يواصل مجلس أمناء الحوار الوطنى استعداداته لعقد آخر اجتماعاته التمهيدية خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل الإعلان عن الانطلاق الرسمى للجلسات فى ١٩ لجنة فرعية تمثل محاور الحوار الثلاثة: السياسى والاقتصادى والمجتمعى.

ومن المقرر أن يشهد هذا الاجتماع المنتظر التصديق على الأسماء المقرر دعوتها لحضور اجتماعات اللجان، مع إنهاء كل الترتيبات والتجهيزات اللازمة لبدء الحوار. 

قال الدكتور مصطفى كامل السيد، المقرر المساعد للمحور السياسى بالحوار الوطنى، إن السبب وراء تأخر بدء الجلسات يرجع إلى انشغال مجلس الأمناء بتحديد موضوعات الحوار والشخصيات المشاركة فيه، وهو ما استلزم وقتًا طويلًا، مشددًا على أن جميع اللجان جاهزة لانطلاق الجلسات فى أقرب وقت.

وأضاف «السيد»: «اختيار المتحدثين فى لجان محاور الحوار الوطنى أمر يخص مجلس الأمناء، وأسباب التأخير ترجع للحرص على مشاركة ممثلين عن الأحزاب والحركة المدنية والخبراء فى كل جلسة، لتحقيق التوازن، وهو ما تم الانتهاء منه مؤخرًا، كما أعلن ذلك الدكتور ضياء رشوان، المنسق العام للحوار».

وواصل: «على مستوى المحور السياسى انتهينا من كل الإجراءات التنظيمية، واتفقنا على عدد من الموضوعات، وعلى كيفية إدارة الجلسات، ولدينا تصور ما حول ما يمكن الخروج به منها، ومستعدون للبدء فى أى وقت».

وقال بهاء ديمترى، مقرر لجنة الصناعة بالحوار الوطنى، إن تحديد مجلس أمناء الحوار الوطنى القضايا والموضوعات التى ستجرى مناقشتها فى كل لجنة اجتهاد من المجلس؛ لتسهيل عمل اللجان المختلفة.

وأضاف «ديمترى»: «مجلس الأمناء اقترح نقاطًا محددة تساعد اللجان على وضع أجندة للعمل، وتحدد الطريق الذى سيسير فيه الحوار الوطنى، الذى يستهدف إصلاح الأوضاع السابقة، ووضع خطة عمل لمواجهة المشكلات الحالية والمستقبلية».

وشدد على أن للجنة الصناعة أهمية خاصة، فوفقًا لرأى جميع الخبراء فإن إحداث نهضة فى ملف الصناعة هو أمر قادر على النهوض بالبلاد، لتوفير احتياجاتها وتصدير الفائض، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، التى كشفت عن مشكلات فى توفير مستلزمات الإنتاج والمواد الخام اللازمة للتصنيع، لذا فإن هذه الموضوعات سيكون لها أهمية خاصة لما لها من دور فى توفير فرص العمل وإنعاش الاقتصاد.

إلى ذلك، شدد المكتب التنفيذى لـ«تحالف الأحزاب المصرية» على أن كل أحزاب التحالف، المكون من ٤٢ حزبًا سياسيًا، تدعم الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترى أنه يفيد الوطن والمواطن. 

ووجّه النائب تيسير مطر، رئيس حزب «إرادة جيل»، أمين عام التحالف، وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ، الشكر لأعضاء مجلس أمناء الحوار الوطنى على جهودهم خلال الفترة الماضية تمهيدًا لبدء الجلسات.

وقال «مطر» إن «التحالف يرفض أى محاولات خبيثة لتشويه الحوار الوطنى، من هؤلاء الذين يحاولون العبث بمقدرات الشعب ويعملون لصالح أعدائه، خاصة أن جميع القضايا التى ستطرح على طاولة الحوار الوطنى تمس المواطن وطرحها للحوار يفيد الجميع».

ووصف اللواء رءوف السيد على، رئيس حزب «الحركة الوطنية المصرية»، انطلاق جلسات الحوار الوطنى خلال الأيام القليلة المقبلة بأنه يمثل نقلة نوعية فى الحياة السياسية، خاصة أنه سيشهد طرح كل التحديات التى تواجه الدولة، فى حوار حر، بلا محاذير أو قيود.

وقال «على» إن «الحوار الوطنى يؤكد أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة ونقطة فارقة فى تاريخها، تعد بمثابة ميلاد حقيقى للجمهورية الجديدة التى تتسع للجميع، والجلسات ستسهم بشكل مباشر فى بناء وصناعة كوادر سياسية قادرة على أن تثرى التجربة الديمقراطية والحزبية، خاصة أن الدعوة إلى الحوار جاءت من رئيس الجمهورية مباشرة، ما يجعل الأمر تجربة ملهمة ذات أبعاد وطنية، بما تستهدفه من تبادل للرؤى والأفكار بين كل أطياف المجتمع، سواء كانت أحزابًا سياسية، أو منظمات مدنية، أو حقوقية».

وأضاف: «الحوار خطوة وحلقة فى سلسلة حوارية طويلة يشارك فيها الجميع، وأهميته تكمن فى كونه يضم كل فئات الشعب، مهما اختلفت انتماءاتهم، للوصول إلى حلول مُرضية حول كثير من القضايا والمشكلات العامة التى تهم المواطن وتواجه الوطن، ومن خلاله سيتم أيضًا تبادل الآراء والنقاش بين جميع أطياف الشعب لبلوغ الأهداف التى تسعى الدولة لتحقيقها».

وقال الدكتور عفت السادات، رئيس حزب «السادات الديمقراطى»، إن الحوار الوطنى صنع حالة من الحراك بين الأحزاب السياسية، وتبادل الآراء حول القضايا المختلفة هو ما ينتج الأفكار القادرة على مواجهة التحديات، وإنهاء الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

أما الكاتب الصحفى طارق درويش، رئيس حزب «الأحرار الاشتراكيين»، فقال: «نحن أمام مفهوم جديد ورغبة فى خلق نظام ديمقراطى يشمل جميع القوى السياسية، ويعتمد بشكل أساسى على تبادل الرؤى والأفكار، وتوحيد القوى للسير بالمجتمع نحو ديمقراطية تتسع للجميع وتخرج بالوطن من عنق الزجاجة إلى بر الأمان».

وأضاف «درويش»: «النظم الديمقراطية فى مختلف دول العالم أساسها الإجراءات الإصلاحية لمواجهة القصور والبيروقراطية، ودعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى جمعت كل التيارات للخروج بأجندة موحدة والتوصل لرؤية تقوم على الدراسات العلمية المتأنية والحوارات الجادة المثمرة، من أجل التوصل لحلول لكل المشكلات التى واجهت الوطن فى مراحل سابقة». الأمر نفسه أكده كمال حسنين، رئيس حزب «الريادة»، الذى قال إن مجلس أمناء الحوار الوطنى استطاع أن يتلقى جميع القضايا التى تشغل بال المصريين، ويضعها فى محاور وجداول عمل للجان المختلفة، وهو جهد يستحق الشكر عليه.

وكشف «حسنين» عن تشكيل «تحالف الأحزاب المصرية» لجنة لاختيار أفضل شخصيات من كوادره لتمثله بجلسات الحوار الوطنى، من أجل المساهمة بجدية فى التوصل لحلول تفيد الوطن.

كما قال المستشار حسين أبوالعطا، رئيس حزب «المصريين»، إن الحوار الوطنى فرصة للأحزاب السياسية كى تسعى إلى إيجاد نفسها وتطوير طريقها للعودة إلى الحياة السياسية، والعمل وفق مفاهيم تتوافق مع الجمهورية الجديدة، التى تتسع لجميع القوى السياسية.

وشارك حزب «العدل» فى ورشة عمل عقدتها «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين»، استعدادًا لبدء جلسات الحوار الوطنى، وذلك لعرض رؤية الحزب فى كل الملفات المطروحة للحوار.

وقالت الكاتبة الصحفية نرمين ميشيل، أمينة قطاع شمال القاهرة فى حزب «العدل»، إن الحزب استعرض خلال ورشة العمل رؤيته حول الملفات المختلفة للحوار الوطنى، والتى أعدها أعضاء الحزب ومكتبه السياسى، بالإضافة إلى الاستماع لوجهات النظر الأخرى حول تلك الرؤية.

وأضافت أن الحزب سيطالب خلال الجلسات بطرح قانون الأحوال الشخصية للنقاش خلال اجتماعات لجنة الأسرة والتماسك المجتمعى، للخروج بقانون عادل يناسب الأسرة المصرية.