مع تطور أساليب الحروب الحديثة وحروب الجيل الخامس، كان هناك اتجاه متزايد للبلدان في استخدام الهجمات السيبرانية كأداة في نزاعاتها، ومن الأمثلة البارزة الحرب الإلكترونية المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث عانت كييف من ارتفاع ثلاثة أضعاف في الهجمات السيبرانية على مدار العام، منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة، مع انتشار القرصنة الروسية في بعض الأحيان جنبًا إلى جنب مع الضربات الصاروخية في وقت واحد.
منذ ذلك الحين ، تم تنفيذ عدة هجمات إلكترونية من قبل كل من روسيا وأوكرانيا. في السنوات الأخيرة ، ساء الوضع ، حيث تتهم كلتا الدولتين بعضهما البعض بالقيام بالتجسس الإلكتروني وجهود الدعاية. في عام 2020 ، زعمت الحكومة الأوكرانية أن الإفراج عن وثائق رسمية خاصة كان بسبب هجوم إلكتروني روسي على بنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
كانت ضربة البداية في اندلاع حرب الحواسيب، عندما بدأت روسيا بمهاجمة مواقع الحكومة الأوكرانية في يناير 2022، بعد يوم واحد من فشل المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن عضوية أوكرانيا في الناتو، ثم في فبراير، بدأت موسكو عملتيها العسكرية على أوكرانيا، ليدخل الصراع السيبراني الطويل الأمد بين روسيا وجارتها أيضًا مرحلة جديدة، ليبرز على ساحة القتال جنبا إلى جنب مع القوات الجوية والبرية والبحرية.
أصدرت دائرة الاتصالات الحكومية الخاصة في أوكرانيا تحليلاً للإستراتيجية الإلكترونية لروسيا خلال الحرب حتى الآن ، والتي خلصت إلى أن الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الخريف الماضي كانت مرتبطة بحملة القصف المستمرة.
وقال التقرير إن روسيا شنت "هجمات إلكترونية قوية لإحداث حد أقصى من التعتيم" في 24 نوفمبر الماضي، بالتوازي مع موجات من الضربات الصاروخية على منشآت الطاقة الأوكرانية التي أدت في ذلك الوقت إلى إجبار جميع المحطات النووية في البلاد على التوقف عن العمل.
نفذ قراصنة الروس 10 هجمات يوميًا ضد "البنية التحتية الحيوية" خلال شهر نوفمبر، وفقًا لوكالة التجسس المحلية التابعة لجهاز المخابرات الأوكرانية ، كجزء من جهد أوسع لترك الملايين بدون كهرباء وسط درجات الحرارة المنخفضة.
كما تم تنسيق الهجمات الإلكترونية مع "عمليات المعلومات والنفسية والدعاية الروسية" ، حسبما أفادت دائرة الاتصالات الخاصة الحكومية في أوكرانيا ، بهدف محاولة "تحويل المسؤولية عن عواقب انقطاع التيار الكهربائي إلى سلطات الدولة الأوكرانية أو الحكومات المحلية أو رجال الأعمال الأوكرانيين الكبار ".
يتراوح المخترقون الروس من مجموعات عسكرية عالية الاحتراف، وهي جزء من مجمع الكرملين الأمني، من خلال العصابات الإجرامية، التي تسعى غالبًا إلى جني الأموال، إلى ما يسمى بـ "ناشطي القرصنة" الموالين للكرملين.
يبدو أن أوكرانيا قد حققت بعض النجاح في معالجة واحتواء القرصنة الروسية والموالية لموسكو، على الرغم من أن كييف حصلت على دعم كبير من الغرب، حيث قدمت المملكة المتحدة حزمة دعم بقيمة 7.6 مليون دولار، للمساعدة في الاستجابة للحوادث ومشاركة المعلومات، بالإضافة إلى الأجهزة والبرامج.
وأضاف المسؤولون البريطانيون الذين يستضيفون الأوكرانيين أنه لم تكن هناك زيادة في النشاط السيبراني الروسي الذي يستهدف الغرب، على الرغم من أن بعض الهجمات استهدفت "الخارج القريب لروسيا"، وعلى الأخص بولندا، التي أبلغت عن زيادة الهجمات على الأهداف الحكومية والاستراتيجية من الخريف.
في أواخر أكتوبر، تعرض مجلس الشيوخ البولندي لهجوم إلكتروني، بعد يوم من اعتماد مجلس الشيوخ بالإجماع قرارًا يصف الحكومة الروسية بأنها نظام إرهابي.
وألقت بولندا في وقت لاحق باللوم على المجموعة الموالية لروسيا NoName057 (16) بعد إغلاق موقعها على الإنترنت.
كما اتهمت وارسو مجموعة Ghostwriter الموالية لروسيا، والتي يعتقد خبراءها أنها تعمل من بيلاروسيا ولديها صلات بوكالة المخابرات العسكرية GRU التابعة للكرملين، بالتورط في حملة تضليل تهدف إلى محاولة اختراق عناوين البريد وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي لشخصيات عامة. في البلاد.
لا تزال بريطانيا تعتقد أنه لا يزال هناك تهديد كبير للمنظمات البريطانية من النشاط الإلكتروني الروسي ، لكن من الواضح أنه لم يتكثف منذ بداية الحرب، كما لم تكن هناك أي علامة على استهداف برامج ضارة روسية لمنظمات المملكة المتحدة.
ومع ذلك يتم حث المنظمات البريطانية على الاستمرار في مراجعة أمنها الرقمي خلال ما يعتبره المركز الوطني للأمن السيبراني "فترة ممتدة من التهديد المتزايد".
