىية شاهدا حيا على براعة المصريين القدماء في البحث والتنقيب عن المضى . ومن أبرز مناجم المضى : عنود والسكري والرامية وأم الروس وعطا الله .. ويظهر المضى على هيئة حبيبات دقيقة منتشرة غالبا في عروق الكوارتز القاطعة للصخور الجرانيتية المنتشرة بطول وعرض الصحراء الشرقية. وتكمن أهمية المضى في قوته الشرائية التي أهلته لأنقد يكون هوالغطاء النقدي للعملات المتداولة. بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الأسنان وبعض العقاقير الطبية.

النشاط الزلزالي

خريطة توضح التوزيع الجغرافي للنشاط الزلزالي في مصر من عام 1900 - 2009
صفيحة سيناء الصغرى

تتعرض مصر ل400 هزة أرضية في المتوسط يومياً، وتتأثر مصر ب6 مصادر بعضها خارج حدودها، والبعض الآخر بالداخل، فيما يخص النشاط الزلزالي بها. لكن مصر في جميع الأحوال تقع في منطقة متوسطة زلزالياً، لبعدها عن الأحزمة الرئيسية، في نطاق المحيط الهادي وفالق الأناضول-الهيملايا. ويقع المصدر الأكبر للزلزال في منطقة جنوب شرق البحر المتوسط، وخاصة المنطقة الواقعة بين جزيرتي كريت وقبرص، تأثراً بنشاط الصفيحة الأفريقية، التي تغوص تحت قارة اوروب، الأمر الذي يولد زلازل تؤثر على الساحل الشمالي المصري، ويحدث به يومياً مابين أربعة الىسبعة زلازل يومياً، بقوى تتراوح بين ثلاثة و4.5 درجة بمقياس ريختر. وأكبر زلالزل سقطت عام 1955 بقوة 6.7 درجة وعام 2002 بقوة 6.2 درجة. والمنطقة الثانية هي منطقة خليج العقبة، وتعد من المصادر الرئيسية للزلازل في مصر، وتتميز أحيانا بظاهرة الحشود، بمعنى أنه قد يحدث فيها خلال يوم واحد 300 هزة وهي زلازل صغيرة، قد تسبق زلزالا رئيسيا، ثم يحدث بعد ذلك التوابع الزلزاليه له. وكان أكبر زلازله في 22 نوفمبر عام 1995 بقوة 6.9 درجة، وسبب خسائر فادحة في نوبيع ودهب وطابا، بالاضافة إلى الخسائر الإسرائيلية.

انظر أيضاً

  • جغرافيا مصر


المصادر

  1. ^ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
  2. ^ صفوح خير. "مصر (جغرافياً)". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-06-23.
  3. ^ الهيئة العامة للإستعلامات
  4. ^ "محطات الزلازل المصرية تسجل معدل 400 هزة أرضية في اليوم". جريدة الشرق الأوسط. 2004-06-24. Unknown parameter |http://www.aawsat.com/details.asp?article= ignored (help); Missing or empty |url= (help); |access-date= requires |url= (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 15:41:27
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Pages using web citations with no URL, Pages using citations with accessdate and no URL, جيولوجيا مصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مرضٌ غامضٌ يقتل 20 طفلاً أفغانياً - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:22:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

السعودية تبدأ استقبال طلبات تأشيرات العمرة

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:23
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 47%

شنغهاي: 42 إصابة جديدة بكورونا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:23:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 59%

إغلاق ملاعب للقرب يقود شبابا بمراكش إلى الانحراف

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:26
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 49%

توقيف شخصين بحوزتهما 2.5 كلغ مخدرات لبيعها ببلديات الشلف

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:25:29
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

تجاوبا مع شكايات مواطنين.. عمل امني وزان بمنطقة المحاميد بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:22
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 50%

اليابان تحذر من ارتفاع سريع للإصابات بكورونا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:23:43
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

كمامات مجانية وفحوصات مع انتشار كوفيد-19 في نيوزيلندا

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:23:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

هيئة التأمين الاجتماعى تستحوذ على نصيب الأسد من دعم الخزانة العامة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:21:41
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

مواعيد قطارات السكة الحديد المكيفة والروسى بالوجهين البحرى والقبلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:21:42
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 35%

تزوير أوراق مالية يطيح بشخصين بالدارالبيضاء

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:21
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 47%

عاجل.. جريمة قتل جديدة تهز مراكش والضحية شاب عشريني

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:20
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

مرضى وأطباء مستشفى الرازي بمراكش بلا تكييف في عزّ موجة الحر

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:24
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 38%

مقاهي ودراجات نارية تُجهز على واجهة عمارة ومطالب بتدخل السلطات

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-14 12:15:25
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 41%

بعد يوم من زفافها.. العثور على عروس مشنوقة في مصر ! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-07-14 09:22:37
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية