يصل وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، القاهرة، وهى الزيارة الأولى فى ٢٠٢٣، على أن تستمر حتى ٣١ يناير الجارى، فيما أكد مراقبون أن أجندة «بلينكن» ستكون حافلة سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين أو بحث القضايا الإقليمية والدولية.

وأكد خبراء ومسئولون أمريكيون، لـ«الدستور»، أن القاهرة لاعب استراتيجى رئيسى فى المجتمع العالمى والعالم العربى والشرق الأوسط، و«لهذا تعول الإدارة الأمريكية على القاهرة لوقف التصعيد الجارى فى الأراضى الفلسطينية».

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق لشئون الشرق الأدنى مدير برنامج السياسة العربية فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن الإدارة الأمريكية أوضحت أن زيارة «بلينكن» ستناقش الشراكة الاستراتيجية ومجموعة واسعة من القضايا الإقليمية، بما فى ذلك كيف يمكن لمصر أن تدعم الانتخابات فى ليبيا، والعملية السياسية الجارية التى يقودها السودانيون، والقضية الفلسطينية، وكذلك كيف يمكن لواشنطن ومصر العمل سويًا لضمان الهدوء فى قطاع غزة، وقد تكون إثيوبيا وسد النهضة على جدول الأعمال، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية المصرية.

وأضاف أن مصر تلعب دورًا مثمرًا فى غزة، حيث تساعد فى تهدئة التوترات وتخفيف التصعيد، فالقاهرة لديها اتصالات جيدة ومستمرة مع حركة حماس وتسيطر على الحدود مع غزة، كما أن مصر فريدة من نوعها، وتحظى بثقة الجانبين، ومن المتوقع أن تستمر فى لعب دور مفيد فى الوساطة بين إسرائيل وحماس فى غزة.

وواصل: «إسرائيل مهتمة بهدنة طويلة الأمد مع (حماس) فى غزة، لكن من الصعب التوافق حتى الآن فى أعقاب الغارة الإسرائيلية على جنين للاجئين الذى ينذر بجولة جديدة من التصعيد».

وشدد على أن مصر تعد طرفًا مهمًا فى المنطقة، وأن الإدارة الأمريكية تأمل أن تنفذ مصر إصلاحات هيكلية مهمة مرتبطة ببرنامجها الجديد للإصلاح الاقتصادى مع صندوق النقد الدولى.

فيما قال جاستن راسل، المدير الرئيسى لمركز نيويورك لشئون السياسة الخارجية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكى يجب أن تركز على الموضوعات المهمة التى تدعم حل المسألة الإسرائيلية الفلسطينية على قدم المساواة، إضافة إلى استعادة الاستقرار فى ليبيا.

وأضاف: «لنكن واضحين أن مصر لديها دور تاريخى كونها وسيطًا مشتركًا للمناقشات داخل العالم العربى، ولها دور مهم فى حفظ استقرار شمال إفريقيا، ويجب أن تركز المناقشات بين الولايات المتحدة ومصر على كيفية استمرارها فى مساعدة الأمن العالمى، وكذلك الأمن فى الشرق الأوسط».

وأكد أن مصر لعبت بشكل تقليدى دورًا تاريخيًا ومهمًا بشكل لا يصدق فى المساعدة على أن تكون قوة عقلانية وهادئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وواصل: «أعتقد أنه منذ ذلك الحين، تواصل مصر لعب دور مهم للغاية فى الحفاظ على هذه الحالة، وأعتقد أن المجتمع الدولى يعقد الأمل على الإدارة المصرية الحالية لتلعب دورًا رئيسيًا للتهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وضمان وقف التصعيد».

وتابع: «فى هذه المرحلة أعتقد أن توقيع اتفاق هدنة طويلة أمر غير محتمل، فى ظل وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية، رغم أنه يتوجب على نتنياهو أن يدرك أن الحوار بين الطرفين يساعد فى إنقاذ الأرواح ويمنع التصعيد، ونأمل أن تنجح القاهرة وواشنطن فى حماية المنطقة من انفجار الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية».

وأكد الخبير الأمريكى أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تتمتع بثقل اقتصادى وعسكرى مهم، حيث تتحكم قناة السويس فى تدفق التجارة العالمية، وتتيح لها قدراتها السياسية والعسكرية لعب دور أساسى فى المنطقة، ودعم الحل السياسى فى فلسطين وليبيا واليمن، غيرها من النقاط الساخنة. 

وأضاف: «الرئيس السيسى يسعى لمواصلة تنمية القدرات المصرية لتعزيز القوة الاستراتيجية لبلاده، ويظهر هذا جليًا من خلال الاجتماعات الأخيرة بين الرئيس ووزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، ويواصل الجانبان دفع التنسيق المشترك من خلال الاجتماع مع وزير الخارجية بلينكن».

بدوره أكد المحلل السياسى وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، مهدى عفيفى، أن الإدارة الأمريكية تعول على القاهرة فى حل الخلافات بين إسرائيل وفلسطين، وبين الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وأوضح أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة تأتى على ضوء التغيرات فى المنطقة فى ليبيا والسودان وفلسطين، خاصة مع تأكيد الرئيس الأمريكى جو بايدن على ضرورة الاستمرار فى المفاوضات بين الجانبين لتطبيق حل إقامة الدولتين.