الكاتب الفرنسى رولان لومباردى: السيسى أنقذ المنطقة من «سيناريو مخيف».. ومكانته الإقليمية والدولية راسخة وقوية

- صاحب كتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت المصرى» فى حوار خاص مع الدستور

- السيسى أطلق إصلاحات ضرورية للتحديث وسيترك بصماته فى تاريخ العالم العربى ككل

- بذل الرئيس السيسى جهدًا ماهرًا لتنويع حلفائه وشركائه من أجل الحصول على مرونة أكبر فى السياسات الداخلية والخارجية

- الرئيس حذّر من محاولات إفساد علاقات الأخوّة بين العرب

شدد رولان لومباردى، رئيس تحرير «Dialogue»، على أهمية الدور الذى يلعبه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفظ استقرار الشرق الأوسط ككل، بعدما أنقذ المنطقة ككل من «سيناريو» ٢٠١٣.

وقال المؤرخ الفرنسى صاحب كتاب «ABDEL FATTAH AL-SISSI, LE BONAPARTE ÉGYPTIEN?»، أو «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت المصرى؟»، عن حياة ومسيرة السيسى، إنه لولا الرئيس المصرى كانت جماعة «الإخوان» حكمت أكثر من بلد عربى. ورولان لومباردى هو مؤرخ تاريخى وعالم جيوسياسى، متخصص فى الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، ومؤلف كتاب «الثالوث المخزى- نهاية النفوذ الفرنسى فى العالم العربى والإسلامى»، وكتاب «بوتين العرب».

أمينة ذكى

■ ما أوجه الشبه بين الرئيس السيسى ونابليون بونابرت كما ذكرت فى كتابك الجديد؟

- كمؤرخ، أعلم أن المقارنة ليست صحيحة من الناحية التاريخية، لكننى فى الكتاب قارنت بينهما من أجل إظهار التحديات التى واجهت الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال فترة حكمه.

وفضلت اختيار بونابرت «من ١٧٩٩ إلى ١٨٠٤»، صانع السلام والإدارى والمصلح العظيم، وليس نابليون الفاتح، للمساعدة فى فهم شخصية السيسى وقراءة تحدياته ومشاريعه الوطنية وطموحاته واستراتيجيته الإقليمية. 

علاوة على ذلك، فإن السيسى لديه العديد من أوجه التشابه مع بونابرت، من حيث حياته المهنية، وتاريخه السياسى الذى لا يمكن إنكاره، وكذلك بونابرت، فهو من أشهر الجنرالات الفرنسيين.

السيسى متواضع، واختار مهنة فى المجال العسكرى، ولا شك أنه سيترك بصماته فى تاريخ مصر، بل فى العالم العربى ككل، بعدما نجح فى إعادة مصر للاستقرار من جديد، وبناء مستقبل عظيم.

■ كيف ترى تعامل الرئيس السيسى مع مشكلة الإرهاب و«الإخوان»؟

- تخيل العالم العربى دون السيسى اليوم، من المؤكد أن سيناريو آخر مخيفًا كان سيحدث، كانت جماعة «الإخوان» تبوأت السلطة فى أكثر من مكان فى المنطقة العربية، إلى جانب مصر، وكانت ردودها على المظاهرات الشعبية فى صيف ٢٠١٣ ستكون «وحشية».

ورغم أن «الإخوان» تحاول تصوير نفسها على أنها تتعرض للاضطهاد وأنها ضحية، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، فهى التى وضعت أيديولوجية تنظيمى «القاعدة» و«داعش».

والسيسى يعرف جيدًا أنه لا يمكنك محاربة فكرة أو أيديولوجية إلا بفكرة أخرى، وهو ما تتعاظم أهميته فى ظل أن «الإسلام السياسى» متعدد الأوجه والاتجاهات.

■ وماذا عن تعامله مع الملفات الشائكة داخل مصر؟

- داخليًا، عرف السيسى أنه يجب عليه قبل كل شىء، أن يواجه بنجاح التحدى الرئيسى المتمثل فى تعافى الاقتصاد المصرى، خاصة مع الفساد المستشرى، الذى يؤثر على هذا البلد وعلى نطاق أوسع فى المنطقة ككل، لذا أطلق إصلاحات هيكلية عميقة و«ثورية»، كانت مؤلمة لكنها ضرورية، فى الاقتصاد والقطاع الاجتماعى على حد سواء، من أجل تحديث مصر.

علاوة على ذلك، بفضل خطوات السيسى، كانت مصر الدولة الوحيدة التى تمكنت من الحفاظ على نمو إيجابى فوق ٢٪، بعد أزمة وباء «كورونا».

المشكلة أنه على الرغم من هذه الجهود الضخمة للرئيس المصرى، لا يزال الاقتصاد يواجه صعوبة كبيرة، خاصة مع الأزمات المالية والاقتصادية التى عصفت بالعالم منذ عام ٢٠٢٠، بسبب جائحة «كورونا» ثم الحرب فى أوكرانيا.

■... وبالنسبة لدور مصر فى ليبيا والسودان وفلسطين؟

- على الصعيد الدولى، مع وصول السيسى إلى السلطة، تحالف مع الإمارات والسعودية فى مواجهة «الإسلام السياسى»، لمواجهة الإرهاب والتطرف الدينى، خاصة من جماعة «الإخوان».

ورسخ الرئيس المصرى مكانته على الساحة الإقليمية كعامل أساسى للاستقرار، وكان وسيطًا رائدًا فى جميع الأزمات والصراعات التى عصفت وما زالت تضرب الشرق الأوسط.

كذلك فى ملف جنوب البحر الأبيض المتوسط، الذى لعب فيه دورًا كبيرًا، وبعدما كانت مصر أول دولة عربية توقع السلام مع إسرائيل فى نهاية السبعينيات، استطاع السيسى، وفى كل مرة، تحقيق وقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل، منذ ٢٠١٣ وحتى اليوم.

لذلك كله، أصبح السيسى لاعبًا رئيسيًا فى المحادثات المتعلقة بأزمات ليبيا واليمن، وأيضًا فى إفريقيا، كما هو الحال فى التحولات السياسية داخل السودان أو تشاد على سبيل المثال.

رأينا ذلك فى الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ «كوب ٢٧»، ويمكن أن نقول: الزعيم المصرى بصدد استعادة مكانة مصر الكاملة على رقعة الشطرنج فى العلاقات الدولية، واستعادة دورها السابق كمنارة العالم. 

■ كيف ترى تحركات السياسة الخارجية المصرية بقيادة السيسى نحو آسيا؟

- بمجرد وصوله إلى السلطة فى يوليو ٢٠١٣، بذل الرئيس السيسى جهدًا ماهرًا لتنويع حلفائه وشركائه، من أجل الحصول على مرونة أكبر فى السياسات الداخلية والخارجية، وكان من بينها آسيا، وهى قارة صاعدة فى النفوذ، خاصة مع الصراع القوى الحالى بين روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.

وظهر ذلك فى زيارة الرئيس السيسى إلى الهند، والتى تربطها بمصر علاقات تعود إلى اتصالات بين سعد زغلول والمهاتما غاندى، اللذين كانت لهما أهداف مشتركة، من بينها الاستقلال عن التاج البريطانى.

وفى عام ١٩٥٥، بدأت «مصر عبدالناصر» و«هند نهرو» حركة «عدم الانحياز»، ومنذ ذلك الحين، كانت العلاقات دائمًا ودية وعميقة، والتبادلات التجارية كبيرة.

وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية، اعتمدت الحكومة المصرية، فى أبريل الماضى، الهند كمصدر لاستيراد القمح، فى قرار يسمح لمصر بالحصول على كميات كافية من القمح لتلبية برنامج دعم الخبز، الذى يستفيد منه أكثر من ٦٠ مليون شخص، فى ظل ظروف صعبة اقتصاديًا، ووقت تسبب فيه صراع أوكرانيا فى انفجار الأسعار.

وبذلك يمكن للهند تصدير نحو مليون طن من القمح إلى مصر هذا العام، وأرسلت بالفعل شحنة تضم ٢٤٠ ألف طن فى نهاية الربيع. 

وعلى مدى سنوات قليلة، أرادت القاهرة تعزيز مجالات التعاون الثنائى مع نيودلهى، خاصة فى مجال الدفاع والأمن، وفى فبراير ٢٠٢١، استضافت مصر مناورة جوية بين الجيشين المصرى والهندى استمرت عدة أيام، شارك فيها عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام.

■ وماذا عن زيارة الرئيس إلى أذربيجان وأرمينيا؟

- أولًا وقبل كل شىء، هذه الزيارة رمزية للغاية، يجب أن نتذكر أن تاريخ الأرمن فى مصر غنى وقديم جدًا، والعصر الذهبى لعلاقات البلدين كان فى القرن الحادى عشر. وعلى مدى القرون التالية، شغل العديد من الأرمن مناصب مهمة فى الحكومات المصرية المتعاقبة: وزراء خارجية ورؤساء وزراء، وأشهرهم نوبار باشا. على الرغم من وجود فترات من التوتر الطائفى، فإن مصر استقبلت أيضًا موجات عديدة من اللاجئين من تركيا بعد مذابح أواخر القرن التاسع عشر، وبعد الإبادة الجماعية عام ١٩١٥.

ومع وجود أقل من ٨٠٠٠٠ نسمة فى مصر قبل الخمسينيات من القرن الماضى، كان توسع القومية العربية هو الذى أجبر العديد من الأرمن المصريين على الهجرة، كما فعل أرمن العديد من الدول العربية الأخرى.

اليوم، على الرغم من عددهم الصغير للغاية- نحو ٨٠٠٠ شخص- لا يزال لدى الجالية الأرمينية فى مصر العديد من الكنائس والمدارس، وهى تنتمى بشكل أساسى إلى برجوازية المدن الكبرى، إلا أنها لا تزال ديناميكية، وحتى مؤثرة فى بعض دوائر الأعمال أو السياسات.

وخلال إقامتى الأخيرة فى مصر، استطعت أن ألاحظ أن الزيارة التاريخية للرئيس المصرى إلى يريفان، وهذه المرة الأولى التى يزور فيها رئيس دولة مصرى هذا البلد، حظيت بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام المصرية. 

لذلك ، فإن الوجود المصرى فى القوقاز، وإذا تم الإبقاء على الوساطة التى اقترحها السيسى فى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، فإن هذا سيعنى حتما دعمًا مصريًا ثقيلًا للدبلوماسيين الروس «حلفائهم»، كما هو الحال بالفعل على سبيل المثال فى سوريا.

■ تولى الإدارة الأمريكية وروسيا والصين اهتمامًا كبيرًا لمصر. كيف ترى هذا الأمر؟

- أدركت الصين وروسيا بسرعة كبيرة أنه من الضرورى المراهنة على السيسى.

و«مصر السيسى» و«روسيا بوتين» عززتا بشكل كبير روابطهما، لتصبحا شريكين اقتصاديين واستراتيجيين رئيسيين، أو حتى حلفاء حقيقيين فى العديد من القضايا، خاصة ما يتعلق بالحرب فى المنطقة ضد الإرهاب و«الإسلام السياسى» و«الإخوان».

■ ما تقييمك للعلاقات الفرنسية المصرية؟

- عام ٢٠١٣، فى أعقاب المظاهرات ضد «الإخوان»، استعاد الجيش المصرى السيطرة على البلاد. فى ذلك الوقت، انتقدت باريس بشدة هذا الإجراء، لكن السيسى كان محقًا، وفى فترة حكم إيمانويل ماكرون، اقترب البلدان أكثر فأكثر، على الرغم من بعض الاختلافات فى عدد من الملفات.

وآمل أن يكون قادتنا السياسيون قد فهموا أخيرًا أن مصر تحت قيادة السيسى لم تكن مجرد شريك استراتيجى رئيسى لفرنسا، فهى قبل كل شىء، اليوم وأكثر من الماضى، حليفنا الرئيسى فى مواجهة الإرهاب و«الإسلام الراديكالى».

تاريخ الخبر: 2023-02-14 21:20:53
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

منتخب مصر يطلب تأجيل مباراة غينيا بيساو بتصفيات المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:19
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

المغرب يتهم “أمنستي” بخدمة أجندات معادية لوحدته الترابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:33
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

منتخب مصر يطلب تأجيل مباراة غينيا بيساو بتصفيات المونديال

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:24
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

المغرب يتهم “أمنستي” بخدمة أجندات معادية لوحدته الترابية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

رئيس الحكومة يستقبل المدير العام لمنظمة العمل الدولية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 21:26:05
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية