تميزت الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولى للكتاب «٥٤» بالعديد من الظواهر الإيجابية، منذ انطلاقتها يوم الخميس الماضى الموافق ٢٦ يناير الجارى.

فرغم وجود تخوف كبير من ضعف الإقبال على معرض الكتاب لأسباب كثيرة، منها الأزمة الاقتصادية العالمية التى أدت إلى ارتفاع أسعار الورق، وبالتالى أسعار الإصدارات، تخطى عدد جمهور المعرض ١٣١ ألف زائر فى يومه الأول.

وأعربت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، عن سعادتها بهذا الإقبال الجماهيرى الكبير فى أول أيام المعرض، والذى ظهر فى اصطفاف الآلاف على أبواب المعرض مع الساعات الأولى لفتح أبوابه أمام الجمهور، ما يعكس وعى المصريين وشغفهم بالكتاب، وتقديرهم لما يُقدم فى «عيد الثقافة المصرية»، على أرض قدست الكتابة قبل آلاف السنين.

وازداد عدد زوار معرض الكتاب بصورة كبيرة فى ثانى أيامه، الجمعة، وتجاوز ربع مليون زائر، وتحديدًا ٢٥١ ألفًا و٩٩٨، وفق الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى توقع زيادة هذا العدد، خلال الأيام المقبلة، بالتزامن مع بداية إجازة منتصف العام الدراسى.

وأضاف «بهى الدين»: «الإقبال الجماهيرى انعكس بشكل كبير على مبيعات الكتب، التى سجلت رقمًا قياسيًا خلال يومين فقط من المعرض، مع تنوع العناوين المطروحة ومناسبتها لمختلف الفئات».

وواصل: «هذه الانتعاشة التى شهدتها المبيعات لم تقتصر على أجنحة الهيئة العامة للكتاب فحسب، بل انعكست على مبيعات باقى دور النشر المشاركة فى المعرض، البالغ عددها ١٠٤٧ دار نشر مصرية وعربية وعالمية من ٥٢ دولة، علاوة على أجنحة قطاعات الوزارة المختلفة المعنية بالنشر».

فيما اقترب عدد زوار اليوم الثالث من ١٠٠ ألف زائر حتى مثول الجريدة للطبع قبل ساعات من إغلاق أبواب المعرض.

وكان التخوف من ضعف الإقبال على الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولى للكتاب قد وصل حتى للكُتاب الأكثر مبيعًا، ومنهم محمد صادق، السيناريست والروائى صاحب رواية «هيبتا»، الذى صدرت روايته الجديدة «الداما» ونفدت فور صدورها، وقالت الدار للزوار إن العمل سيتوافر مرة أخرى بعد ٢٤ ساعة.

وتكرر هذا مع الكثير من العناوين، من بينها الكتاب الساخر «جمعية المرأة الكويسة» لصاحبه محمد راضى، وكتابا «يهود فى الأندلس» لزينب حسن و«شروق الأندلس»، لدرجة أن الكتابين نفدا تمامًا من جناح المجلس الأعلى للثقافة.

وسجلت الهيئة المصرية للكتاب مبيعات بلغ قدرها ١٧٥٢١ جنيهًا فى يوم واحد، خاصة مع طرحها كتبًا بأسعار مخفضة جدًا، من جنيه واحد إلى ٧٠ جنيهًا، وهو ما تكرر مع سلسلة «الهوية» الصادرة عن قصور الثقافة، التى لاقت رواجًا كبيرًا للسنة الرابعة على التوالى ونفد الكثير منها، خاصة كُتب طه حسين التى أصدرتها الهيئة بالتزامن مع معرض الكتاب.

وتضمن معرض الكتاب العديد من الفعاليات، كان من بينها حفل للمنشد الكبير ياسين التهامى وفرقته الموسيقية، جاء عقب ندوة له أدارها الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير مؤسسة «الدستور» الصحفية، وسط إقبال كبير من محبى «التهامى».

كما كان هناك تواجد مكثف للفرق الأردنية على مسرح المعرض، وظهر بعضها وهو يؤدى رقصات شعبية باستخدام السيوف، وسط تفاعل كبير، بالتزامن مع مجموعة من العروض الخاصة بالأطفال، التى نشرت حالة من المرح بين الصغار والكبار على حد سواء، ومن بينها عروض «الأراجوز».

وأقبل كثيرون على جناح الطفل، الذى شهد نفاد العديد من سلاسل الإصدارات الشهيرة، على رأسها «روايات مصرية للجيب» و«رجل المستحيل».