ماذا ينتظر المغرب من اسبانيا “سياسيا” بعد القمة رفيعة المستوى؟


ساعات تفصل المغرب واسبانيا على عقد اجتماعهم رفيع المستوى الذي يرسم ملامح جديدة متجددة في مسار العلاقات الخاضعة إكراها ولسنوات لشد الحبل وراسب التاريخ والسياسية. وحلول رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ومعه وفد وزاري يفوق 12 وزيرا مؤشر على رغبة سياسية جامحة للعاصمتين إلى الانتقال من الجوار الصعب والحذر إلى جوار يطيعه التعاون والتنسيق والاحترام لمبادئ السيادة.

 

ويصمم صانع السياسية الخارجية في إسبانيا، على المضي نحو تدعيم العلاقات البينيةبين إسبانيا والمغرب لكي لا تتأثر بالأزمات السياسية، من خلال وضع لبنات التعاون الاستراتيجي خلال القمة المرتقبة بالرباط، حيث ترمي القمة الثنائية رفيعة المستوى إلى تأكيد الطابع المتميز للعلاقات المشتركة، وتكريس المسار السياسي الجديد الذي اتفق عليه البلدان في اجتماع “أبريل” بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

 

ووفق تطور العلاقات ونسقها يبدو أن البلدين اقتناعا بضرورة تأجيل ملفات يطبعها الخلاف والاختلاف في وجهات النظر، على رأسها قضيتي سبتة ومليلية المحتلتين وترسيم الحدود البحرية، إذ أن وضع الملفين المذكورين على طاولة الاجتماع قد يعني فشل اللقاء من أصله، وهو ما ليس في مصلحة البلدين، ما يعني أن القضيتين بحمولتهما السياسية والتاريخية والاستراتيجية تتطلب وزمانا مناسبا لفتح نقاشهما دبلوماسيا، ما لا يتوفر حاليا في ظل ظروف الإقليمية والدولية وما يجمع البلدين وما ينتظر منها أكبر من الخلافات والخصومات التي ترهن العلاقات وتشدها شدا إلى القطيعة.

 

الاقتناع الذي يبدو أنه ترسخ أكثر في الداخل الإسباني من الموقف الواضح بخصوص قضية الصحراء والمبني على دعم الحل السياسي التوافقي، والذي يرى في خطة الحكم الذاتي سبيلا لهذا الحل، يشجع تميز العلاقات المغربية الإسبانية رغم كل محاولات الجزائر ودول أخرى للتأثير على إسبانيا داخليا من أجل لي ذراعها للحيلولة دون تميز العلاقات المغربية الإسبانية وتطورها.

 

وبعد الإقرار الإسباني الذي كسر صمتا وتواطئا دام عقود، بأن الحكم الذاتي في الصحراء المغربية هو الحل الأمثل لإنهاء النزاع، تُطرح أسئلة عريضة تائه بين ثنايا القرار، هل تؤكد إسبانيا قرارها وترفقه بعد الاجتماع رفيع المستوى ببادرة حسن نية، وتقطع بالتالي خطوة فعلية للتخلي النهائي عن سيطرتها على أجواء الصحراء المغربية، بعد اعترافهم بأنها جزء لا يتجزأ من تراب المملكة؟، وهل من السهل على الحكومة الإسبانية أن تفرّط في ورقة ضغط ثمينة تمسك بها بقوة في الملف بالتحديد؟.

 

أسئلة لها ما بعدها، في سياق السعي الإسباني الحثيث والملحوظ لرفع التعاون مع المغرب، في وقت تعرف فيه علاقات مدريد والجزائر تصدعا أقرب إلى التوتر بعد الإعلان الواضح لإسبانيا دعمها لمغربية الصحراء، ما يعني أن الجزائر خسرت ورقة من أوراق الظلال التي تعتمدها في الترويج للطرح الانفصالي لجبهة البوليساريو.

 

وينتظر المغرب هو الآخر ترجمة “النية الحسنة” الإسبانية على التعامل الأوروبي مع المغرب، من خلال لعب مدريد دور فعال في تغليب مصلحة المملكة في كواليس البرلمان والاتحاد الأوروبي، لإحداث خلخلة في ميزان القوى هناك، التي ترجحها حاليا فرنسا، بيد أن المغرب يبحث أكثر مع إسبانيا ومن ثم رفع منوسب التعاون إلى مستويات عالية مع ألمانيا، لتعديل الميزان.

تاريخ الخبر: 2023-02-01 15:19:53
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 65%
الأهمية: 71%

آخر الأخبار حول العالم

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية