شنت إسرائيل في وقت مبكر، الخميس، غارات جوية استهدفت وسط قطاع غزة، بعد ساعات من اعتراضها صاروخاً أطلق من القطاع.

وأعقب الغارات إطلاق مجموعة جديدة من الصواريخ من غزة، حيث سُمعت أصوات انفجارات في القطاع قرابة الساعة 3:15 صباحاً.

وفي بيان صدر عند الساعة 2:41 صباحا (00:41 ت.غ)، أكد الجيش الاسرائيلي شنه غارات على أهداف في قطاع غزة.

ووفق مصادر أمنية محلية وشهود، فإن الغارات الأولى التي لا تقل عن سبع استهدفت مركز تدريب لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويقع المركز في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

واستهدفت جولة ثانية من غارات الجيش الإسرائيلي مركز تدريب آخر لكتائب القسام جنوب غرب مدينة غزة، وفق مصادر أمنية محلية.

وبعد الغارة الجوية الأولى، أُطلق صاروخان آخران باتجاه إسرائيل من القطاع، كما أفاد شهود عيان عن إطلاق صواريخ أخرى من مواقع مختلفة.

وتخضع غزة التي يبلغ عدد سكانها 2,3 مليون نسمة لحصار إسرائيلي منذ تولي حماس السلطة فيها عام 2007.

وتبنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إطلاق "وابل من الصواريخ ... رداً على العدوان الصهيوني على قطاع غزة". وفق بيانها.

وكان الجيش الإسرائيلي أفاد في وقت سابق بإطلاق صفارات الإنذار في مدينة سديروت (جنوب) وفي مناطق أخرى محاذية لغزة.

ضغط أمريكي

يأتي هذا التصعيد في وقت يضغط فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبول وتنفيذ خطة أمنية أمريكية تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين (لم يسمّهم) قولهم إن "بلينكن ضغط خلال لقائه عباس في مدينة رام الله، الثلاثاء، لقبول خطة أمنية صاغتها الولايات المتحدة، تعيد سيطرة السلطة على مدينتي نابلس وجنين، اللتين أصبحتا مركزين للاضطرابات في الضفة الغربية المحتلة".

وأكد بلينكن أن من أهم الخطوات التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها من أجل تهدئة الوضع الأمني قبول وتنفيذ خطة أمنية.

كما تشمل الخطة الأمريكية تدريب قوة فلسطينية خاصة لمواجهة المسلحين في الضفة الغربية المحتلة، حسب المصدر نفسه.

وأشار "أكسيوس" إلى أن "الفلسطينيين تحفظوا عن الخطة الأمريكية لأنها لا تتضمن مطالب لإسرائيل، مثل تقليل توغلات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية".

ويرى المسؤولون أن "تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية هو سبب رئيسي للتصعيد".

بدوره، ألقى عباس باللوم على إسرائيل، مؤكداً "عدم وجود جهود دولية لإنهاء الاحتلال".

وضعفت السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في شمال الضفة الغربية، التي تفتقر إلى الدعم الشعبي، بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة والفساد المزعوم وعدم إحراز تقدم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن جيشهم يداهم جنين لأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لا تفعل ذلك بنفسها.

فيما يعتبر مسؤولون فلسطينيون أن "التوغلات الإسرائيلية تقوض قدرتهم وشرعيتهم في العمل".

والثلاثاء، اجتمع بلينكن في رام الله بالرئيس عباس، وأكد دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود، وسبق ذلك اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين.

وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية حالة توتر شديد عقب اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين (شمال) الخميس الماضي أسفر عن مقتل 9 فلسطينيين، أعقبته عمليتا إطلاق نار في القدس قُتل في إحداها 7 إسرائيليين.​​​​​​​

TRT عربي - وكالات