تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤلف من مقطعين، قيل إنّه يُظهر حالة ذعر بين مسافرين على متن طائرة مغربية كانت على وشك التحطّم.

ويُظهر الأول مشهداً من داخل طائرة تتعالى فيها أصوات الركّاب وهم يردّدون عبارات الشهادة، فيما يُظهر الثاني مشهداً لطائرة في الجوّ – تحمل علامة شركة الخطوط الملكية المغربية ، وهي تكاد تسقط في البحر قبل أن تتمكّن من العودة إلى اليابسة وتحطّ في مدرج مطار.

ورافق الناشرون الفيديو بتعليق مفاده، أن “مسافرين عاشوا لحظات من الرعب على متن الطائرة المغربية، مشيدين بمهارة الربان الذي تمكن من إعادة فرض السيطرة على الطائرة”.

وبهذا الخصوص، قالت خدمة تقصي الحقائق التابعة لوكالة فرانس بريس إن هذا الإدعاء غير صحيح، مؤكدة أن “الفيديو مؤلف بالفعل من مقطعين، يظهر الأول تعرض طائرة إيرلندية لمطبات هوائية أما الثاني فهو مجرد محاكاة”.

وأضاف المصدر ذاته، أنه تم تركيب المقطعين معاً حتى يبدوان بأنهما حادثة واحدة لطائرة مغربيّة، مؤكدة أن المشاهد لا توثق لطائرة كادت تسقط في البحر.

وأكدت “فرانس بريس”، أن المشاهد لا توثق لطائرة كادت تسقط في البحر، مبرزة أن “من العناصر المثيرة للشك في المقطع الأول ظهور مقاعد باللونين الأصفر والأزرق، وهم من شركة “رايان إير” الإيرلندية، في حين تتحدث الادعاءات عن طائرة مغربية”.

وكشف المصدر ذاته، أن البحث باستعمال كلمات مفتاحية مثل “حادث رايان اير مغاربة”، يحيل إلى مقطع الفيديو نفسه المنشور على يوتيوب سنة 2020.

فمن العناصر المثيرة للشك في المقطع الأول ظهور مقاعد باللونين الأصفر والأزرق، وهما اللّونين المعتمدين من شركة “رايان إير” الإيرلندية، في حين تتحدث الادعاءات عن طائرة مغربية.

على ضوء ذلك أرشد البحث باستعمال كلمات مفتاحية مثل “حادث رايانير مغاربة” إلى مقطع الفيديو نفسه منشوراً على يوتيوب سنة 2020.

ونُشر الفيديو آنذاك على أنه يُظهر حالة خوف في طائرة تابعة للشركة الإيرلنديّة مرّت بمطبّات هوائيّة.

وآنذاك، شهدت طائرة تابعة لشركة “رايان إير” كانت متجهةً إلى بروكسيل من مطار وجدة مطبّات هوائية شديدة وفق ما نقلته وسائل إعلام عربية، لكن ذلك لم يؤثّر على سلامتها.

أما الفيديو الثاني الذي تظهر فيه طائرة تحمل شعار شركة الطيران المغربيّة وهي تحلّق في السماء وتقترب من مياه البحر، فهو يتشابه مع مقاطع كثيرة منتشرة على الإنترنت لمحاكاة إلكترونيّة لرحلات جويّة.

إثر ذلك، أكّد ربّان لبناني لوكالة فرانس برس بعد الاطّلاع على الفيديو أنه لا يصوّر رحلة حقيقية.

وقال الطيّار الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه “هذا الفيديو مجرّد محاكاة”، مشيراً إلى عناصر تقنيّة تجزم بذلك، منها سرعة حركة الطائرة.

هذا، وتمكن صحافي في خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من العثور على نسخة للفيديو منشورةً بتاريخ 25 دجنبر من سنة 2022 على قناة يوتيوب تنشر مقاطع محاكاة للطائرات.

وجاء في التعليق المرافق للفيديو أنه يُظهر محاكاة لنزول طائرة في مدينة فونشال في جزيرة ماديرا البرتغالية أثناء ريّاح قوية.