شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب مساء السبت ندوة للكاتب الفرنسى رولان لومباردى، لمناقشة أحدث أعماله الأدبية وهو كتاب سياسى صدر باللغة الفرنسية بعنوان «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر»، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، وناقشه الكاتب محمد سلماوى.

وأكد «سلماوى»، خلال الندوة، أن «لومباردى» هو أول من تنبّأ برحيل الإخوان، وقيادة «السيسى»، لافتاً إلى اختلافه وتميزه عن زملائه من الكتاب والمحللين الذين يتناولون الأحداث فى مصر بكتاباتهم وهم «على نهر السين فى فرنسا» دون معايشة حقيقية للأحداث، فى حين كان لومباردى، يكتب من أرض مصر ومن الواقع الملامس له.

وقدَّم «سلماوى» الفرنسى «رولان»، باعتباره ضيفاً من نوع خاص، له عدة كتب فى السياسة الدولية والتاريخ، والكثير من المساهمات الأكاديمية، مشيراً إلى أنه أحد أهم المحللين السياسيين الفرنسيين، وأصدر كتاباً يُعد الأول باللغة الفرنسية عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «ترجع أهمية الكتاب إلى أن مؤلفه خبير فى قضايا الشرق الأوسط، يدرس ويُحلل ويستنتج من خلال رؤية واقعية من الواقع الملامس له، من خلال متابعته للأحداث فى مصر وتونس وسوريا ومكث فى مصر قرابة الشهر ونصف خلال الفترة من فبراير حتى منتصف مارس 2011».

وتحدث الكاتب الفرنسى عن كتابه ومسيرته البحثية والأكاديمية وعمله الصحفى، ليؤكد أنَّ مؤلفه تناول الواقع بحيادية وموضوعية من منطلق ما عايشه من تجارب حية على مدار «السنوات الصعبة» كما سمّاها، وهى الفترة الماضية التى شهدت أحداثاً متلاحقة بالمنطقة، بدءاً من عام 2011، ليرصد الكتاب تاريخ آخر 10 سنوات لمصر وسقوط حكم الإخوان وصعود «السيسى» ليتولى مقاليد الحكم.

وأوضح «لومباردى» وجهة نظره للأحداث والسيناريوهات البديلة للوضع الحالى الذى يغيب عن فكر الكثير من الأوروبيين، قائلاً: «لو لم يكن الرئيس السيسى تولى السلطة لكانت مصر أصبحت ولاية إسلامية أو نموذجاً من الجزائر إبان العشرية السوداء»، فهو أنقذ مصر والمنطقة من الفوضى.

وأكد الكاتب الفرنسى تفضيله العمل والكتابة من خلال المعايشة والوجود على أرض الواقع، ويعتبر مؤلفه الأخير رصداً للواقع الحقيقى فى مصر، وهو مختلف عن الطرح الغربى، فهو قصَّ تجارب سمعها من الناس، وكان يجب أن ينقلها كحقائق للمجتمع الغربى بشكل صحيح، ولأنه تابع ما حدث فى مصر وتونس وسوريا عام 2011م، وهى فترة مُهمة جداً للدارسين فى الجامعات الأوروبية عن مصر بشكل خاص، حيث إنه كانت هناك صورة ذهنية عن مصر لا تُمثل الحقيقة، فكان لا بد من تصحيحها، بناءً على فهمه ومتابعته عن قُرب لطبيعة الشعب المصرى.

قال «لومباردى»: «ما دفعنى للكتابة عن الرئيس السيسى ما لمسته على أرض الواقع بعين الباحث المُدقّق من دور تاريخى مُهم لعبه الرئيس السيسى فى مصر والمنطقة، وكيف أنقذ مصر خلال فترة حرجة، وكيف تشكلت المنطقة بشكل جديد بعد توليه الحكم».

لومباردي: تنبّأت بسقوط حكم الإخوان وتولي السيسي مقاليد الأمور لأنه مؤهل لقيادة مصر

وأوضح أنَّ مقالاته المنشورة فى يناير 2013 عن الوقت الصعب الذى تمر به مصر، وتنبئه بسقوط حكم الإخوان، وأن الرئيس السيسى سيتولى مقاليد الأمور، لأنه مؤهل لقيادة مصر والوصول بها إلى بر الأمان، أسهمت فى ما بعد أن يكون لكتاباته صدى واسع ومصداقية لدى الأكاديميات العسكرية فى فرنسا والغرب بعد أن تحقّقت توقعاته، ليتم الاستعانة به ككاتب وباحث من أصحاب الرأى فى وسائل الإعلام العالمية بعد تداول وانتشار كتاباته.

وتابع: «عرضت وجهة نظرى عن آخر 10 سنوات فى تاريخ مصر بناءً على المعايشة والمتابعة الدقيقة للأحداث، واستعنت بمقالات وحوارات ولقاءات أجريتها خلال السنوات الصعبة مع شخصيات بارزة ومؤثرة، ولمصر دور محورى بالمنطقة أوضحته بالكتاب، ووقت ثورة 2011 كنت موجوداً بشوارع التحرير وسط الشعب أشاهد وأدرس وأصحح أفكارى بعمق شديد».

وأضاف: «جاءتنى فكرة الكتاب بعد ملاحظة فروق رئيسية للأوضاع فى مصر، بين 2011 وما أراه الآن من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية، وبالتالى درست الظاهرة انطلاقاً من رغبتى فى نقل الحقيقة إلى الأوروبيين من معايشتى للأوضاع فى مصر بفترات مختلفة، وزُرت تونس وسوريا ومصر وعايشت أحداث الربيع العربى، وأقمت فى مصر من فبراير إلى منتصف مارس 2011»، وأرى كتابى «السيسى بونابرت مصر»، رصداً للواقع فى القاهرة والمنطقة بموضوعية؛ وفقاً لرؤية استندت إلى معايشة لكل جوانب الحياة خلال وجودى فى البلاد، وفى ضوء تفهمى للأوضاع وضمّنت وجهة نظرى ورؤيتى لمصر ورؤية الغرب للسيسى».

لومباردي: الرئيس رجل المرحلة وقائد وطني له طموح ورؤية للمنطقة وصنع نهضة شاملة 

وقال إنَّ «السيسى» كرئيس لمصر دوره محورى ليس فقط لمصر، وإنما للمنطقة بأكملها، متابعاً: قائد وطنى وله طموح ورؤية ليس لمصر فقط ولكن للمنطقة، وهو الأنسب للمرحلة الحالية «رجل المرحلة» وصنع نهضة شاملة فى مصر، وأحدث إصلاحات ثورية وغير مسبوقة.

السيسي كان الأجرأ في مواجهة الإسلام السياسي وتصدى لأكبر خطرين بمنتهى الحسم

وأشار إلى أنَّ الرئيس عبدالفتاح السيسى كان الأجرأ فى مواجهة الإسلام السياسى، وتصدى لأكبر خطرين بمنتهى الحسم؛ الفساد والإسلام السياسى، وهو من الرؤساء التاريخيين، سواء فى مصر أو المنطقة بأكملها، لأنه يتحدث بوضوح عن هذين الخطرين وساعد مصر على استعادة ريادتها ومكانتها.

وشدد على أنَّ جهود «السيسى» على الساحة الدولية وسعيه للوساطة وتهدئة مناطق الصراعات وبؤر التوتر وحل النزاعات، أعاد إلى الأذهان مرة أخرى الدور القيادى لمصر إقليمياً، حيث قدّم نفسه كوسيط له دور قوى فى حل الخلافات والنزاعات الإقليمية، وهو الدور المصرى الذى تتجاهله التحليلات الغربية رغم قوته، «دور مصر فى أفريقيا، سواء تشاد، أو انتقال السلطة سلمياً فى السودان».

وأشار إلى التأييد الكبير الذى حظى به «السيسى» من رؤساء لدول كبرى، مثل «فلاديمير بوتين» و«دونالد ترامب»، خاصة الأول نظراً لشعورهما بالخطر المشترك الذى قارب بين وجهات النظر، فالروس يتفهمون جيداً خطر الإسلام السياسى، كما أنَّ النظام فى مصر يساعد على استقرار المنطقة، الأمر المهم لأمن دول حوض البحر المتوسط، وبالتالى جنوب أوروبا، وساعد أيضاً على تهدئة الأوضاع فى ما يخص ملف الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، مشيراً إلى أن المحللين فى أوروبا يتجاهلون البصمات الحقيقية لمصر فى الشرق الأوسط.