زلزال تركيا وسوريا: عشرات الأطفال لا تعرف أسماؤهم أو عائلاتهم بعد الكارثة في تركيا

  • توم بيتمان
  • بي بي سي نيوز - تركيا
التعليق على الصورة،

هذه الطفلة البالغة من العمر ستة أشهر - التي أصيب وجهها بكدمات شديدة - لا تُعرف إلا باسم "مجهول" من خلال العلامة المرفقة بيدها

الأطفال الجرحى في مستشفى مدينة أضنة جنوبي تركيا أصغر من أن يعرفوا حجم المأساة التي أصبحوا فيها.

شاهدت الأطباء في وحدة العناية المركزة وهم يطعمون - عبر قنينة رضاعة - طفلة تبلغ من العمر ستة أشهر مصابة لا يمكن العثور على والديها.

هناك مئات الحالات الأخرى لأطفال مجهولي الهوية، مات آباؤهم أو يتعذر العثور على ذويهم.

لقد حطم الزلزال منازلهم، والآن حرمهم أسماءهم.

تمسك الطبيبة، نورسا كسكين، يد طفلة في العناية المركزة، والتي تُعرف فقط بالعلامة الموجودة على سريرها: "مجهول الاسم".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • زلزال تركيا وسوريا: عدد الضحايا يتجاوز 24 ألف قتيل وفرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على أحياء
  • زلزال تركيا وسوريا: سوريون يروون لحظات الزلزال المرعبة ويناشدون العالم طلباً للمساعدة
  • زلزال تركيا وسوريا: الناجون مخيرون بين المباني المتصدعة والتجمّد في العراء
  • زلزال تركيا وسوريا: أسوأ شيء أن تكون طبيباً في هذه الظروف

قصص مقترحة نهاية

  • إخفاقات في التعامل مع الزلزال تعرض مصير إردوغان السياسي للخطر
  • زلزال تركيا وسوريا: تعرف على أعنف الزلازل في التاريخ
  • إنقاذ طفل حديث الولادة وأمه بعد أربعة أيام تحت ركام الزلزال في تركيا

الطفلة مصابة بكسور متعددة، ذات عينين سوداوين وتعاني كدمات شديدة في وجهها. لكنها تستدير وتبتسم لنا.

تقول الدكتورة كسكين، طبيبة الأطفال ونائب مدير المستشفى: "نعرف أين عُثر عليها، وكيف وصلت إلى هنا. لكننا نحاول العثور على عنوان، ولا يزال البحث مستمرا".

التعليق على الصورة،

هذه الطفلة - التي يُعتقد أنها تبلغ من العمر خمس أو ست سنوات - تعاني من كدمة في الرأس وكسور متعددة

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

العديد من هذه الحالات هم أطفال تم إنقاذهم من مبانٍ منهارة في مناطق أخرى. تم نقلهم إلى أضنة لأن المستشفى لا يزال قائمًا.

انهارت العديد من المراكز الطبية الأخرى في منطقة الكارثة أو تضررت، ومن ثم أصبحت أضنة مركزًا للإنقاذ.

في إحدى عمليات النقل، تم نقل الأطفال حديثي الولادة إلى هنا من جناح الولادة في مستشفى تضرر بشدة في مدينة الإسكندرونة.

يقول مسؤولو الصحة الأتراك إن المنطقة المنكوبة في البلاد يوجد فيها حاليًا أكثر من 260 طفلًا مصابًا، لم يتمكنوا من التعرف عليهم.

قد يرتفع هذا الرقم بشكل كبير مع الوصول إلى المزيد من المناطق، وظهور حجم التشرد بشكل كامل.

كنت أتابع الدكتورة كسكين عبر الممرات المزدحمة. ناجون من الزلزال يرقدون على عربات، وآخرون ملفوفون في بطانيات ويرقدون على مراتب في منطقة الطوارئ. اتجهنا نحو جناح الجراحة المليء أيضًا بالأطفال المصابين.

التقينا بطفلة يقول الأطباء إنها تبلغ من العمر خمس أو ست سنوات. إنها نائمة وموصولة بالتقطير الوريدي. يقول الأطباء إنها تعاني من كدمة في الرأس وكسور متعددة.

سألت عما إذا كانت قد تمكنت من إخبارهم باسمها.

تقول الدكتور إلكنور بانليسور، جراحة الأطفال: "لا، إنها تتواصل فقط بالعين والإيماءات".

التعليق على الصورة،

تقول الدكتورة إلكنور بانليسور، جراحة الأطفال، إن العديد من الأطفال لا يستطيعون التحدث بسبب الصدمة

تشرح قائلة: "بسبب الصدمة، لا يستطيع هؤلاء الأطفال التحدث حقًا. إنهم يعرفون أسماءهم. بمجرد استقرار حالاتهم بعد يومين، يمكننا (محاولة) التحدث معهم".

يحاول مسؤولو الصحة مطابقة الأطفال المجهولين بالعناوين. لكن في الغالب لا تكون العناوين أكثر من أنقاض. في ما لا يقل عن 100 حالة، تم بالفعل توفير رعاية للأطفال المجهولين.

امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي التركية بمشاركات تظهر أطفالا مفقودين، وتقدم تفاصيل عن الطابق الذي كانوا يعيشون فيه في مبان منهارة، معربة عن الأمل في احتمال إنقاذهم ونقلهم إلى المستشفى.

يتنقل الأقارب الباقون على قيد الحياة ومسؤولو وزارة الصحة بين المراكز الطبية، في محاولة للعثور عليهم.

في مستشفى أضنة جنوبي تركيا، يستمر الجرحى في القدوم. إنهم مصدومون ومنهكون.

الجميع هنا ناجٍ، مرضى ومسعفون وأطباء على حدٍ سواء.

فقدت الدكتورة كسكين أقاربها في الزلزال ولجأت إلى المستشفى مع أطفالها، عندما ضربت الهزات الارتدادية منطقتها.

سألتها كيف تتكيف مع الوضع.

قالت: "أنا بخير، أحاول أن أكون بخير، لأن (الأطفال) يحتاجون إلينا حقًا".

"لكنني أقول الحمد لله، لا يزال أطفالي معي. لا يمكنني تخيل أي ألم أكبر للأم من فقدان طفلها."

بجانبنا، ينتظر المرضى الصغار في العنابر عودة والديهم.

تم لم شمل البعض بعائلاتهم أو أقاربهم. لكن البقية ما زالوا أطفالًا مجهولي الهوية بسبب الزلزال.