تعد إصابات الملاعب من الأشياء المؤلمة، سواء للاعب أو ناديه أو حتى منتخب بلاده، إذ أنها تحرم الفريق من مجهودات لاعب يعول عليه المدرب كثيرًا.

ولعل خسارة الهلال لنجمه الكبير وقائده وقائد الأخضر سلمان الفرج الذي يعد رمانة الوسط في الزعيم والأخضر، ومن يستطيع أن يضبط الإيقاع أثناء اللقاء سواء بتسريع الرتم أو تهدئته، سلطت الضوء على هذه المعضلة أكثر، فالفرج أصيب في عظمة الساق في 22 من نوفمبر الماضي، خلال مواجهة الأخضر والأرجنتين، إلا أنه لم يكن ضمن قائمة الزعيم المونديالية لعدم الجهوزية، وهو الأمر الذي فتح تساؤلات مثيرة حول هل اللاعبين يدعون الإصابات من أجل الهروب من المناسبات المهمة أو المباريات الحساسة؟، أم أن الإصابات فعلا هي التي تغيبهم.

واستشهد رياضيون بعدد من اللاعبين الذين يعدون أصدقاء للعيادات، على الأخص قبيل المشاركات في المباريات الحساسة والمناسبات القوية.

إدعاء صعب

أكد عدد من المهتمين بالشأن الرياضي أنه من الصعب أن يدعي اللاعب الإصابة من أجل عدم المشاركة في محفل ما أو مباراة ما لتجنب خوضها أيًا كانت قوتها أو أهميتها؛ لأن اللاعب يبحث أولا عن النجومية وإثبات نفسه وأنه نجم يشار له بالبنان، مؤكدين في الوقت نفسه أن الأجهزة الطبية في الأندية هي من تتحمل مسؤولية طول فترة العلاج على الأخص إن لم تقم بمهامها بالشكل الجيد، كما أن عدم المتابعة الجيدة من قبل إدارات الأندية للاعبين خلال فترة العلاج والتأهيل تؤثر بدورها في تأخر عودة اللاعب لممارسة عمله.

تسرع المدربين

اتجه مراقبون إلى أن الجهاز الفني يتحمل المسؤولية كاملة حيال طول فترة تعافي اللاعب من الإصابة، إذ يرون أن التأهيل السيء يتحمله مدرب اللياقة ومدرب الإعداد البدني، إضافة إلى استعجال بعض المدربين على عودة اللاعب للمشاركة حتى، وإن لم يكن جاهزًا 100% من أجل الابتعاد عن النقد وتحمل مسؤولية الخسارة إن حدثت، مما يتسبب في تكرار الإصابة لدى اللاعب، والعودة من نقطة الصفر.

ويقود طول مدة تعافي إلى ملل اللاعب، مما يجعله لا ينتظم بشكل جيد في البرنامج العلاجي أو التأهيلي، وهذا الأمر أنهى عددًا كبيرًا من النجوم.

عدم الاهتمام

ذهب آخرون إلى أن اللاعب هو من يتحمل المسؤولية كاملة، لعدة أسباب، أهمها عدم انتظامه في برنامجيه العلاجي والتأهيلي، وتفضيله السهر والمناسبات الخاصة على التأهيل بشكل كبير، مما يجعل فترة التعافي والتأهيل تكون أطول، وربما ينتهي الموسم واللاعب لم يصل للجهوزية الكاملة؛ لأنه فضل أمورًا أخرى غير كرة القدم، وغير الاهتمام بعلاج إصابته، وخصوصًا الإصابات العضلية التي تحتاج إلى علاج مكثف وابتعاد عن السهر، مع الحرص على التغذية الجيدة، والعمل المكثف من قبل اللاعب أولا وأخيرًا، ثم يأتي بعد ذلك دور الأجهزة الطبية والفنية، التي تعد مساعدة للاعب على تجاوز الإصابة والتأهيل جيدًا قبل العودة للمشاركة.

استعجال اللاعب

رأى مراقبون آخرون أن استعجال اللاعب نفسه ورغبته الكبيرة في المشاركة قبل تعافيه تمامًا، وجهوزيته طبيًا وبدنيًا، أحد عوامل تكرار الإصابات أو طول فترة العلاج، ومهما كانت رغبة الجهاز الفني في تواجد اللاعب في القائمة والمشاركة في المباريات فإنه يجب على اللاعب نفسه رفض ذلك كليًا ما لم يكن جاهزًا طبيًا وبدنيًا.

مشاركات تقود للاتهام

أما الفئة الرابعة فأكدت أن عددًا من اللاعبين يتهربون من خوض المباريات، ودومًا يكونون زوارًا متكررين للعيادات، فبمجرد أن يشارك في لقاء أو جزء منه إلا وخرج مصابًا ثم غاب إلى نهاية الموسم، أو تقطعت مشاركاته بين إصابة ومشاركة طفيفة، مؤكدين أن لاعبين كثرًا لم يشاركوا إطلاقًا، بل أخبار إصاباتهم أكثر من مشاركاتهم في أنديتهم خلال فترة التعاقد معهم، مستشهدين بعدد من اللاعبين كثيري التردد على العيادة سابقًا وحاليًا، أمثال عبدالفتاح عسيري، ومهند عسيري، وكذلك علي الأسمري، وأحمد الفريدي، والأوزبكي جلال الدين مشاريبوف، وغيرهم من اللاعبين، رغم ما يملكونه من موهبة كبرى ومستويات جيدة، إلا أن عدم التقيد بالبرامج التأهيلية والطبية تعيق عودتهم، مما يجعلهم أصدقاء للعيادات، ويجعلهم عرضة للاتهام بأنهم يدعون الإصابة للهروب من المسؤولية.

أسباب تؤخر عودة المصابين

- عدم انضباط اللاعب في برنامج العلاج.

- ضعف المتابعة الطبية من أجهزة الأندية.

- استعجال اللاعب في العودة للملاعب.

- تسرع المدربين في مشاركة النجوم.

- السهر والتغذية السيئة تجدد الإصابة.