قائد السوالم الطريفية يضيق الخناق على البناء العشوائي


برشيد/ نورالدين حيمود.

كشفت مصادر الصحيفة الإلكترونية كشـ24، بأن الرأي العام المحلي بالجماعة الترابية السوالم الطريفية، التابعة نفوذيا لعمالة إقليم برشيد، كان إلى عهد قريب يسجل بقلق شديد، خطورة الوضع العمراني و جسامة المخالفات المرتكبة،

فيما يتعلق بالبناء العشوائي، حسب ما كانت تعرفه المصلحة التقنية من خروقات خطيرة لا حصر لها، باعتبارها العلبة السوداء التي تخفي بداخلها خبايا و أسرار، ما إقترفته أيادي المسؤولين المحليين لسنوات طويلة، و المشرفين على المصلحة التقنية، بمباركة من أعوان السلطة المحلية و بعض الموظفين، وشريحة من المنتخبين الجماعيين، بحيث كونها كانت تعتبر مرتعا خصبا لمختلف التلاعبات، من خلال التوزيع العشوائي المفرط و المتهور، للأعداد الهائلة من رخص الربط بالشبكة الكهربائية ورخص الإصلاح، باعتبارها سلاح دو حدين، يوظفه الساهرون على التسيير وتلة من المستشارين وأعوان السلطة المحلية، الذين تحولو بقدرة قادر إلى وسطاء و سماسرة، يثقنون مهمة التنقيب والبحث عن الراغبين في البناء بطرق ملتوية، في ظل الغياب التام لآلة المراقبة وزجر المخالفين، كما منحت العديد من رخص الربط بالشبكة الكهربائية، ورخص الإصلاح لأشخاص لا يتوفرون على أي بناء على الأرض، وأن بعضها لا يحمل أي رقم ترتيبي ولا تاريخ تسليمها، وغير مسجلة بسجل الجرد الكائن بالمصلحة التقنية، لإخفاء معالم المخالفات المرتكبة، كما أن جلها يتنافى مع طبيعة رخص الإصلاح، التي تحدد إما عملية ترميم أو تبليط أو تسقيف بالزنݣ.

وساهمت رخص الإصلاح وفق مصادر “كشـ24″، في تدشين الأسوار الوقائية المترامية في كل مكان، و الصندايق والبراريك العشوائية بمختلف أصنافها و أشكالها، التي استقطبت عشرات الأسر من مناطق أخرى، بحثا عن لقمة العيش و الإستقرار، بالإضافة إلى تشييد المستودعات الضخمة، التي أضحى أصحابها يستغلونها في ممارسة بعض الأنشطة التجارية والصناعية الممنوعة والغير المرخص لها، أو كرائها للخواص بهدف جني الأموال، التي غيرت من حالة بعض الساهرين على التسيير ومؤيديهم، وجعلهم يخرجون من دائقتهم المالية، فأصبحوا من الميسورين يمتلكون السيارات و يسكنون الشقق، و يتباهون في المأكل و الملبس و المشرب، تاركين وراء ظهورهم كل الأزمات، إلى أن جاء القائد الجديد، الذي عين لجنة لمحاصرة البناء العشوائي تشتغل تحت إشرافه، وشرع في التحقيق مع كل من تورط تساهله في خلق بؤر أو بنايات عشوائية.

لقد كان لمجيئ القائد الجديد، لقيادة السوالم الطريفية إقليم برشيد، وفق ما أوردته مصادر “كشـ24″، الأثر العميق في زعزعة كيان الوسطاء وسماسرة البناء العشوائي وكسر شوكتهم وكبح جماحهم، حول ما إعتادوه وعاهدوا أنفسهم عليه في السنوات الماضية، التي كانت منطقة السوالم الطريفية تعيش فيها على وقع مجموعة من الخروقات والتجاوزات الخطيرة، في مجال التعمير والبناء العشوائي، والتلاعبات المكشوفة في منح الأعداد الهائلة من رخص الربط بالشبكة الكهربائية ورخص الإصلاح، خلال الفترة التي قضاها مسؤولون سابقون، الذين لعبوا دور الدينامو المحرك لكل السيناريوهات، التي كانت تخدم لوبي متمرس ومتحكم، وتلة من الوسطاء وسماسرة البناء العشوائي، باتفاق مع بعض أعضاء المجلس الجماعي وأعوان السلطة المحلية، للإلتفاف حول الظاهرة، وجعلها بمتابة المورد الرئيسي للإغتناء اللامشروع، في زمن قياسي ملحوظ، ما جعل مثال من أين لهم هذا حاضرا بقوة.

لتبقى بذلك حنكة ويقضة القائد الجديد، و إستقامته وإنضباطه الملحوظ، وفق ما أوردته المصادر نفسها لـ”كشـ24″، وحسن تصرفه ولباقة تعامله ونبل أخلاقه، الذي أعطى المثال الذي يحتدى به، في ترسيخ مبدأ المفهوم الجديد للسلطة، الذي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ينادي به من خلال خطبه السامية، لحفظ وصون كرامة رعاياه الأوفياء، لهذه المنطقة الواعدة السيئة الحظ، التي لم تجد من يصون كرامتها، ويحمل مشعلها و يدفع بعجلة تنميتها، حتى ترقى وتسمو وتصبح في مصاف المناطق المصنفة وطنيا.

وبالموازاة مع ذلك، فإنه بالرغم من الجهوذ الجبارة، التي ما فتئ القائد الجديد يبدلها، فإنه وجد صعوبة كبيرة، لما راكمه سابقوه من أخطاء فادحة في مجال التعمير، فصعب عليه إحتواء الوضع الخطير، نتيجة للتركة الثقيلة التي ساهم فيها بعض المنتخبين والمسؤولون المحليون السابقون، التي لم تستطع لا اللجن الإقليمية ولا المركزية، إيقاف نزيفها من خلال عمليات الإفتحاص، التي باشرتها لمدة طويلة، دون أن يلوح في الأفق أي جزاء أو إجراء تأذيبي، في حق المخالفين المتورطين، الذين ما زالوا ينعمون فرحين مسرورين، بما اكتسبوه من ريع البناء العشوائي، الذي خفت حدته مع مجيئ القائد الجديد، نتيجة لصرامته وجرأته في اتخاذ القرارات الصائبة، وتحركاته الماراطونية الميدانية، التي تسعى إلى شل حركة وكبح جماح سماسرة البناء العشوائي، الذين اختفوا عن الأنظار، وغادروا سوق عكاض أو سيرڤيس ديميل، كما هو متداول بين المتوافدين على مقر الجماعة وكل الزائرين، فغاب فلان وعلان تم فرتلان، و اختفوا عن الأنظار لدرئ الشبهات، و الإستمتاع بما جمعوه وحوشوه من غنائم البناء العشوائي، والأعمدة الكهربائية والشواهد الإدارية وشواهد التقسيم، و التستر وغظ الطرف على مجموعة من الخروقات والتجاوزات، التي ما زال أصحابها خارج التغطية الجبائية، والرسوم المحلية التي تضيع جراء التهور و التواطؤ والتستر والإستفادة الشخصية.

تاريخ الخبر: 2023-02-10 21:15:16
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 49%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية