الإطارى.. بين جوبا والهضبتين


مجدي عبد القيوم (كنب)

وفد المركزي هل عاد من جوبا بخفى حنين؟

القاهرة والحوار السوداني السوداني

هل يضحي حزب الأمة بعلاقته المتنامية مع مصر؟

سحب مبادرة البرهان ثم ماذا بعد؟

زيارة الرئيس الإثيوبي تزيد الأزمة تعقيداً

في الذاكرة الشعبية ارتبطت جوبا وفي سياقات تاريخية مختلفة ومتعددة بالهزائم والانكسارات وربما نقض العهود والمواثيق بعيد نقض غزل اتفاقية أديس أبابا وربما قبل ذلك حين كان الاستقلال على موائد التفاوض ومن ثم عند المائدة المستديرة حتى أن الإرث الشعبى ارخ لذلك فصك الاكليشيه الشهير:
“جوبا مالك عليا
جوبا شلتى عينيا”
وهو مجتزأ من الاغنية الشهيرة.

بعيد إسقاط نظام الانقاذ المباد استضافت جوبا مفاوضات السلام بين الفصائل المسلحة والمكونين المدني والعسكري بعد أن نكصت القوى المدنية عن عهودها التي قطعتها لتلك الفصائل فى أديس أبابا.

خرجت اتفاقية جوبا للسلام وهي تحمل جينات ذلك التاريخ الممتد من عدم الثقة على الرغم من اختلاف السياق والشخوص فقد تأطرت تلك المفاوصات بذات الإطار القديم الذي عُرف بصراع المركز والهامش وما يستلزم من إعادة هيكلة الدولة السودانية.

خرج جنين جوبا مشوها لا بفعل التراكم التاريخي فحسب بل وكذلك لأسباب أخرى وزاده ما تناسل منه من مسارات فتقا على ثقوب ومع ذلك استبشر الكل خيرا وصارت عبارة السلام سمح تعويذة.

كان مفترضا حسب لما جاء في الإطارى أن تتم مراجعة اتفاقية جوبا لاعتبارات إختلاف السياق وما طرأ بعيد انقلاب ٢٥ أكتوبر وتمنعت حركتا العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وتمسكتا بالاتفافية كما هي فدخل الإطارى في مأزق على ما اعتوره من مشاكل وما يواجه من صعوبات.

الانكى أن حل قضية شرق السودان أصبح مرتهنا بتعديل الاتفاقية إذ يطالب اهل المصلحة في شرق السودان بإلغاء مسار الشرق في الاتفاقية.

في ظل هذا الواقع المعقد اتجه مركزي الحرية والتغيير صوب جوبا باعتبار أنها كانت راعيا للاتفاقية وأحد ضامنيه وطرحت تلك الزيارة سؤالاً حول هل تفلح جوبا في حل معضلة الاتفاقية أم تكرر تاريخ الهزائم والانكسارات؟

الواقع يقول أن “توت قلواك” لن يفلح هذه المرة ولو بذل لأجل ذلك النوق العصافير، ذلك لأن جوبا لم تعد وحدها إنما تتجاذب الملف عدة أطراف تتقاطع مواقفها تماماً، والحلف الذى أنجز جوبا سابقا تفرق أيدى سبأ، وربما قريبا سيطال بعض أهم أطرافه رياح عاتية يشهدها العالم الآن فيما يتصل بملفات تندرج في عداد الجريمة المنظمة كالتهريب بكافة أشكالها، ويعضد زعمنا هذا معلوماتنا الموثقة من جوبا أن حكومة الجنوب اغلقت الطريق على وفد المركزي وهى تقول بوضوح أنها المعنية بالاتفاقية وهي تعرف ماذا تفعل بشأنها وكيف تتعامل مع أطرافها، وهكذا عاد وفد المركزي بخفي حنين.

دخلت مصر على خط الأزمة السودانية بطرح فكرة استضافة الحوار السوداني السوداني في الدقائق الأخيرة من زمن نهائي الإطارى أو هكذا بدأ وفي التقدير أنها أرادت قراءة الملعب جيداً قبل أن تلعب بتاكتيك تخزين الكرة وقالت بوضوح أنها تدعم الإطارى وتسعى لتطويره بتوسيع قاعدته لضمان نجاحه ومع ذلك جوبه المقترح المصرى بعاصفة حاولت القفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا.

قطعا دولة بحجم وثقل مصر السياسي لا يمكن أن تكون بعيدة عن إعادة رسم المشهد في المنطقة خاصة أن العلاقة بينها وأمريكا أخذت بعدا آخرا بسبب التطورات العالمية حسب ما رشح من أنباء من خلال تصريح البيت الأبيض والذى ورد نصا:

العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر

28/01/2023 03:49 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة
مكتب المتحدث الرسمي

شراكة قوية ومتنامية تاريخياً

بينما تحتفل الولايات المتحدة ومصر بأكثر من قرن من التعاون الدبلوماسي والصداقة، تقف الولايات المتحدة مع مصر والشعب المصري لتعزيز الأمن الإقليمي، وتعزيز المرونة الاقتصادية، وتعزيز العلاقات بين الشعبين، ومعالجة أزمة المناخ، وتعزيز شراكة دفاعية حاسمة، ودعم المصريين في سعيهم لمستقبل مزدهر يحمي الحريات الأساسية للجميع.

تعزيز الأمن الإقليمي

تتعاون الولايات المتحدة ومصر بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما في ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة لتمكين الانتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن واستعادة انتقال بقيادة مدنية في السودان من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.

تشترك الولايات المتحدة ومصر في التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتدابير متساوية للأمن والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين.

بناءً على السلام التحولي لمصر مع إسرائيل، تشارك الولايات المتحدة ومصر لتعزيز المزيد من التعاون الإقليمي، بما في ذلك من خلال عملية منتدى النقب.

الولايات المتحدة منخرطة مع مصر، وكذلك السودان وإثيوبيا، لتقديم قرار دبلوماسي سريع بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي يحمي مصالح الأطراف الثلاثة.

إذن وبوضوح وفي سياق الأمن الإقليمي اتفق الطرفان الأمريكي والمصري على دعم الانتقال من خلال الإتفاق الإطارى كما يقول النص بوضوح، وهذا يفند مزاعم من يروجون لأن مصر تريد قطع الطريق على نجاح العملية السياسية التي أسس لها الاتفاق الإطارى.

واضح أن دعوة مصر عمقت الخلافات بين أطراف قوى الحرية سيما مع حزب الأمة كما تتواتر الأنباء.

يبدو أن حزب الأمة أمام خيارين إما الحفاظ على العلاقة المتنامية والمضطردة مع مصر مؤخراً، وقطعا هذا يمثل منحى استراتيجي أو الارتهان للتاكتيكي الآنى ورفض الدعوة المصرية.

في التقدير أن الحزب يدرك أكثر من غيره أن الحفاظ على تطور العلاقة مع مصر لا يمكن مقايضتها بتحالف تاكتيكي ينتهي بنهاية الانتقال، سيما أن معظم مكوناته لا حظ لها فى لعبة الانتخابات منفردة أو مجتمعة وتلك لعبة لن يخلى الحزب ساحتها لنده التقليدي الاتحادي الديمقراطي الأصل، صاحب العلاقة التاريخية مع مصر.

في السياق أعلن البرهان سحب مبادرته لتقريب وجهات النظر بين المركزي والكتلة الديمقراطية بعد رفض المركزي لتلك المبادرة.

في التقدير أن قرار المركزي كعادته افتقر للحصافة وبعد النظر، ذلك أنه ومن حيث لا يحتسب منح البرهان كرتا في لعبته المفضلة التي تقوم على اللعب على تناقض مواقف القوى المدنية.

من جانب آخر ليس من المألوف أن يسحب رأس دولة مبادرة ما دون أن يكون قد أعد خطته البديلة فذلك بروتكوليا غير لائق في العرف السياسي.

السؤال ما هى خطوة البرهان التالية؟ هذا ما تجيب عليه الأيام فالليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيب.

هبطت طائرة الرئيس الاثيوبى في مطار الخرطوم وعلى الفور بدأ جولة اجتماعات مكثفة مع كل الفاعلين في المشهد وفقا لجدول زمني واضح أنه تم الإعداد له بعناية وحرفية.

قال أبى أحمد بوضوح أنه ينبغي أن يبعد الفرقاء السودانيين ملف القضية السودانية عن أي تدخلات خارجية، وانهم يمتلكون القدرة على حل مشاكلهم وهو قول دبلوماسي ليس إلا، فمعلوم أن إثيوبيا تتمتع بعلاقة وثيقة مع الإمارات وبالتالي وتبعا مع شركائها السودانيين سواء مدنيين أو عسكر أو رجال أعمال.

بدأ واضحا أن رسالة أبي أحمد موجهة لمصر وبالتالي حديثه عن ضرورة عدم تدخل الدول الأخرى في الأزمة السودانية محض حديث جزاف، فاشارته نفسها تعد تدخلا دعك عما أشرنا إليه من علاقات متداخلة مع شركاء إثيوبيا.

كذلك ناقش أبي أحمد العلاقات بين البلدين ومن بينها الملف العصي سد النهضة وخرج السيد الفريق البرهان على إثرها بتصريح مؤداه إتفاق البلدين التام بشأن الموقف من سد النهضة وهذا ما أثار عاصفة فى مصر نقتطف بعض من تصريحات المسؤلين المصريين حولها ما يلي:

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

أثار إعلان عبد الفتاح البرهان عن اتفاق السودان وإثيوبيا على جميع قضايا سد النهضة- بعد زيارة آبي أحمد للخرطوم اليوم- جدلا هائلا، وقلقا كبيرا، وثارت عاصفة من التساؤلات: هل تخلت الخرطوم عن القاهرة وآثرت التنسيق مع أديس أبابا؟
وما المقابل؟ وماذا عن رد الفعل المصري؟
الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية وصف ما حدث اليوم بأنه تطور خطير، مشيرا إلى أن لقاء البرهان وآبي أحمد اليوم في الخرطوم سبقه لقاء بين وزيري خارجية البلدين.

وقال إن سد النهضة بالنسبة لاثيوبيا قضية قومية مثلما كان السد العالى قضية قومية لمصر.

وقال عبد السلام إن أضرار مصر كارثية من سد النهضة، لافتا إلى أن مصر قللت مساحات زراعة الأرز بسبب قلة المياه، وهو الأمر الذي سبب أزمة في وجود الأرز.

وأضاف أن مصر اضطرت لإقامة محطات معالجة للمياه تكلفت عشرات المليارات من الجنيهات.

وقال إن اثيوبيا تجهز الآن للملء الرابع ( 25 مليار متر مكعب) بعد نجاحها في الملء الأول والثاني والثالث دون أدنى تنسيق مع مصر.

وقال إن من الوارد أن تساوم أديس أبابا مصر لبيع المياه لها.

واختتم مؤكدا أن مصير مصر والسودان طيلة التاريخ واحد، مؤكدا أن ما فعله السودان غير مقبول، داعيا المسؤولين السودانيين لتوضيح ما حدث.

وأردف: “نهر النيل مصير وطن وليس مصير أشخاص”.

تصريح خطير

من جهته قال السفير فوزي العشماوي إن تصريح البرهان مهم وخطير وغريب حول توافق واتفاق السودان واثيوبيا علي كل مايخص سد النهضة.

واعتبر العشماوي أن ما فعله السودان هو تخلٍ سافر عن التنسيق الواجب والمطلوب بين مصر والسودان في مواجهة التعنت والمراوغة الاثيوبية وتكرار قيامها بالملء الاول والثاني والثالث بدون التنسيق والاتفاق مع دولتي المصب.

وتابع قائلا: “وحتي بافتراض ان السد سيفيد السودان في بعض الجوانب فهو سيضرها كثيرا في جوانب أخرى اهمها الاضرار بسدودها لو تم الملء او التمرير بدون تنسيق مع السودان فضلا عن التهديد الجسيم لملايين السودانيين في حال وجود اي مشاكل في البناء والتصميم وهو ما أثاره العديد من الخبراء السودانيين”.

وتساءل العشماوي: لماذا كل هذا العزوف عن التنسيق بين السودان ومصر في مواجهة قضية مصيرية كهذه؟ ومتي يكون هناك مصارحة ومكاشفة تؤدي لتنسيق المواقف والقرارات؟

في سياق آخر قال رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين المصرية إن الوزارة لا تستطيع شراء المواشي السودانية وتربيتها في مصر بسبب أزمة المياه، لذلك نشتري المواشي الجاهزة للذبـح مباشرة.

هذه التصريحات الحادة اللهجة و التي تفتقر الدبلوماسية وصرف النظر عما ورد فيها من مغالطات في كثير مما يتصل بسد النهضة إلا أنها تشىء بأزمة بين البلدين أن لم يتم تداركها وقد تلقي بظلال سالبة على الانتقال عموما دعك عن الإطارى.

هذه المعطيات تشىء بوضوح أن الاتفاق الإطارى بات بين شقى الرحى ما بين الهضبة الحبشية وهضبة الهرم وصراع الوجود بين اقطاب فى لعبة صراع الموارد.

تاريخ الخبر: 2023-01-30 12:24:13
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية