سلط موقع "ذا باست البريطاني" الضوء على افتتاح معرض يوناني جديد في متحف مانشستر ببريطانيا، يشير إلى المومياوات الذهبية المصرية والافتراضيات القائمة منذ فترة طويلة حول الغرض من التحنيط ودور ممارسة المعتقدات حول الحياة بعد الموت، فضلا عن فترة الحكم اليونانية الرومانية في مصر. 

وتابع الموقع، أن المعرض الجديد في متحف مانشستر الذي يتم افتتاحه في 18 فبراير الجاري، يناقش الاستفادة من مجموعات المتحف المصرية الرائدة عالميًا.

وتابع الموقع أن المومياوات المصرية سيتم عرضها داخل المعرض اليوناني، بعد جولة دولية شملت أماكن في الولايات المتحدة والصين، مشيرا الى أن المتحف سيتزين بالقطع الأثرية المصرية العظيمة والتي لها أهمية خاصة بالنسبة للمصريين اليونانيين والرومانيين والزوار المعاصرين.

- البحث عن الذهب ومعتقدات البعث والحياة الأخرى

وقال الموقع إن سر غموض المومياوات هو البحث عن الذهب والإيمان المهووس بالحياة الآخرة، والتي تعد من المفاهيم الاساسية عن الحضارة المصرية القديمة وطريقة عرضها داخل المعرض، بالاضافة الى سرد ما مدى أهمية ذلك؟ وكم من الوقت بقوا على قيد الحياة بعد آخر الفراعنة؟

- التاريخ الحضاري في البلاد

وسلط الموقع البريطاني الضوء على فترة الحكم اليونانية الرومانية، مشيرا الى حكم العائلة ملكية يونانية مصر، والتي انتهت بكليوباترا السابعة، ثم الرومان الأباطرة بين 300 قبل الميلاد و 300 بعد الميلاد.
ومع قدوم العديد من غير المصريين للعيش في مصر، ورغم الصراعات العنيفة على السلطة في ذلك الوقت، إلا أن المومياوات والآثار الفرعونية كان لها تأثير كبير على التاريخ الحضاري في البلاد، وخلال العصر اليوناني الروماني، تم تسجيل بعض هذه الأحداث في وثائق من الورق البردي.
ورصد الموقع حياة الأثرياء في هذا المجتمع متعدد الثقافات بإعدادات متقنة للحياة الآخرة، وجمعوا بين المثل العليا المصرية واليونانية والرومانية للجمال الأبدي، وقد ضم متحف مانشستر، وهو جزء من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة ، واحدة من أرقى الآثار والمومياوات خارج مصر.

- مجتمع متعدد الثقافات

وأكد الموقع أن مصر دائماً كانت على إتصال بالثقافات المجاورة، ولم تكن معزولة فقد أظهرت أدلة وفيرة لمصر الفرعونية ، بالاضافة الى النوبة وعالم البحر الأبيض المتوسط لعدة قرون. 
وبحسب ما اورده الموقع، فقد يبدأ المعرض معروضاته تحت شعار "الحياة في مجتمع متعدد الثقافات، فضلا عن إبراز سلالة من أصل مقدوني تسمى البطالمة، وهي التي حكمت مصر من 323-30 قبل الميلاد، بنوا عاصمتهم في الإسكندرية، على الساحل متطلعين إلى وطنهم،  لكنهم ظهروا كفراعنة تقليديين على جدران المعابد في جميع أنحاء مصر، قاموا بتطوير الأراضي الزراعية في منطقة الفيوم الخصبة لإيواء مستوطنين جدد من اليونان. 
ووفقاً للموقع البريطاني، خلال العصر اليوناني الروماني، تأثرت الاستعدادات للموت والحياة الآخرة بالتقاليد المصرية واليونانية والرومانية، وكان لدى الإغريق والرومان توقعات قاتمة للوجود بعد الموت، 
ومع ذلك، فقد وفرت لهم الحياة الآخرى المصرية إمكانية إعادة الميلاد إلى نسخة مشرقة ومتكاملة من هذا العالم، حيث انضموا إلى أوزوريس ، إله القيامة وحاكم العالم السفلي إلى الأبد.
 

- دفن الموتى

وأشار التقرير الى أن دفن الموتى عند القدماء المصريين موضع اهتمام كبير لعرض الثروة والمكانة الفرعونية التي تهب الإبداع من أجل البعث للحياة الأخرى، وكانت التوابيت والأقنعة وزخارف المومياء للأثرياء مشرقة وملفتة للنظر ومصنوعة من مواد باهظة الثمن. 
كما تُظهر التوابيت المتوفى كأنه على قيد الحياة ومستيقظ، في لحظة الولادة الجديدة، مما يؤكد بطريقة سحرية أن هذا سيكون هو الحال في الحياة الأخرى، فضلا عن نسخ للأطفال الذين يظهرون كما لو كانوا قد كبروا، حتى يتمكنوا من الاستمتاع بالحياة الأخرى.
وذكر الموقع، في التقاليد المصرية القديمة كانت الآلهة خالدة،  لتحقيق الوجود الأبدي بين الآلهة، وكان على المتوفى بمعنى ما أن يصبح هو نفسه إلهًا، يمكن أن يتحد الرجال والنساء الموتى مع أوزوريس، وبحلول العصر اليوناني الروماني، يمكن أن تندمج النساء المتوفيات مع حتحور، عشيقة الغرب - حيث تغرب الشمس.
وكان الهدف من التحنيط عند القدماء المصريين كشف أسرار وتقديم المعلومات عن ثقافة وابداع الحضارة المصرية، فضلا عن الاستعداد للبعث والاستمتاع بالحياة الأخرى، فلم يكن الهدف من طقوس التحنيط هو الحفاظ على الجسد فحسب.